أكرم القصاص - علا الشافعي

هيثم الحريرى "خالف تُعرف".. أهالى دائرته ينتقدونه بالفيديو ويتهمونه بالتنصل من وعوده.. زملاؤه يرونه "معارضة للمعارضة" ويتبع سياسة "الصوت العالى".. والنتيجة "وعود مدهونة بزبدة يطلع عليها الكارنيه تسيح"

الأربعاء، 11 يناير 2017 03:45 م
هيثم الحريرى "خالف تُعرف".. أهالى دائرته ينتقدونه بالفيديو ويتهمونه بالتنصل من وعوده.. زملاؤه يرونه "معارضة للمعارضة" ويتبع سياسة "الصوت العالى".. والنتيجة "وعود مدهونة بزبدة يطلع عليها الكارنيه تسيح" هيثم الحريرى وأهالى دائرة محرم بك
كتب محمد عطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعرب عدد من الأهالى فى دائرة "محرم بك" بمحافظة الإسكندرية، عن غضبهم واستيائهم من النائب هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب عن الدائرة، وذلك لما وصفوه بـ"تنصله من وعوده لهم خلال فترة ترشحة لعضوية المجلس"، سواء بالدفاع عنهم وعن مطالبهم داخل البرلمان، أو بالاهتمام باحتياجاتهم ومتابعة الجهات التنفيذية لتلبية مطالبهم وتطلعاتهم فى المنطقة.

وأكد أهالى الدائرة فى لقاءات مصورة مع كاميرا "اليوم السابع"، أنهم بعدما كانوا يشاهدونه بشكل يومى خلال فترة الدعاية الانتخابية، ووقتها وعدهم بحل مشكلات الدائرة وتوفير فرص عمل لأبنائهم المتعطلين، والعمل على تشريع وإقرار قوانين العدالة الاجتماعية، وخدمة أبناء دائرته من الفقراء وتحقيق مطالبهم وتلبية احتياجاتهم، الآن لا يرونه فى الدائرة، ويغيب عن "محرم بك" بشكل شبه كامل، وانتهت كل الوعود التى سار بها فى شوارع الدائرة حتى حصل على مقعدها تحت قبة البرلمان.

هيثم الحريرى.. نجم الفضائيات الباحث عن الشهرة

رغم الصورة التى ينقلها أهالى "محرم بك"، وحديثهم عن تقصير نائبهم فى حقهم وحق الدائرة، يتخذ النائب الشاب منحى مغايرًا، ساعيًا لبناء مجد شخصى وتلميع اسمه عبر نشاط إعلامى أكثر من كونه نشاطًا برلمانيا وتشريعيا ورقابيا، وحسبما يقول أهالى الدائرة، فإن الوعود التى تنكر لها هيثم الحريرى كان منها تشريع قوانين تتصل بالعدالة الاجتماعية، والدفاع عن الفقراء وتلبية احتياجاتهم، وهو ما لم يفعله النائب على أرض الواقع، ولم يقدم به اقتراحا أو مشروعا تحت القبة، الحركة التى يتحركها تسير فى اتجاهات أخرى ولأغراض يبدو أنها لا تسير فى نفس اتجاه الشارع.

الآن يحاول هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك، تقديم نفسه فى صورة المحامى والمدافع عن حقوق الغلابة والمظلومين وأبناء الطبقة الكادحة من الشعب المصرى، وحينما خاض الانتخابات البرلمانية، روج لنفسه باعتباره ممثلا لثورتى 25 يناير و30 يونيو، مستغلاً فى ذلك ما خلفه والده، النائب الراحل أبو العز الحريرى، من ذكرى طيبة فى الإسكندرية، أو تحت قبة البرلمان المصرى، إلا أن حقيقة "هيثم" بدأت تتكشف يومًا بعد الآخر، ففور إعلان فوزه بمقعد مجلس النواب تنصل من كل الوعود التى قطعها والشعارات التى خاض بها الانتخابات، ومنذ أنهى أوراق عضويته تحت القبة، بدا وكأنه أخذ عهدًا على نفسه أن يكون معارضًا وصداميًّا مع الجميع، وكأن هذا هو السبيل الوحيد للشهرة، وتناسى وعوده لأهالى دائرته بشكل خاص، ولمحدودى الدخل والفقراء من أبناء الوطن بشكل عام، بعد أن تحول إلى ضيف دائم فى الفضائيات، ينتقل من شاشة إلى شاشة ومن برنامج إلى برنامج، أكثر من مرة فى اليوم الواحد.

 

النائب الشاب يهاجدم

بدأ هيثم الحريرى رحلته تحت قبة البرلمان بالهجوم على الحكومة وبرنامجها واتهامها بالفشل، وفى الوقت الذى رفض فيه النائب البرنامج، وهذا حق أصيل له وفق موقعه النيابى، فإنه لم يقدم فى المقابل أية حلول أو بدائل، لم يطرح خططًا أو برامج عملية، فقط ركز على الانتقاد والهجوم، الذى يبدو أنه من أجل الهجوم فقط، إذ يأتى طوال الوقت هجومًا صرفًا غير مصحوب بأى فكرة أو خطة أو بارقة أمل، وحينما يُطلب منه اقتراح أفكار أو طرح رؤى وبرامج عمل، يقف مكتوف الأيدى، وهو ما توثقه  بعض مضابط الجلسات العامة لمجلس النواب، فحين دخل صدامًا مباشرًا مع أحد زملائه تحت القبة، الذى قال له ولأعضاء تكتل 25/ 30 المنتمى له "الحريرى": "أنتم تعارضون من أجل المعارضة فقط، وخير دليل على ذلك أنكم لم تقدموا أفكارًا ورؤى، وهذه المعارضة غرضها هدم الدولة، لأنها ليست معارضة بناءة"، فإن هيثم الحريرى لم يجرؤ على تقديم أى رد.

 

"الحريرى" الذى قطع على نفسه عهدًا بأن يكون نصيرًا للغلابة والفقراء، وشدّد على هذا الأمر فى جميع البرامج التى حل ضيفًا فيها، ارتكب مخالفة صارخة، وانتهك القانون، وذلك من خلال الجمع بين عضويته بالمجلس النيابى، ووظيفته فى شركة سيدى كرير للبتروكيماويات، وتقاضيه راتبا شهريًا يقترب من 60  ألف جنيه، وبدلا من أن يكون مدافعا عن القانون، أصبح أول منتهكيه والمتعدين عليه، والغريب فى الأمر أنه  لم ينكر هذا الأمر، واعترف به صراحة.

النائب الشاب الذى وعد وأخلف، كما يقول عنه أهل دائرته، تحول تحت القبة إلى الصدام المباشر مع عدد كبير من النواب، وأصبح يعلق على القضايا المطروحة فى الجلسات العامة بشكل هجومى، برّره البعض بأنه يسير وفق قاعدة "خالف تعرف"، والدليل على ذلك أنه لم يطرح أيّة فكرة تجذب النواب تحت القبة منذ بدء نشاط المجلس، وفى الوقت الذى يبدأ فيه بإعلان تمسكه بالدستور عند طلب الحصول على الكلمة فى الجلسات، كان أول من ينتهك هذا الدستور ويتجاوز القانون بالجمع بين وظيفتين وراتبين يتجاوزن الحد الأقصى للأجور فى وقت واحد.

 غاب هيثم الحريرى عن ممارسة دوره التشريعى، بعدما تعهد خلال فترة الدعاية الانتخابية بطرح حزمة من مشروعات القوانين، خاصة فيما يتعلق بتطبيق العدالة الاجتماعية، ولكنه اكتفى بالتصريحات فى وسائل الإعلام فقط، وترديد عبارة "نبحث إمكانية تقديم مشروع لقانون العدالة الانتقالية" بين حين وآخر، فيما اعتاد طلب الكلمة بالجلسة العامة، بالمخالفة لنصوص اللائحة الداخلية التى تلزم النائب بالتسجيل إلكترونيًّا، لكنه اعتاد على طلب الكلمة بالصوت المرتفع، ما أثار حفيظة رئيس البرلمان، بعد تكرار الواقعة أكثر من مرة، وفى إحدى الجلسات تكررت الواقعة، وطلب "عبد العال" من الأغلبية السماح بحصول "الحريرى" على الكلمة، ولكن الجميع رفضوا ذلك، معترضين على أسلوبه فى طلب الكلمة.

أخيرًا، وبعد مرور عام كامل على انعقاد مجلس النواب، أيقن أهالى دائرة محرم بك بأن وعود النائب لهم بأنه سيسير على درب والده وسيكون ممثلا لثورتى 25 يناير و30 يوليو، وسيقدّم حزمة من التشريعات التى تخدم الغلابة والفقراء، إضافة إلى وعوده الخاصة بمحدودى الدخل، مجرد شعارات انتخابية، وكل وعوده لهم أصبحت مثل "كلام الليل المدهون بالزبدة، يطلع عليه كارنيه البرلمان يسيح".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة