بعد رفض 17 مسئولا دخول القمح المسرطن.. مافيا الاستيراد تنجح فى الإطاحة بالمسئول عن مكتشف القمح القاتل.. مصادر: المحصول المحلى سيعانى الموسم المقبل.. ووزير الزراعة أصدر قرار إقالة سعد موسى خلال جولته

الأحد، 06 مارس 2016 04:35 م

الدكتور سعد موسى - رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي السابق

كتب عز النوبى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت الأسابيع الماضية زيادة حدة الخلافات بين مسئولى الحجر الزراعى بوزارة الزراعة، وعدد من مافيا استيراد القمح، وذلك بعد رفض مسئولى الحجر الزراعى دخول شحنات القمح المستوردة التى تحتوى على أى نسبة من فطر "الأرجوت"، السام تماشيًا مع القوانين المصرية وحرصًا على الثروة الزراعية، وذلك بعد اتجاه عدد كبير من رجال الأعمال إلى استيراد شحنات قمح مصابة بالفطر من أوروبا خاصة مع انخفاض الأسعار العالمية للقمح، وهو ما يحقق أرباحًا طائلة، وكانت المفاجأة بالإطاحة برئيس الحجر الزراعى الدكتور سعد موسى، على الرغم من رفض 17 جهة من وزارة الزراعة شحنات القمح المصاب بفطر الأرجوت.

حظر دخول أقماح بها نسب إصابة بفطر "الأرجوت" المسرطن

وقالت مصادر حكومية رفيعة المستوى، إن مافيا الاستيراد ووزارة التموين مارستا ضغوطًا على وزارة الزراعة للتراجع عن قرار حظر دخول أى أقماح بها نسب إصابة بفطر الأرجوت المسرطن، وهو ما أسفر عن قيام الدكتور عصام فايد وزير الزراعة اليوم بإصدار القرار الوزارى رقم 306 بإنهاء عمل الدكتور سعد موسى رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، وتكليف الدكتور إبراهيم إمبابى بإدارة الحجر الزراعى بدلاً منه.

رفض دخول 64 ألف طن قمح مصابة بالفطر

وأوضحت المصادر، أن قرارات موسى برفض دخول أكثر من 64 ألف طن قمح مصابة بالفطر، من بينها 500 طن تابعة لهيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين تسببت فى حرج لوزارة التموين، خاصة أنها تسير بسياسة "أشترى الأرخص"، مؤيدًا نظرية اللجوء للاستيراد لتلبية احتياجات إنتاج الخبز المدعم، خاصة أن التوسع فى الاستيراد يخدم رجال الأعمال على حساب القمح المحلى.

الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتى للقمح

وأضافت المصادر أن محاولات وزارة التموين دعم سياسة الاستيراد ستجهض سياسة الدولة فى التوسع فى الاعتماد على القمح المحلى، ويقلل من قدرة الدولة على الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح، ويدفع الدول المصدرة للمحصول للتحكم فى السياسة الخارجية لمصر، اعتمادًا على حاجة الدولة لتوفير رغيف الخبز المدعم، وارتباطه بحالة الاستقرار السياسى للبلاد.

ضغوط خارجية حول تمرير شحنات قمح مصابة بـ"الأرجوت"

وكان عدد من رجال الأعمال ومسئولين حكوميين، فضلاً عن تدخلات خارجية قد مارسوا ضغوطًا على وزارة الزراعة لتمرير دخول شحنات قمح فرنسى مصابة بنسبة تتعدى المسموح به طبقًا للدستور الدولى للغذاء كودكس، والمقدرة بـ0.05%، رغم أن معايير المنظمة الدولية للصحة النباتية تعطى الحق للدول فى تحديد النسبة المناسبة من الفطر لحماية إنتاجها المحلى من القمح، حتى لو كانت النسبة صفر.

فتح أسواق جديد أمام المنتجات الزراعية

وكان سعد موسى المتواجد حاليًا فى أستراليا لفتح أسواق جديدة قد طالب فى مخاطبات رسمية لوزارة التموين بأن تكون نسبة فطر "الأرجوت" فى صفقات القمح المستورد 0%، لما له من تأثير سلبى على الزراعة المصرية، حيث تعد مصر من الدول الخالية من الفطر، مقابل انتشاره فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا، الأمر الذى يشكل تهديدًا على الزراعة.

17 جهة ترفض دخول القمح المصاب بفطر الأرجوت

فيما كشف تقرير الإدارة المركزية للحجر الزراعى، وقطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة، انفرد لـ"اليوم السابع" به أن 17 جهة مسئولة بالإدارات العامة للحجر ومديرى المعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية، خلال اجتماع لجنة أعمال الحجر الزراعى، رفضت دخول أى شحنات قمح مستوردة تحتوى على فطر "الأرجوت"، مؤكدة فى تقرير لها، أن هناك 5 أسباب للرفض أولها أن المرض غير مسجل فى مصر حتى الآن ومن الأمراض المدرجة بجدول 1 طبقًا لتشريعات الحجر الزراعى رقم 3007 لسنة 2001 والذى يمنع دخولها إلى البلاد نظرًا لخطورة فطر"الأرجوت" على الثروة الزراعية.

وأوضح التقرير أن رفض الشحنات بناء على رأى لجنة أعمال الحجر الزراعى فى 11-8-2015، بالإضافة إلى عدم القضاء على الفطر أثناء عمليات طحن، مؤكدًا أنه خلال الفترة السابقة لم يسبق دخول أى شحنات قمح مصابة بهذا الفطر التزامًا بتشريعات الحجر الزراعى.

وحاول "اليوم السابع"، الاتصال بالدكتور سعد موسى، المتواجد حاليًا فى أستراليا ونيوزيلندا لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية إبلاغه بالقرار واستطلاع رأيه عن أسبابه، إلا أن هاتفه كان مغلقًا.

فتح أسواق جديدة بالسودان أمام المنتجات الزراعية

وكشفت تقارير الوزارة عن نجاح الرئيس السابق للحجر الزراعى، فى فتح أسواق بالسودان أمام الموالح وتقاوى الفول البلدى، وتصدير شتلات المانجو والموالح من خلال تسهيل نفاذ الصادرات عبر ميناء قسطل أشكيت، وفتح أسواق مع اليابان أمام الموالح، وأسواق مع الصين أمام المنتجات الزراعية المصرية، كما تم اعتماد شهادة إلكترونية مع الأردن ولبنان وإيطاليا، لتحويل شهادات تصدير المحاصيل الزراعية من ورقية إلى إلكترونية، كما نجحت فى تجربتها المعملية، وهى المعاملة بالتبريد للقضاء على الأطوار غير الكاملة لحشرة ذبابة الفاكهة.