نبيل العربى يترك الجامعة العربية دون تطوير وبعد فقدها لهيبتها.. التاريخ لن ينسى موافقته على المنصب فى لحظة تاريخية دون السعى إليه.. ومحاولاً تبرئة نفسه: التطوير والقوة المشتركة رهن إرادة القادة العرب

الإثنين، 29 فبراير 2016 01:58 ص
نبيل العربى يترك الجامعة العربية دون تطوير وبعد فقدها لهيبتها.. التاريخ لن ينسى موافقته على المنصب فى لحظة تاريخية دون السعى إليه.. ومحاولاً تبرئة نفسه: التطوير والقوة المشتركة رهن إرادة القادة العرب الدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية
تحليل آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ خمس سنوات دخل نبيل العربى رغماً عنه لمقر الجامعة العربية ليشغل منصب الأمين العام فى لحظة حرجة، كادت أن تفقد فيها مصر المنصب الذى يعد من الحقوق المكتوبة للقاهرة، واعترافاًَ بمكانتها فى قلب العالم العربى.

واليوم أعلن العربى اكتفائه بما مر عليه فى الخمس سنوات الماضية خلال توليه المنصب، الذى إحقاقاً للحق لم يسعى إليه، وكانت أول كلمات العربى بعد فوزه بالمصب أنه لن يمكث فيه سوى فترة واحدة سيعمل فيها على تطوير الجامعة العربية، لتتواكب مع تطورات العصر، ولتكون جامعة بصوت الشعوب العربية وأداة لتحقيق طموحها، وليست كما عهدها العالم العربى إنها جامعة للأنظمة.

كلمات العربى الأولى بعد توليه المنصب حملت حلمه بتطوير الجامعة العربية وميثاقها الذى عفى عليه الزمن، وتواكب حلم العربى مع لحظة فريدة كانت تعج بها المنطقة العربية فى أعقاب نسمات الربيع العربى، التى هبت على الدول الاعضاء وأطاحت بديكتاتوريات عاتية كانت تطبق على حريات الشعوب.

وبدأ العربى رحلته محملاً بكثير من التفاؤل بأنه سيتمكن من تغيير الواقع، ولكن هذا الأمل راح يتبدد يوماً بعد يوم، فدائماً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث تحول نسيم الربيع إلى عواصف أتت على ما تبقى من وحدة الصف العربى.

ورغم أن الرأى العام العربى حمل الأمين العام مسئولية فشل المنظمة العجوز فى التصدى لما يحدث للمنطقة، ولكن المسئولية لا يجب أن يتحملها وحدة بل تشارك فيها أنظمة ظلت جاثية على الماضى.

فمحاولاته لتعديل ميثاق الجامعة العربية اصطدمت بعدم حماس القادة العرب للتغيير، وبعد تشكيل لجنة برئاسة الدبلوماسى الجزائرى الأخضر الإبراهيمى لدراسة مقترح التطوير ووضع تصور له، وجولات مكوكية بين العواصم العربية لإقناع هذا وإرضاء ذاك واجتماعات رفيعة المستوى سيخرج العربى من الجامعة يوليو المقبل وكل جهوده ذهبت أدراج الرياح، ولم يشهد الميثاق أى تعديل أو تطوير.

وحمل العربى قبل إعلانه عدم الاستمرار فى منصبه، الدول العربية مسئولية عدم التطوير، وكأنه يترك شهادة للتاريخ تبرئ ساحته، حيث قال العربى بوضوح غير مسبوق " كررت هذا الطلب عشرات المرات، حتى تكون الجامعة العربية منظمة معاصرة تستطيع أن تواجه التحديات الجسام التى نراها حولنا فى المشرق والمغرب، والموضوع الآن فى يد الدول العربية ويتوقف على إرادتها ليتم إقرار الميثاق الجديد".

ليس هذا فحسب ما حمله الأمين العام للقادة العرب، حيث قال أنه كانت هناك أمور أخرى مهمة تم بحثها خلال هذه الفترة وفى مقدمتها موضوع القوة العربية المشتركة التى اقترحها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة شرم الشيخ، وتم بالفعل عقد اجتماعين تاريخيين لرؤساء الأركان فى الدول العربية، والموضوع مطروح الآن أمام الدول العربية لاتخاذ القرار بشأن إنشاء هذه القوة.

قد يكون العربى محقا فى جزء من تصريحاته والمسئولية التى رمى بها على عاتق القادة العرب، ولكن هذا لا يمكن أن يغفر ما حدث من فرقة عربية خلال الخمس سنوات الماضية، دون أن يكون للمنظمة دور يذكر فى رأب هذا الصدع.

فالجامعة العربية خلال السنوات الأخيرة غابت عن الواقع العربى وراحت النزاعات تمزق الأراضى العربية دون مبادرة تذكر لنزع فتيل الأزمات، وليس خافياً ما حظيت به الأزمة السورية من تدويل حتى أصبحت ساحة حرب بين قوى عظمى وأخرى إقليمية ومهددة للتقسيم.

أما ليبيا والتى عين لها الأمين العام مبعوثاً خاصاً للأزمة لم تستطيع لم الشتات، وجمع الأطراف المتنازعة على حل يعيد الاستقرار للبلاد، والآن يغادر العربى وأزمة جديدة طغت على السطح بين الدول الخليجية ولبنان على خلفية تصريحات ضد الرياض من حزب الله اللبنانى، ولم نرى للجامعة محاولات لرأب الصدع، وكأن الخلاف لا يخص دولاً أعضاء بها.

أما الإرهاب فاتخذ من الأراضى العربية موطناً، وراح يتوسع ويسيطر على مدن وبلاد، ولم تطرح الجامعة العربية استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الظاهرة، وراحت الدول العربية فرادى للإرتماء فى أحضان قوى ومنظمات آخرى وتحالفات دولية لن تضع فى حساباتها المصالح العربية.

الجامعة العربية على مدار الخمس سنوات الماضية أصبح صوتها منخفضاً بل إنعدم فى حالات كثيرة نتيجة ضعف أمينها العام تجاه بعض القضايا، فلم يعد لها ثقل فى المنطقة، ولم تعد راية يتجمع تحتها الجميع حتى ولو مختلفين، تخلت عن زمام المبادرة وضاعت هيبتها لدى الدول الأعضاء وأصبحت تابع للبعض وأداة فى يد البعض الآخر، لفرض وصايته فى المنطقة، وكل هذا سلب من الجامعة العربية صفة بيت العرب والجميع يتحمل المسئولية.



موضوعات متعلقة..




نبيل العربى: "آن الأوان أن يتولى شخص آخر المهمة الثقيلة.. عاوز أجازة"




صفحة الرئيس السيسى تنشر "بيان شكر" الدكتور نبيل العربى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة