بطرس غالى.. دبلوماسية السلطة حتى النفس الأخير.. يستعين بالعراف ليبقى فى الأمم المتحدة.. يحب السادات ويرى مبارك «براجماتيا» وينصح عمرو موسى بقبول الجامعة العربية

الخميس، 18 فبراير 2016 11:45 ص
بطرس غالى.. دبلوماسية السلطة حتى النفس الأخير.. يستعين بالعراف ليبقى فى الأمم المتحدة.. يحب السادات ويرى مبارك «براجماتيا» وينصح عمرو موسى بقبول الجامعة العربية بطرس غالى
كتب أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1994 يستقبل الدكتور بطرس غالى، أمين عام الأمم المتحدة، عرافا هنديا فى نيودلهى، سأله العراف عن تاريخ وموطن ميلاده، وسأله غالى عما إذا كان سيتم انتخابه لفترة ثانية فى الأمم المتحدة، فقال العراف: لن يحدث، وأخبره عن نور سيشع فى حياته ويسطع أكثر.

الدكتور بطرس غالى الذى رحل قبل يومين يمثل عصرا ممتدا من السياسة والسلطة، عاصر حروبا وتولى مناصب وزارية ودولية، وبقى وفيا للسلطة، راغبا فيها، قادرا على تحمل تبعاتها، وهو أحد الذين أثروا فيها وأثرت فيهم.

غالى قال: «إنه ما يزال بانتظار بدر البدور» عنوان مذكراته الذى يمثل فلسفة ورؤية غالى للسلطة واستمتاعه بها، ويروى آراءه بدبلوماسية فى كل من تعامل معهم من الساسة والرؤساء، ويبدو أحد فلاسفة التنظير العملى للسلطة، وقد شغل مناصب وزارية، وصولا لأمين عام الأمم المتحدة، ويلجأ هذا العلمانى العملى لعراف يستطلع منه رأيه وهو فى الخامسة والسبعين من عمره «الرحيل هو موت من نوع ما»، ملخصا يومه الأخير كأمين عام للأمم المتحدة، وكان أول عربى وأفريقى يتولى المنصب عام 1992، أثناء رئاسة جورج بوش الأب وجاء كلينتون رئيسا لأمريكا بعد عام، وساءت علاقة «بطرس غالى» بالإدارة الأمريكية، وفى 18 أبريل 1996 قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلى مركز قيادة فيجى التابع للأمم المتحدة فى قرية قانا جنوب لبنان، واستشهد 106 مدنيين وأصيب العشرات وعطل الفيتو الأمريكى إدانة مجلس الأمن لإسرائيل وأجرى المستشار العسكرى للأمم المتحدة تحقيقا رسميا رفعه إلى الأمين العام أدان فيه إسرائيل بأنها ارتكبت المجزرة عمدا، وبالرغم من اعتراض إسرائيل وأمريكا وجهت الجمعية العامة للأمم المتحدة صفعة لكلينتون وأقرت بأن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين، واستخدمت مادلين أولبريت حق الفيتو فى النهاية ضد التجديد لغالى، ليخرج ومع حزنه على خروجه من السلطة، فهو يقول إنه لم يندم على موقفه.

ويروى أنه فى يناير 1997 استقبله الرئيس حسنى مبارك ويقول غالى: «لمحت فى نظرته بعض التشفى» وقال له: نصحتك ألا تتحدى الأمريكيين، ويضيف بابتسامة: لو كنت أكثر لطفا مع مادلين أولبرايت لأعيد انتخابك.. غالى يصف مبارك بأن «واقعى براجماتى».

ويشير إلى قدم قضية المياه وأفريقيا ويقول غالى: فى مارس 1998 التقيت مبارك بعد زيارة ومباحثات مع ميليس زيناوى، يتطرق الحديث لمياه النيل يقول غالى «أشعر أن مبارك منشغل بالمشاكل القصيرة المدى أكثر مما تشغله قضية المياه».

ويسجل فى نهاية عام 99 واحتفالات الألفية على سفح الهرم، عندما كان غالى وزوجته ضيوفا على مائدة الرئيس مبارك، بينما الوزراء موزعون على الطاولات، ويروى غالى: «يقترب منى الوزراء وزملاء قدامى، نتلقى أنا وليا- زوجته- فى بضع دقائق كما من المديح والإطراء.. أتناول العشاء على الطاولة الرئاسية، بينما هؤلاء الذين يحكموننا موزعون على طاولات صغيرة يحيطوننى بهالة لا مثيل لها، فى عيون حاشية الرئيس مبارك».

غالى كان أكثر تأييدا للسادات لعب دورا محوريا فى كامب ديفيد، ورافق السادات فى زيارته للقدس، وكان شاهدا على توقيع السادات ومناحم بيجين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكى جيمى كارتر معاهدة السلام، وفى نوفمبر 1997 يتصادف ذكرى زيارة السادات للقدس ويعتبره بطرس غالى أهم حدث فى حياته «السادات مثل موسى لم يشاهد الأرض الموعودة توفى قبل استرجاع سيناء».

ويذكر عمرو موسى فى فبراير 2001، ذهبت فى سيارة مصفحة للخارجية ويخبره عمرو موسى بأنه عرض عليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، يسأل موسى غالى: «ماذا اختار فى رأيك؟».

يجيبه غالى: «إنه سؤال بلاغى، فى نظامنا السياسى نحن لا نختار، لكن الرئيس يختار لنا، ومع ذلك لو كنت مكانك لرغبت فى التجربة الجديدة».

ومن طرائف ما ورد فى كتاب غالى أنه فى يونيو 1997 كان عائدا إلى باريس التقى سائق سيارة أجرة تونسيا رحب الرجل به ووصفه «برجلنا العظيم الذى قال لا للأمريكيين» وفى الطريق وضع السائق شريط كاسيت من الموسيقى العربية عندها قال بطرس غالى، إنه عبدالحليم حافظ. وتوقف الرجل متعجبا: كيف يمكن أن تخطئ بهذه الصورة، أيمكن الخلط بين عبدالوهاب وعبدالحليم، ويودعه قائلا: «رجاء لا تخلط بعد اليوم بين أجمل صوت فى العالم العربى وبين عبدالحليم حافظ».

يبدى بطرس غالى تمسكا بالسلطة، ويقدم هذا فى أكثر من مكان بمذكراته، فهو فى الخامسة والسبعين فى أحد الاجتماعات لا يستطيع الحركة لألم فى مفاصله، ويسمع تعليقات من الجلوس أنه فى الخامسة والسبعين ويعانى ألم المفاصل ويتمسك بالسلطة وترشيح نفسه أمينا عاما للفرانكفونية.

ويعبر غالى عن عشقه للسلطة خلال غداء مع الرئيس البرتغالى الأسبق ماريو سواريس يتطرق الحديث إلى السلطة فيقول ماريو: يجب أن نحسن اختيار الوقت الذى نترك فيه السلطة.

يرد الدكتور بطرس: لدى مفهوم أوسع للسلطة أدرك جيدا أن السلطة يمكن أن تكون ثقافة، فنشر المقالات والمشاركة فى الندوات شكل من أشكال السلطة، ولكنى أقر بأن للسلطة السياسية نكهة خاصة، أشبه بمشروب روحى نسبة الكحول فيه خمسين درجة يحرق الحلق ويحول لاحقا تذوقك الطعم اللذيذ المتمثل فى السلطة، ومن هو الجامعى الذى لم يحلم فى وقت من الأوقات بأن يصبح المستشار الخفى لرجل دولة نافذ؟ ذلك ليس سوى طريقة غير مباشرة ومواربة لتذوق طعم السلطة السياسية.

ويصف مصر بأنها «الأرض الدهرية المسكونة بالنعيم والجحيم فى آنواحد» لهذا ظل دائما فى علاقته بالسلطة، وعاد لرئاسة المجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر وقبلها الفرانكفونية.


اسامه-الباز-وبطرس-غالى

بطرس غالى - البابا تواضروس

بطرس-غالى-فى-اول-يوم-عمل-بالامم-المتحده

بطرس-غالى--وبيل-كلنتون0

بطرس-غالى-وعدلى-منصور

بيجن

بيجن-وديان-والسادات

جاك-شراك

عرفات

عمرو-دياب-(34)

مانديلا


p








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

بركة

لم يرغب السلطة من أجل السلطة .. وإنما لخدمة بلاده .. ومَن مٍنّا لايحب السادات.. ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد

فرق جوهرى بينه وبين مبارك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة