مرصد الأزهر يرد على مزاعم المستشرقين بأن مسيحيى الشرق مقهورون بسبب وجود الإسلام: يتعارض مع الواقع التاريخى للإسلام وتعاليمه.. ويؤكد: التاريخ يشهد بأن الإسلام لم يكره أحدا على اعتناقه

الخميس، 28 يناير 2016 07:56 م
مرصد الأزهر يرد على مزاعم المستشرقين بأن مسيحيى الشرق مقهورون بسبب وجود الإسلام: يتعارض مع الواقع التاريخى للإسلام وتعاليمه.. ويؤكد: التاريخ يشهد بأن الإسلام لم يكره أحدا على اعتناقه الدكتور احمد الطيب، شيخ الازهر، ارشيفيه
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يدعى بعض المؤرخين من المستشرقين أن مسيحيى الشرق يعانون من القهر بسبب وجود الإسلام فى المنطقة العربية، وهنا تجيب اللجنة الشرعية التابعة لمرصد الأزهر الشريف، عن هذا السؤال وجاء فى معرض ردها: إن السؤال المطروح يتعارض مع الواقع التاريخى للإسلام وتعاليمه؛ فكيف يتهم الإسلام بذلك ورسوله الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول فيما رواه الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه "قال: قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال: إنى لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة."

ويتجلى هذا المنطق بوضوح فى هذه القاعدة الإسلامية العريضة، والتى أعلنها القرآن منذ أن بزغ فجر الإسلام:حيث قال تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة: 256]، فدين الإسلام يكفل الحرية لكل فرد؛ فلا يدخل فيه أحد إلا بعد القناعة التامة بهدايته.

ويؤكد على هذا المنطق ما ورد فى الحديث الشريف فى صحيح البخارى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنْ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا".

وتابعت اللجنة الشرعية فى ردها: إن التاريخ فى بلاد الشرق يشهد بأن الإسلام لم يكره أحدًا يومًا على اعتناقه، أو يسىء إلى مخالفيه، أو كان سببًا فى قهرهم أو احتقارهم أو إثقالهم، ففى عهد صلاح الدين الأيوبى تمتع المسيحيون فى مصر بالسعادة إلى حد كبير فى ظل ذلك الحاكم الذى عرف بالعدل، فقد خفف عنهم الضرائب التى كانت فرضت عليهم، وزال بعضها جملة، وملئوا الوظائف العامة كوزراء وكتَّاب وصيارفة.

وأوضحت اللجنة: لقد جلب الفتح الإسلامى إلى المسيحيين فى بلاد الشرق حياة تقوم على الحرية الدينية، وهذا ما سطرته أقلام المنصفين منهم فمن ذلك: ما ذكرته المستشرقة الألمانية زيجريد هونكه عن الإسلام حيث قالت: "لا إكراه فى الدين، هذا ما أمر به القرآن الكريم، فلم يفرض العرب على الشعوب المغلوبة الدخول فى الإسلام، فبدون أى إجبار على انتحال الدين الجديد اختفى معتنقو المسيحية اختفاء الجليد، إذ تشرق الشمس عليه بدفئها! وكما تميل الزهرة إلى النور ابتغاء المزيد من الحياة، هكذا انعطف الناس حتى من بقى على دينه، إلى السادة الفاتحين".

ويقول غوستاف لوبون: «فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب، ولا دينًا سمحًا مثل دينهم"؛ويتحدث عن صور من معاملة المسلمين لغير المسلمين فيقول: «وكان عرب أسبانيا يتصفون بالفروسية المثالية؛ فيرحمون الضعفاء، ويرفقون بالمغلوبين، ويقفون عند شروطهم، وما إلى ذلك من الخلال التى اقتبستها الأمم النصرانية بأوروبا منهم مؤخرا».

ويقول توماس أرنولد فى كتابه "الدعوة الإسلامية": "لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة، واستمر هذا التسامح فى القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التى اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة، وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون فى وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح".

ويقول شاعر فرنسا (لامارتين): "الإسلام هو الدين الوحيد الذى استطاع أن يفى بمطالب البدن والروح معًا، دون أن يُعرِّض المسلم لأن يعيش فى تأنيب الضمير، وهو الدين الوحيد الذى تخلو عباداته من الصور، وهو أعلى ما وهبه الخالق لبنى البشر".

وبعد هذه النصوص الشرعية الإسلامية؛ وشهادات بعض المفكرين من غير المسلمين؛ هل يصح أن يصف أحد الدين الإسلامى بأنه دين إقصائى؛ أو أنه دين يدعو إلى التطرف، أو أنه يزرع الكراهية فى نفوس اتباعه؛ أو أنه قهر مخالفيه؟

وإن كان اتهام الإسلام من قبل البعض مبنيا على سلوك بعض الجماعات المتطرفة، فنقول له: إنهم يضطهدون المسلمين وغير المسلمين ويفسدون فى الأرض لتحقيق مكاسب دنيوية؛ والدين الإسلامى منهم براء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

عاصم

التاريخ يشهد إن مفيش إجبار؟

حلوة حكاية التاريخ يشهد دي. خليكوا كده.

عدد الردود 0

بواسطة:

في حب مصر

الشيخ برهامي ومقا?ته في النصارى لو سمحتم

عدد الردود 0

بواسطة:

Samy

فعلا التاربخ يشهد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة