العباس السكرى يكتب: ويبقى عادل إمام زعيم الأجيال

الأحد، 20 ديسمبر 2015 07:00 ص
العباس السكرى يكتب: ويبقى عادل إمام زعيم الأجيال عادل إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يقارن الزعيم عادل إمام بأحد ولا مع أحد.. يظل نجما استثنائيا فى التاريخ وظاهرة لن تتكرر، حيث لم يعرف الفن العربى فنانا مثله يستمر على القمة طوال مشواره ويتصدر المشهد، من «أنا وهو وهى» وحتى «أستاذ ورئيس قسم»، وما زال متصدرًا.. وحده الأغلى أجرًا، وحده أيضا الذى يتنافس عليه المنتجون، نجم لا يضاهيه أحد سواء من جيله أو الأجيال المتعاقبة، التى احترق بعضها قبل أن يصل إلى النجومية التى يقف الزعيم على قمتها، لذا فهو بحق «زعيم الأجيال» أسوة بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

عادل إمام بثقافته الواسعة أدرك أن النجم هو الذى يصنع زمنه، إذ اكتسب من التجارب حد المعرفة بطبيعة النفس البشرية وأسرار الحياة.. يحب أشعار مأمون الشناوى، وروايات يوسف إدريس، وصوت عبد الحليم حافظ، وفلسفة زكى نجيب محمود، وكتابات محمد حسنين هيكل، لذا نجده يعبّر بخيال سينمائى خاص عن أحلام المهمشين فى المجتمع ورصد آمالهم وهمومهم وإنسانيتهم، مثله كالعمالقة والكبار، راجع أفلامه ومسلسلاته نجده ينقب فى الواقع ويواجه كل السلبيات بفنه ويبعث برسائل شديدة الجدية.

يؤمن الزعيم بالفن ورسالته وتأثيره فى المجتمعات والحياة العامة، ودوره فى تقريب وجهات النظر بين الشعوب، يغضب ويثور من منتقدى الفن وصناعه، ويقف مدافعا عنه فى وجه الحاكم والدولة والعالم كله، فنان صاحب مواقف معلنة وواضحة (يقول كلمته ويقف ويقولها ويمشى) لا يخشى أحدا، فدائما ما تحمل أعماله رسائل مهمة تُظهر واقع المجتمع، سواء فى مشهد درامى يمثله، أو كلمة يقولها، أو إفيه، خصوصا هذا الأخير الذى يعد بمثابة الـكرباج يلسع «اللى على رأسه بطحة»، تذكر إفيهاته «بلد بتاعة شهادات صحيح، لو كل واحد عزل عشان تحتيه واحدة رقاصة البلد كلها حتبات فى الشارع، حتى الحكومة معرفتش».

عادل إمام الإنسان الذى لا يعرفه أحد، يعيش فى منزله حياة أسرية عادية مثل جميع المصريين، وكان صادقا عندما قال: «لو ماعشتش حياة البسطاء مش هعرف أمثل تانى».. ذات مرة حكى لى الكاتب الكبير وحيد حامد أنه فى عام 1993 كان الزعيم يصور فيلمه السينمائى «المنسى»، وتطلبت بعض المشاهد (مطاردة رجال كرم مطاوع للزعيم ويسرا) وجود سيارات حديثة، وأجّر وحيد السيارات لتصوير المشهد، وأثناء تنفيذه، تهشمت إحدى السيارات الحديثة وتكبد المنتج وحيد حامد خسائر مادية، وأصر الزعيم على دفع نصف الخسارة، هذا هو الزعيم عادل إمام «بتاع البسطاء»، الذى سُئل عنه العندليب ذات مرة فقال: «أجمل اختراع للقضاء على الحزن والزمن الجاى بتاعه»، وصدقت نبوءة العندليب وأصبح الزعيم نجم الزمن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة