تغير المناخ يهدد الإنتاج الغذائى فى أوروبا ويتسبب فى أزمة غذائية.. الجفاف وموجات الحر تهدد الزراعة.. تعفن نحو 650 ألف طن مترى من البطاطس ..انخفاض ملحوظ فى إنتاج القمح.. ودول تدرس استراتيجيات حماية المحاصيل

السبت، 18 مايو 2024 05:00 ص
تغير المناخ يهدد الإنتاج الغذائى فى أوروبا ويتسبب فى أزمة غذائية.. الجفاف وموجات الحر تهدد الزراعة.. تعفن نحو 650 ألف طن مترى من البطاطس ..انخفاض ملحوظ فى إنتاج القمح.. ودول تدرس استراتيجيات حماية المحاصيل تغير المناخ
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعانى أوروبا من تداعيات أزمة تغير المناخ، خاصة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة ، التي أثرت بشكل سلبى على بعض المحاصيل الزراعية، وسلط التقرير الصادر عن معهد السياسة البيئية الأوروبية الضوء على تضرر محاصيل القمح والبطاطس والزيتون ، مما يؤكد مدى تأثرها بتغير المناخ.

ويسلط انخفاض الإنتاج الغذائي الرئيسي في الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الجوية السيئة ، الضوء على هشاشة الأمن الغذائي في المنطقة.

تعتبر البطاطس من أهم الزراعات التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي، كونها واحدة من المحاصيل الغذائية الخمسة الرئيسية المستهلكة في العالم بحسب الأمم المتحدة، فإنتاج البطاطس يدعم الجهود المبذولة للحد من الجوع وسوء التغذية والفقر، ويصون التنوع البيولوجي، ولكن يبدو أن هذه الزراعة تعاني من مشكلة كبيرة في القارة الأوروبية سببها عوامل الطقس، حيث بات نقص البطاطس في القارة يمثل خطراً حقيقياً، ومشكلة لأحد أغذيتها الأساسية، فالفرد الأوروبي يستهلك في المتوسط نحو 90 كيلوجراماً من البطاطس سنوياً، وهي أعلى كمية استهلاك للفرد مقارنة بأي منطقة في العالم.

والمشكلة التي تعاني منها زراعة البطاطس في أوروبا مرتبطة بأزمة المناخ، فبحسب تقرير نشرته خدمة كوبرنيكوس لمراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن أوروبا شهدت في الأشهر الماضية هطول أمطار أكثر بنسبة 7 % من النسب التي كانت تسجل في الفترات نفسها بين الأعوام الممتدة بين 1991 و2020.

وأظهرت تقديرات منظمة مزارعي البطاطس في شمال غرب أوروبا، أن هناك نحو 650 ألف طن متري من البطاطس لم تصل إلى السوق، مع تعرض الكثير منها للتعفن في الظروف اللاهوائية، لأن التربة الرطبة تعني أن المزارعين غير قادرين على استخراج المحاصيل من الأرض، محذرة من انخفاض بنسبة 20 % في بذور البطاطس المتوفرة لعام 2024.

ويتعرض إنتاج البطاطس للتهديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في أنماط هطول الأمطار،فى بلدان مثل بولندا ودول البلطيق ويمكن أن تؤثر هذه العوامل على توافر المياه للري وتزيد من مخاطر الآفات والأمراض في محاصيل البطاطس.

وتواجه المناطق الزراعية في دول مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا، حيث يُزرع القمح، تحديات تتعلق بتوافر المياه وارتفاع درجات الحرارة. يمكن أن تؤثر هذه التغيرات المناخية سلبًا على محصول القمح وجودته، كما يبرز تأثير الجفاف في إسبانيا ، خاصة في إنتاج الزيتون ، حيث أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار وانخفاض في الاستهلاك .

وفى السياق نفسه، حذر تقرير نشرته صحيفة الدياريو الإسبانية من تأثي تغير المناخ السلبى على حصول الأوروبيين على الغذاء ، حيث أنه وفقا لاستطلاعات منظمة الأغذية والزراعة الأوروبية ، فإن 16.3% من سكان أوروبا يزعمون أنهم يأكلون بعض أنواع الطعام، و 14.4% لا يستطيعون تناول الطعام الصحي، و10.6% أكدوا أنهم يأكلون أقل مما ينبغي في العادة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين 60 مليون شخص يعانون من مشاكل انعدام الأمن الغذائي المعتدلة أو الشديدة، يُعزى ما يقرب من 12 منهم إلى ارتفاع درجات الحرارة وأشهر من الجفاف، وفقا للاستطلاع.

وأشار إلى أنه ارتبط عدد أكبر من أيام موجة الحر بزيادة نقص الغذاء بنسبة 1.12 %، في حين أدى تزايد تواتر حالات الجفاف إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي بمقدار 0.47 %، مقارنة بالمتوسط العالمي في الفترة من 1981 إلى 2010، مع زيادة المخاطر بين ذوي الدخل المنخفض الناس.

وفي عام 2020، بلغ متوسط سعر زيت الزيتون في إسبانيا في المنشأ 1.90 يورو للكيلو الواحد؛ وفي بداية عام 2024، ومع انخفاض المحاصيل بسبب الحرارة والجفاف، اقتربت الأسعار من تسعة يورو. وعلى الرغم من الأدلة الوفيرة على أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم التفاوتات الصحية القائمة، فإن التقرير يوضح أن هذا التقاطع المهم لا يؤخذ في الاعتبار في الأبحاث أو السياسات أو وسائل الإعلام.
وكان ما يقدر بنحو 60 ألف حالة وفاة مبكرة في عام 2022 مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، ويستمر العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن درجات الحرارة القصوى في الارتفاع، حيث ارتفعت الوفيات في 771 من أصل 823 منطقة تمت دراستها: تشير التقديرات إلى أنه كان هناك 50.8 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة بين عامي 2003 و2021، لكن في الفترة من 2013 إلى 2022 ارتفع المعدل إلى 68. وهذا الرقم، علاوة على ذلك، يكاد يكون مضاعفا في النساء (88.4) عنه لدى الرجال (55.9).


وتسبب تغير المناخ في خسائر فادحة للقارة الأوروبية بقيمة أكثر من 13.4 مليار يورو خلال عام 2023 وهو ثاني أكثر الأعوام حرارة في تاريخ القارة، بحسب وكالة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ.


وفقدت القارة العجوز نحو 62 ألف شخص في عام 2022، جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة خلال فصل الصيف، بحسب دراسة صادرة عن مجلة ناتشر ميديسين، وكان معظم ضحايا التغيرات المناخية من النساء وكبار السن فوق 65 عاماً.

استراتيجيات حماية المحاصيل


وضع معهد السياسة البيئية الأوروبية خطة شاملة لتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ في الزراعة، مع التركيز بشكل خاص على حماية القمح والبطاطس والزيتون، ومن المقترح توفير تدابير الدعم التي تشجع على اعتماد الممارسات الزراعية المستدامة، مثل تحسين نوعية التربة والحفاظ على المياه وتعزيز التنوع البيولوجي في المناظر الطبيعية الزراعية.


ومن المقترح الاستفادة من الآليات المنشأة في عملية النداء الموحد لتشجيع التدابير المحددة التي تزيد من قدرة المزارعين على الصمود أمام تغير المناخ.


ومن الضروري أن تدعم الحكومات الوطنية وضع خطط مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المزارعين المحليين، ويمكن أن يشمل ذلك تيسير منصات تبادل المعرفة وورش العمل، مما يسمح بتبادل الخبرات وتعزيز الممارسات المستدامة.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة