بوابة كأس العالم للأندية

مجلة الدنيا المصورة 1929.. حكاية مومياء مصرية تجلب الرزق وترد الموت بالإسكندرية

الأحد، 06 يوليو 2025 12:00 م
مجلة الدنيا المصورة 1929.. حكاية مومياء مصرية تجلب الرزق وترد الموت بالإسكندرية التابوت العجيب

أحمد إبراهيم الشريف

تهتم الصحافة منذ بدايتها برصد كل ما هو غريب وعجيب ومثير، ومن ذلك ما قامت به مجلة الدنيا المصورة  منذ نحو 100 سنة، إذا تحدثت عن مومياء غريبة تجلب الخير، وعلى الرغم من كون القصة شيقة لكنها مثيرة للشك، خاصة أن المصدر الوحيد لهذه الحكايات هو صاحب المحل الذي يمتلك "التابوت".

تقول مجلة الدنيا المصورة في عدد 4 ديسمبر 1929 تحت عنوان "التابوت العجيب.. مومياء تجلب السعادة وترد الموت":
 

إن الاعتقاد الشائع أن المومياوات المصرية تجلب الشؤم على من ينبشها من قبورها، ولكن في الاسكندرية صندوق مومياء يروى الرواة أنها تنفى هذا الاعتقاد وتعطى الخير والبركة والصحة لمن يمس صندوقها، وقد زار هذا الصندوق في الأيام الاخيرة آلاف من الناس بينهم سمو الأميرة  طوسون وبعض الوزراء والعظماء من المصرين والأجانب، وفى المقال التالي بعض أنباء هذا الصندوق العجيب:

منذ أربعة آلاف عام تولت أميرة مصرية من العائلة المالكة رئاسة كهنة معبد الآلهة حتحور في الوجه القبلي وكانت بحكم مركزها في ذلك المعبد تتولى منصب أمينة محفوظاته من ورق البردي ورق الغزال المكتوبة عليه الطلاسم والتعاويذ والأدعية.

الدنيا المصورة
الدنيا المصورة


واشتهرت هذه الأميرة في حياتها بالتقوى والصلاح وروت الأساطير أن الآلهة كانت تجيب دعواتها، وصار الناس يقصدونها من أنحاء بعيدة ليتبركوا بها فتشفي مرضاهم وتفك كرب المحزونين منهم وتقضي حاجة المعوزين، وغير ذلك من الأعمال التي كانت تنسبها إلى القوة خارقة في يدها اليمني.
ماتت هذه الأميرة فأقيمت لها الشعار الدينية وحنطت ووضعت في داخل تابوت ثم رسمت صورتها على غطائه ثم دفنت، وحصيت القرون وكرت الأجيال إلى أن عثر أحد الأعراب منذ عشرين عاماً على مدفنها، فسرق التابوت وباعه إلى سيدة إنجليزية من السياح كانت تقضي فصل الشتاء في الأقصر، ويقال إن هذه السيدة حاولت تهريبه من جمرك الإسكندرية فلم تتمكن، ولم تجد أمامها إلا أن تستبدله مع المومياء التي فيه ببعض التحف والآثار من محل معروف في شارع شريف باشا بالإسكندرية.

لم يهتم كثيراً صاحب هذا المحل بذلك التابوت ومحتوياته بل وضعه في ركن مظلم في آخر محله مع أن التابوت كان على جانب عظيم من دقة الصنع وجمال التصوير.

مضت عدة سنوات على هذا التابوت في الركن المظلم دون أن يتصرف به صاحبه ببيع أو غيره إلى أن اعتراه بعض التغيير بسبب العوامل الجوية من  رطوبة وحرارة في الإسكندرية، و حينئذ بادر إلى بيع المومياء إلى أحد السائحين دون أن يحفظ اسمه لديه، فهربت إلى الخارج ولم يعلم مصيرها بعد ذلك.

أما اليد اليمنى للمومياء فكانت في حالة جيدة من الحفظ دون سائر أجزاء المومياء فاحتفظ بها مدة من الزمن في صندوق بحجمها محكم الغلق إلى أن خضع من سنوات قلائل إلى إلحاح أحد الإنجليز ويدعى المستر أرتور آدامز وباعها له بمبلغ خمسة جنيهات حملها هذا بدوره إلى إنجلترا ناجحا بتهريبها من الجمارك المصرية كغيره من السياح وتجار العاديات الذين ينقلون كل عام الشيء الكثير من آثار مصر إلى أوربا وأمريكا، حيث المتاحف عامرة بها، وظل التابوت في حوزة تاجر الآثار في الإسكندرية.

9

إلى هنا والحكاية عادية جداً يحدث مثلها الكثير في مصر، أما ما حملنا على سرد هذه المقدمة فسلسة من العجائب والمدهشات أثارها التابوت واليد اليمنى للمومياء، واليك تفصيل ذلك:
منذ أن ملك تاجر العاديات الاسكندري هذا التابوت والمومياء وحالته المالية والتجارية في تحسن سريع مدهش حتى أصبح يملك عشرات الألوف من الجنيهات ويضارب بنجاح غريب في البورصة هذا عدا البيوت والعقارات المختلفة، وهو ينسب كل ذلك إلى حسن الحظ وسعد الطالع اللذين جلبتهما إليه المومياء وتابوتها، وهذا مما ينافي المعتقد الذي ساد أخيرا بعد حوادث موت الكثير ممن اشتركوا في الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون، والمعتقد هو أن مومياوات المصريين القدماء تنهال بالمصائب والموت على كل من يزعج مراقدها وتعامل بها بالتجارة.

وقد قال صاحب المحل في حديث له:
و ما كنت يوماً لأعتقد بالطلاسم والتعاويذ وغيرها من الخرافات، ولكن هذا التابوت جعلني من غلاة المعتقدين بالأرواح والطالع وغير ذلك، فاني شخصياً منذ ملكته وأعمالي جارية على أحسن حال ودائما موفق في مشاريعي ووجدت بالتجربة أن كل من لمس وجه الأميرة المرسوم بألوان زاهية على الغطاء التابوت ويضمر في نفسه ما يشاء من النيات والآمال لا بد أن يتحقق، إذا كان يعتقد اعتقاداً حقيقيا بهذه الأميرة وبأنها ستجلب الخير له.

لم أتوخ الإعلان عن هذه الظاهرة منذ أن اكتشفتها فإني مقتنع بحالي ولا أرجو من ورائها مالا ولا منفعة ممن يزورونها، لكن انتقل خبر هذه الظاهرة الصحية مني إلى أصدقائي ومن أصدقائي إلى أصدقائهم وهكذا وصلت في سنة 1915 إلى أحد الجنود الإنجليز المسافرين في ذلك الوقت إلى المجزرة الدموية الكبرى في عاليولي بالدردنيل، فأتى مع بعض زملائه وطلبوا من الأميرة أن تحرسهم وترد عنهم الموت في تلك الحرب التي قلما نجا منها أحد.
ولدهشتي العظيمة رأيت بعد مضي عدة أشهر كولونيلا في الجيش الإنجليزي العائد من الدردنيل هاجماً علي وداخلا توا إلى مكان التابوت حيث طوق الأميرة بذراعيه وقبلها وتبعه عدد من الجنود وقد جاءوا جميعهم ليشكروا الأميرة ويعترفوا بجميلها في إنقاذهم من الموت المؤكد.

هذا من جهة الموت أما من جهة المال فأعرف الكثيرين الذين ربحوا  مبالغ كبيرة من سحب سندات البنك العقاري وغيرها من أوراق اللوتريا بعد أن لمسوا وجه أميرتي.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة