جميعنا يعرف يوسف السباعي بـ"فارس الرومانسية"، لأنه يتخذ الطابع الرومانسي منهجًا في كتاباته وأفلامه، لكنه في نفس الوقت، يسعى لإيصال رسالة من خلال ما يكتبه، ففي رُدَّ قلبي تطرق إلى الظلم الذي كان الفلاحون يتعرضون له من قِبَل الإقطاعيين، وأحداث ثورة الـ23 يوليو 1952، صحيح أن الرواية انتهت بزواج "إنجي وعلي" بعد أن أصبح ذا شأن، لكن الرواية أرادت أن توضح أن الظلم لا يدوم، وأن الشخص الفقير قد يصبح ذا شأن يومًا ما.
هكذا يكتب يوسف السباعي رواياته، وبالبحث تجد أن جزءًا كبيرًا من رواياته تحولت إلى أفلام ومسلسلات، لكن هناك روايات لم تنقل إلى السينما أو التليفزيون، وفي السطور التالية، سنستعرض معًا أبرز تلك الروايات.
"بين أبو الريش وجنينة ناميش"
رغم كون المجموعة القصصية غير مترابطة، لكن جميعها حدثت في مكان واحد، هو حي السيدة زينب في القاهرة، ويسرد الكتاب بعضًا من المواقف التي سمعها الكاتب أو حضرها، ويُهدي السباعي الكتاب لأخويه أحمد ومحمود، اللذين كانا يتجولان معه بين شوارع السيدة زينب.. وقد أطلق اسم "جنينة ناميش" على كتابه، نسبة إلى المكان الذي نشأ فيه وهو طفل.
"طريق العودة"
الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية، يحكي عن إبراهيم، المهندس المعماري الذي التحق بالخدمة العسكرية، ولموهبته في الرسم والتصميم، استفاد من الجيش في تصميم وحدات المجندين، وبعد إنهاء خدمته العسكرية، افتتح مكتبه الخاص، والذي نجح فيه نجاحًا ملحوظًا، ولمع اسمه في مجال التصميم الهندسي، فهو فنان في مجاله، لكنه ارتكب خطأً فادحًا، إذ قرر أن يتجه إلى مجال المقاولات وينفذ تصاميمه بنفسه، الشيء الذي فشل فيه فشلاً ذريعًا، وراح يخسر كل ما جناه في الفترة الماضية، ورغم كون الحكاية واقعية، لكن السباعي قرر كتابتها ووضع النهاية التي يراها، لينصح صديقه بما يجب عليه فعله.
وللسباعي أعمال أخرى لم تتحول إلى الدراما، من بينها: "ابتسامة على شفتيه، ليل له آخر، خبايا الصدور، نائب عزرائيل...".