قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك تناقضًا واضحًا في الخطاب الإيراني، ففي حين تسعى الخارجية الإيرانية للتهدئة وتبدي رغبة في العودة للمفاوضات، تواصل القيادات العسكرية إطلاق تهديدات باستهداف العمق الإسرائيلي، وهو يعد "استراتيجية مزدوجة لإبقاء كل الخيارات مفتوحة".
وأشار فى تصريحات لـ"اكسترا نيوز"، إلى أن إيران تدرك أن لا مفر من امتلاك الردع النووي العسكري كضمانة لبقاء النظام، ما يعقد أي محاولات تفاوضية قادمة، خصوصًا في ظل تصميم أمريكي على نزع أوراق الضغط الإيرانية كافة.
وفيما يتعلق بإسرائيل، أوضح تركي أن استمرار الهجمات مرهون بتلقيها "ردًا مزلزلًا" يهدد استقرار حكومتها اليمينية، مضيفًا أن تل أبيب تعتمد في تصعيدها على الغطاء والدعم الأمريكي، وليس على قوتها الذاتية فقط.
وحذر من أن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في النزاع، من خلال تحريك قطع بحرية وتجهيزات عسكرية، قد يشعل مواجهة شاملة في المنطقة، مشيرًا إلى جهود تبذلها قوى إقليمية ودولية، مثل مصر وباكستان وتركيا، لتفادي انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب مفتوحة.
وفي السياق ذاته، أشار تركي إلى وجود مباحثات غير معلنة بين إيران والولايات المتحدة، من خلال لقاء محتمل بين المبعوث الأمريكي ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مرجحًا أن تسهم هذه اللقاءات في التمهيد لوقف إطلاق نار "مشروط"، إذا ما قدمت إيران بعض التنازلات التي ترضي واشنطن وتحفظ ماء وجه طهران.
يرى تركي أن سيناريو التصعيد ما يزال هو الأرجح، في ظل استهداف متبادل وضربات مستمرة، قد لا تتوقف حتى يتم فرض واقع جديد يرضي الطرفين أو يتم احتواؤه عبر اتفاق إقليمي برعاية دولية.