محمد الباز: إسرائيل كسرت معادلة الحروب بالوكالة وقررت مواجهة إيران مباشرة

قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، إن ما تشهده الساحة ليس مجرد تراشق إعلامي، بل يمثل أكبر مواجهة مباشرة بين "المعلمين" – على حد وصفه – بعد سنوات من الحروب بالوكالة، مضيفا: "إسرائيل كسرت المعادلة، وقررت أن تنتقل من استهداف الوكلاء إلى مواجهة إيران بشكل مباشر".

وأضاف الباز خلال لقائه ببرنامج "الساعة 6"، عبر قناة "الحياة"، مع الإعلامية عزة مصطفى: "الإعلام، سواء الإيراني أو الإسرائيلي، فقد المهنية في هذه اللحظات، وتحول إلى أداة دعاية. لا يمكن الوثوق المطلق بأي من الطرفين، لأن كليهما يوجه الرسائل وفق أجندته الدعائية، وليس بالضرورة وفق الحقيقة المجردة."

وأكد الباز أن الرفض الإيراني للجلوس على مائدة التفاوض بشأن برنامجها النووي كان نقطة التحول، متابعا: "إسرائيل ترى في هذا الرفض تهديدًا مباشرًا، وتعتبر استكمال البرنامج النووي إعلان حرب".

وحذر من اعتبار الصراع الحالي حربًا عقائدية دينية، لما لذلك من تداعيات كارثية على المنطقة، موضحًا أن تصوير الحرب بهذا الشكل سيؤدي إلى حشد غير عقلاني من كلا الطرفين، ويفتح الباب أمام تأجيج المشاعر بدلاً من الاحتكام إلى السياسة.

واختتم بقوله: "ما يجري الآن هو محاولة لإعادة رسم خرائط المنطقة، في ظل مشروع أميركي-إسرائيلي ضخم يهدف إلى ترسيخ اتفاقيات إبراهيم، التي ترى في إيران العقبة الأخيرة أمام تطبيع كامل في الشرق الأوسط."

من جانبه، شدد الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الإسرائيلية، على أن قراءة الموقف تتطلب الفصل بين العاطفة والعقل، قائلاً: "كثير من المتابعين يفرحون بصور الدمار في تل أبيب، أو مشاهد الصواريخ في طهران، لكن هذا فرح عاطفي. الحقيقة أن هذه الحرب ليست دينية كما يصورها البعض، بل هي صراع سياسي استراتيجي".