تتصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وسط تحول استراتيجي في أدبيات الصراع وأساليب المواجهة فقد نجحت إسرائيل في تنفيذ خطة خداع استراتيجي بعدم توجيه ضربة استباقيه ضد المنشآت النووية الإيرانية إلا بعد انتهاء المفاوضات في مسقط بين الولايات المتحدة وإيران وقد تسارعت الأحداث بعد تقرير المنظمة الدولية للطاقة النووية الذي يؤكد على امتلاك إيران مخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق ٦٠ ٪ وتلك النسبة قادرة على إنتاج عده قنابل نووية.
وقد نفت إيران صحة التقرير واعتبرته سياسي وليس تقني ، وقد خدع الرئيس ترامب إيران بقولة ان مفاوضات يوم الأحد ١٤ يوليو الفرصة الأخيرة لإيران وهنا خطأ للمؤسسة العسكرية الإيرانية في خطة تأمينها للقيادات العسكرية والعلمية في ظل التوتر السياسي مما مكن إسرائيل من تنفيذ خطة خداع حققت عبرها مكاسب معنوية وتكتيكية عبر نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حفل زفاف ابن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعن قضاء نتنياهو عطلة في شمال إسرائيل، وكمحلل للأحداث إسرائيل نجحت في اغتيال قادة إيرانيين وعلماء بارزين مما يدل على فشل أمني إيراني على مستوى رفيع، ويدل على عدم استفادة مراكز الأبحاث الإيرانية من تكتيكات إسرائيل السابقة في حربها مع حزب الله في لبنان.
وبقيام إسرائيل بالضربة الجوية في إطار العمليات العسكرية الاستباقية قامت القوات الجوية الإسرائيلية بضربة شاركت فيها حوالي ١٠٠ طائرة من طرازات مختلفة اهمها اف ٣٥ ولم تدخل المجال الجوي الإيراني تمركزت فوق العراق وتمكنت في أطار العملية العسكرية من تحيد وسائل الدفاع الجوي الإيراني بمساعدة عملاء داخل إيران منهم من هم على علم وإطلاع بخطط تأمين القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين من قيادات الصف الأول.
وتم استهداف مواقع عسكرية ونووية وتداعيات الضربة لم تكن مدمرة نظرا لقيام إيران منذ عام ونصف بتحصينات عسكرية عبر بناء مفاعلاتها النووية داخل الجبال، مما صعب من عميله تدميرها كون ذلك يحتاج إلى نوع من القنابل والطائرات لا يتوفر غير في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول منها روسيا لذلك يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي الولايات المتحدة بالتدخل المباشر الهجومي من أجل تحقق أهداف الضربة الاستباقيه الإسرائيلية ضد المواقع النووية الإيرانية حيث ينحصر التدخل الأمريكي والغربي حتى الآن في أطار دفاعي ولوجستي داعم لإسرائيل لصد الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية التي أصابت أغلب المدن الإسرائيلية ونجحت في اختراق وسائل للدفاع الجوي الإسرائيلي بعد اشغالها بالاشتباك مع الطائرات المسيرة الإيرانية في توقيت اختراق الصواريخ الفرط صوتية للغلاف الجوي للمدن الإسرائيلية في ظل صعوبة تدمير الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية حيث يستغرق رؤيته على الردار مدة زمنية قصيرة حوال ٩٠ ثانية مما يصعب على وسائل الدفاع الجوي تدميره، وبنجاح إيران في ضربتها على هجمات إسرائيل في أحداث خسائر معنوية ومادية مما جعل يوم السبت ليله سوداء على المدن الإسرائيلية وقد عبر السفير الأمريكي في إسرائيل عن شدة الضربات الإيرانية بإنه دخل الملاجئ خمسه مرات في ليله امس.
وبوضع النقاط على الحروف وبرؤيا محايدة نجد أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية على إيران لم تحقق الهدف الرئيسي وهو شل وتدمير البرنامج النووي الإيراني وعلى الجانب الأخر نجد أن الضربة الصاروخية الإيرانية على إسرائيل حققت أكثر من هدف معنوي وعسكري فنجد منذ نشأة إسرائيل عام ١٩٤٨ لم يحدث هذا الكم من التدمير في عدة مدن في توقيت واحد في أصابه مباشرة وتتلاحق الأحداث في الفترة القادمة في ظل سيناريوهات متسارعة :
السيناريو الأول تحقق إسرائيل هدفها وتدمير البرنامج النووي الإسرائيلي وهذا السيناريو قابل للتنفيذ في حال التدخل الهجومي المباشر للولايات المتحدة وحلفائها في أطار تحالف دولي في حال قيام إيران بحظر الملاحة في مضيق هرمز او تدخل الولايات المتحدة منفردة في حال استهداف مباشر من إيران لقواعدها في المنطقة.
السيناريو الثاني تنجح إيران في أحداث تدمير هائل داخل المدن الإسرائيلية يدفع الولايات للتدخل ووقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات حيال البرنامج النووي الإيراني.
السيناريو الثالث تعلن إيران عن تجربة نووية وامتلاكها سلاح نووي وهذا السيناريو إيران تمتلك قدراته التقنية وتنتظر القرار السياسي.
السيناريو الرابع تنهار الدفاعات الإيرانية وتحقق إسرائيل أهدافها َوتجبر إيران على وقف برنامجها النووي ويتم تفكيكه على غرار ماحدث مع البرنامج النووي العراقي.
وفي الختام نحمد الله تعالي علي نعمة الأمن والأمان في مصر فهناك رجال يتابعون عن كثب ما يدور ويدرسون الإيجابيات والسلبيات.
وتحية للقيادة السياسية المصرية على قرارها بناء الجمهورية الجديدة وقرارها تنويع مصادر السلاح ولابد في ظل التغير الاستراتيجي في المنطقة ان نذكر انفسنا بحتمية جاهزية مؤسسات الدولة لجميع السيناريوهات فيد تبني وتعمر ويد تحمل السلاح تدافع وترهب أعداء الوطن تحيا مصر تحيا مصر.