الثقافة الجنسية أصبحت جزءاً أساسياً من التربية الشاملة، خاصة مع ما شهدته الفترة الأخيرة من قضايا اعتداء جنسى وتحرش وهتك عرض آخرها قضية الطفل ياسين التى قضت فيها محكمة جنايات دمنهور حكما بالسجن المؤبد على المتهم بالتعدى على الطفل ، فى أولى جلساتها، الأمر الذى أوضح دور التوعية والثقافة الجنسية للطفل منذ الصغر.
الثقافة الجنسية تلعب دوراً محورياً في تعزيز الوعي الذاتي وحماية الصحة النفسية والجسدية وتكوين علاقات صحية قائمة على الاحترام والمسؤولية، وعلى الرغم من أهمية هذا النوع من التثقيف إلا أنه لا يزال يواجه الكثير من الحواجز الاجتماعية والثقافية.
تبدأ الثقافة الجنسية منذ الطفولة وتتطور مع نمو الطفل، حيث يتم تزويده بالمعلومات التي تتناسب مع مرحلته العمرية.
في المراحل المبكرة تركز على مفاهيم الخصوصية، ومعرفة الجسد، وحماية النفس من الانتهاك، ومع تقدم العمر يتم التطرق إلى مواضيع البلوغ والتغيرات الجسدية العلاقات العاطفية والصحة الإنجابية.
غياب الثقافة الجنسية قد يؤدى إلى مشكلات خطيرة مثل وقوع الطفل في التحرش والاستغلال، لذا فإن التوعية الجنسية تساهم فى تمكين الأطفال من اتخاذ قرارات واعية تعزز من احترامهم لأجسادهم والحدود التي يجب أن تكون بينهم وبين الآخرين.
إشراك الأسرة والمدرسة في نشر هذه الثقافة يخلق بيئة آمنة للحوار ويكسر حاجز الخجل والخوف الذى يحيط بهذه المواضيع.
ويجب أن يتم ذلك بأسلوب علمى أخلاقى ومراعٍ للقيم الثقافية والدينية
من أهم جوانب الثقافة الجنسية تعليم الطفل كيفية حماية نفسه والإبلاغ عن أى تصرف غير مناسب. ويبدأ ذلك بتعليمه ما يُسمى بـ"قواعد الجسد الآمن" والتى تتضمن:
• معرفة الفرق بين اللمس الجيد واللمس غير المقبول.
• التأكيد على أن جسده ملك له ولا يحق لأحد لمسه في المناطق الخاصة مهما كانت العلاقة.
• غرس الثقة في الطفل بأنه يمكنه قول "لا" لأى تصرف يشعره بعدم الارتياح، حتى لو كان من شخص قريب أو معروف.
• تدريبه على أن يخبر أحد والديه أو شخصاً بالغاً يثق به فوراً إذا تعرّض لأى سلوك غير مريح.
الثقافة الجنسية ليست ترفاً بل ضرورة تربوية وإنسانية. فهي تساهم في حماية الفرد والمجتمع، وبناء جيل أكثر وعياً، قادراً على التعامل مع تحديات الحياة بعقلانية ومسؤولية.