سورة الظل.. قصيدة نور الدين جمال في ملتقى بيت الشعر العربى للنص الجديد

الأربعاء، 07 مايو 2025 03:00 م
سورة الظل.. قصيدة نور الدين جمال في ملتقى بيت الشعر العربى للنص الجديد الشاعر نور الدين جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، وسيقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..

سورة الظل .. لـ نور الدين جمال

تَبسّمْ، وهاتِ يديكَ، فأنت أنا
//هكذا صوّرتْ روحَه،
هكذا صدّق اللعنةَ المرتجاةْ//
تبسّمتُ حتى انمحتْ سيرتي، واختزلتُ الكهولةَ فى الفعل "كانَ"، ورتبتُ هذا الهواءَ، تمددتُ فى الحلمِ، صرتُ الإلهَ الذى رقّأ الصخرَ للموجِ، طيّبَ الروحَ للعزفِ، سددَ الحلم لليلِ، واستوردَ الناسَ، قال: اتْبَعوا الظلَ،  ما شكلتْه الخطى أو تقاربَ كالسرِ.. ما باعدته الحكايا وما أسرجته الخيالاتُ، لا ينكر التيه وصلًا، ولا الطين عشبا، ولا الملح دمعا سرى...
تبسمتُ حتى بسطتُ الصراطَ، وحتى انتهىٰ..

//كان لابد أن يعبر النهر من دونها،
فالبلاد التى أسرجت خيلها
في الهباء
عتّقتْ صمت سكانها
فاستشاط الدخان بأفكارهم..
هكذا صورت روحه
ثَم هات يديك...//

يدُ الوقتِ منسوجة من بكا، من سلامٍ قديمٍ تعتقَ،
من رجفةٍ بالعناصر...
يدى وَزعتْ فى السلامِ البلادَ، وسابتْ على الرملِ وشما، ونقشا يدل على سيرةٍ من رمادٍ، لبنت
هي السر والوجدُ، لاحت كما طعنةٍ فوق كف الحقيقةِ، غابت كما ضحكتى فى المزاح..
جلسنا نغنى، يشد الكلامُ الكلامَ، تنسقَ سربٌ حسبناه آخر طير الأراضين، مدتْ جناحا فكان سماءً، وغازلتُه صار حرا يبدد وجه الرياح، عللتْ نشوتى أن تعالٰ بحضنى، هنا كان تنسلُ من نهدها البكرِ أنفاسَه، والرماح..
(بيد أن اليد الآدمية واهبة القمح تعرف كيف تسن السلاح) ...

/ /يَطمئِن على وحدتهْ، قال أنت أنا //..

:حصانٌ تربى على ظهره اليتمَ،
ظلٌ تُقيده خطوةٌ
أو تبعثره     رقصة الموت
قالت فتاة،
وقالت أحب....
فصدق أنّ كلامًا نما فوق ريش جناحٍ
وبث به السرَ
حتى تبختر في الريحِ
لم ينتبه
أنه يضحك الآن، يفرح الآن،
ينصاع للحلم،
يحيا..
فجأةً، لاح فى الظل جرح قديم
ووجه يطارده كلما آنس النور
فانصاع للتيه
كهلا وحيدا
يُطمئِن أيامَه
أنّ كلا على ما يرام.
وينعى طراوةَ أحلامه
والحروفَ البخيلةْ..
أكان على قصة
فى خيال المؤلف أن تنتمي للكتابةِ
أكثر من شغلها
بالعيال وما ثَم يستكشفون عن الحلم!
لابد من رحلةٍ
كي أرد الصدى للعناق الأخيرِ،
وللذكريات الثقيلة..

أسميكِ حلمًا،
لأن على عاشقٍ
أن
يفوتَ على جانب النهر،
يحكي لنخل تطاول في الحزن
أنْ عشبةً
تحمل الحبَ في عودها الهش
تحتاج ظلا كظلكِ.
أو سيرةً،
يحمل الجدُ -لمّا يساند جذعكِ- لابد أن تلهمَ الصبيةَ الحالمين سؤالا
وأنّ نبيًا تكلم فى مهده
أنْ سلاما على الأرض، رحتِ استجبتِ سريعا
وعلمتِه أن يصلي..

أسميك حلمًا،
لأن الذي بالفؤاد الجريح
عنيدا،
وليس يوائم أنيابه غير موتٍ وديعٍ
وأن الحياة على ضفتيْ نهدك الجنة
المستعارةُ،

ومثلي يخاف من الجنة المستعارةِ
يا بنت
أعرف أن الكلام الذى لا يحط على صدر عاشقة
بالمساء كلاما سخيفا
وأن الرغيف المغمس بالذل ليس شهيا تماما
وأن الطريق  التى يعبر القلب فيها
تباكت مع الخطو شيئا فشيئا

أأنتَ أنا..؟

كان سورا عتيقا تربى
وجسرا أقام
انزوى الظل
حتى اختفى..
.....

نور الدين جمال
نور الدين جمال

نور الدين جمال

شاعر مصري، صدر له: (يصبُ تأملهم في الفراغ) سلسة "الفائزون" الهيئة العامة لقصور الثقافة 2012، (هوامش علي الصراط) الهيئة العامة للكتاب 2019

وله بعض الأعمال تحت الطبع وهي: "صانع الأقفال" مسرح، "ثورة الشك" مسرح، "كصبار تعود أن يلام على طبيعته" شعر، "سورة الظل" شعر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة