<< والد كنان: أمه أخذت 700 إبرة للحمل فيه وراح بغمضة عين
<< تفاقم حالة 350 طفلا كانوا يعالجون من سوء التغذية ما قد يهدد حياتهم
<< 660 ألف طفل في غزة لا يزالون خارج المدارس
تتوسط "أم كنان عدوان" أطفالها البنات ومجموعة من النساء تنظر لابنها الأصغر والوحيد "كنان" صاحب العام وثمانية شهور خلال تكفينه، يحاول جيرانها تثبيتها وهي تردد "اللهم اخلفنا في مصيبتنا"، ثم تتحدث مع أقاربها بأن ابنها كان يلعب بجانبها بعد أن أرضعته، وكان بجواره صحن زجاجي، فسقط صاروخ على منزلها في خان يونس، وظل الصحن سليما، بينما استشهد ابنها الذي حملت به بعد 18 عاما من أخر حمل لها.
الطفل كنان
اقرأ أيضا:
الأونروا: نصف مليون شخص نزحوا مجددا فى غزة والمساحة المتبقية للفلسطينيين غير آمنة
فيما يطبطب مجموعة من الأقارب على والد كنان وهو يودعه ابنه الوحيد، قائلا: "بعد 18 سنة جاءنا على شوق وعطش، أمه أخذت 700 إبرة ولم تكن تتحمل الألم من أجل أن تحمل فيه لكن راح بغمضة عين، كان يلعب أمامنا وفجأة استشهد بعد سقوط الصاروخ"، بينما أخوة كنان الثلاثة ينظرون إلى وجهه الملطخ بالدماء، وهم يبكون لا تصدقون أن الطفل الذي طالما انتظرته الأسرة، أصبحا اليوم ملفوفًا بكفن، ذهب دون أن يودعوه، وننشر خلال تلك السطور صورة الطفل الصغير، وصورة أخرى للأسرة وهي تودعه، ولكننا لن نستطع نشر صورة الطفل بعد استشهاده نظرا لفظاعتها.
الأبناء يواسون والدهم في وفاة الطفل الأصغر كنان
حال والد ووالدة كنان هو حال الآلاف من الأسر الفلسطينية، الذين إما فقدوا أبنائهم أو غير قادرين على إطعامهم بسبب نقص الطعام، وهو ما يؤكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة خلال إحصائية له في 20 أبريل، بأن هناك 1,100,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد في ظل غياب الغذاء وشُح المياه وتدهور المنظومة الصحية بشكل شبه كامل وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.
أطفال غزة بين الموت والاعتقال
في 22 أبريل ، أصدرت وزارة الصحة في غزة بيانا سلطت فيه الضوء على أزمة عدم دخول التطعيمات الخاصة بشلل الأطفال منذ عدة أسابيع مما يشكل خطرا كبيرا، موضحة أن الاحتلال لا يزال يمنع دخولها، مما يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من هذا المرض، خاصة أن هناك 602 ألف طفل مهددون بخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة مالم يتم إدخال التطعيمات، بجانب مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة مع انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب.
42 % من التطعيمات الشاملة الخاصة بالأطفال رصيدها صفر
للوقوف أكثر على تلك الأزمة، تواصلنا مع خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الذي يكشف تفاصيل المعاناة مع استمرار غلق جيش الاحتلال للمعابر، قائلا :"عندما ظهر شلل الأطفال في غزة منذ عدة أشهر بعد تحليل مياه الصرف الصحي وتبين وجود الفيروس، وأجرينا حملة تطعيمات على ثلاث مراحل وبين كل مرحلة 6 أسابيع ونحن في المرحلة الرابعة في انتظار التطعيمات، ومضى على مرور المرحلة الثالثة ستة أسابيع وحتى الآن إسرائيل ترفض دخولها".
"هذا المنع يشكل خطرا كبيرا على حياة الأطفال دون سن 10، الذين هم بحاجة للتطعيمات في أسرع وقت وعدد كبير منهم ربما يصاب بالشلل، خاصة أن هذه إعاقة دائمة أو بأمراض مزمنة بهذا المرض الفتاك"، هنا يشرح خليل الدقران، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، الآثار الخطيرة لمنع دخول التطعيمات، لافتا إلى أن هذا يعد وباء وهناك مخاوف على حياة كل المواطنين في القطاع، خاصة إذا انتشر هذا المرض قد ينتقل للدول المجاورة".
ويطالب المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة ضرورة تدخل المجتمع الدولى والمنظمات العالمية للضغط على الاحتلال لإدخال التطعيمات بأسرع وقت للقطاع، لأن الوضع كارثي وخطير للغاية، خاصة أن 42% من التطعيمات الشاملة الخاصة بالأطفال رصيدها صفر، متابعا :"إسرائيل لا زالت تمنع إدخال الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية الخاصة بتلك الفئة وهو ما يجعلهم يعانون من أزمة حقيقية وخاصة من سوء التغذية لعدم إدخال تل أبيب المواد الغذائية وحليب الأطفال ولدينا أكثر من 60 ألف طفل مهددة حياتهم بالموت بسبب سوء التغذية".
ويتطرق إلى نقطة خطيرة أيضا متعلقة بالأجنة في بطون أمهاتهم، الذين لم يسلموا من الاعتداءات المتكررة للاحتلال والحرمان من تغذية أمهاتهم، خاصة أن هناك حوالى 60 ألف امرأة حامل تعاني من سوء التغذية ونقص الفيتامينات والحديد والرعاية خلال الحمل، وهو ما يجعل معظم الأطفال يولدون بوزن أقل من المعدل الطبيعي وهو ما يشكل خطرا على حياتهم وهذا قد تسبب في استشهاد عدد كبير منهم حال استمرار عدم إدخال الحليب والمكملات الغذائية .
كما يكشف عن أزمة أخرى متعلقة بوجود عدد كبير من الأطفال يتغذون على الحليب الخالص الخالى من اللاكتوز، إلا أن رصيد هذا الحليب صفر في القطاع الآن مما تسبب في وفاة عدد من الأطفال، قائلا :"إذا استمر الحصار فهؤلاء الأطفال جميعا سيحكم عليهم الموت الحقيقي".
حفلات وفعاليات لأطفال غزة رغم الحرب
ووسط هذا الواقع البائس، هناك نقطة نور صغيرة تعمل على إعطاء بعض الأمل، وتحاول تخفيف بعض من آلام أطفال غزة ، بعدما استغلت جمعيات خيرية فلسطينية الأعياد والمناسبات في نشر السعادة لتلك الفئة وتعويضها عن مشاهر الألم والقهر والخوف التي يعيشونها بشكل يومي بسبب القصف، من بينها جمعية "أمريكيون من أجل الأيتام الفلسطينيين"، التي نظمت خلال أول أيام عيد الفطر حفلًا للأيتام المشاركين في البرنامج التعليمي، تضمن ورش لعب وتعليم وتوزيع هدايا، لإضفاء الفرحة والبسمة على شفاهم والتخفيف من معاناتهم في ظل استمرار العدوان .
اللافت في الصور التي حصلنا عليها لتلك الاحتفالات والفعاليات، هو أنها شهدت حشد كبير من الأطفال الذين يلهون ويلعبون رغم استمرار الحرب خلال تلك الفترة، وهو ما يكشف حجم تحدي تلك المنظمات وكذلك أطفال قطاع لصواريخ الاحتلال ودباباته، وإصرارهم على التماس السعادة والفرح حتى وإن أصبح المشهد السائد هو الأشلاء والموت الذي ينتشر في كل مكان.

أطفال غزة يلعبون
تواصلنا مع إبراهيم الغندور، منسق جمعية "أمريكيون من أجل الأيتام الفلسطينيين في غزة"، ليشرح طرق الدعم الذي يقدمونها للأطفال اليتامي الذين أصبح عددهم بعشرات الآلاف نتيجة العدد الضخم من الضحايا في هذا العدوان، موضحا أن المنظمة أنشأت من أجل الحاجة الملحة لمساعدة الأطفال الأيتام في القطاع، وعملت منذ انطلاقتها على إنشاء مخيمات صيفية ودعم نفسي وتعليمي للأطفال.

ألعاب في أماكن نزوح الأطفال في غزة
"شارك في برامج المنظمة التعليمية مئات الأطفال الأيتام، حيث تقدم لهم مجموعة من الخدمات التعليمية والدعم النفسي والمساعدة الطبية والكسوة خلال الفصول المتعاقبة، بالإضافة إلى الحليب والبامبرز للرضع"، حسبما يؤكد إبراهيم الغندور، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، موضحا أنهم يعملون الآن على التحضير لإجراءات إنشاء أول دار للأيتام في شمال غزة، تشمل مدرسة مع مبيت، وسيتم البدء في المشروع عندما يتم وقف إطلاق النار ودخول مواد البناء".
وبشأن أبرز التحديات التي تواجههم خلال تقديم الدعم للأطفال الأيام، يوضح أن الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية بالقطاع نتيجة استمرار الحرب وإغلاق المعابر وفقدان هؤلاء الأطفال لذويهم ومعيلهم بالدرجة الأساسية بالإضافة إلى تدمير الغالبية العظمي من بيوتهم أو تضررها بشكل كلي أو جزئي، لافتا إلى أن تلك الفئة من ضحايا الحرب تعيش ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية مما يزيد من الضغوط على المنظمة لتقديم العديد من الخدمات لهم في ظل تواصل العدوان.

توزيع ألعاب على أطفال غزة
وحول طرق تنظيم فعاليات واحتفالات للأطفال داخل القطاع رغم استمرار الحرب، يقول إبراهيم الغندور :"نحن ننظم لهم برامج تعليمية ودعم نفسي ولكن في ظروف غاية بالتعقيد نتيجة استمرار القصف، لأن هؤلاء بحاجة لرعاية خاصة خصوصا منهم من فقد الوالدين أو جميع أفراد العائلة ومنهم ما هو جريح او مبتور الأطراف وحتى يحتاج إلى علاج مستمر، حيث تشير الاحصائيات الرسمية أن هناك أكثر من 38 ألف يتيم منذ بدء الحرب السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى هناك 23 ألف يتيم قبل العدوان نتيجة الحروب المتكررة على القطاع".

فعاليات ترفيهية للأطفال في غزة رغم الدمار
عائلتي العطل وعسلية يفقدان أطفالهما
بينما خرجت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة لتعلن أن هناك عائلات مسحت من السجلات المدنية خلال ليلة يوم 17 أبريل الماضي، بعد قصف طائرات الاحتلال لخيامهم، من بين تلك العائلات كانت عائلة العطل في منطقة مشروع بيت لاهيا والتي سقط فيها 6 شهداء بينهم 4 أطفال أشقاء وهم رهف محمد موسى العطل 13 عاما، وأنس محمد موسى العطل 10 أعوام، ولين محمد موسى العطل ثمانية أعوام، وموسى محمد موسى العطل ثلاثة أعوام .
في نفس الليلة استهدف الاحتلال عائلة عسلية في منطقة جباليا، حيث سقط 7 شهداء، بينهم 5 أشقاء وهم جملات غسان رائد عسليه 13 عاما، ورهف غسان رائد عسليه 12 عاما، ورائد غسان رائد عسليه تسعة أعوام، وإسراء غسان رائد عسليه ثمانية أعوام، ووافي غسان رائد عسليه عام ونصف، ولحقت بها عائلة أبو الروس والتي سقط منها 10 شهداء بينهم 6 أطفال وهم الطفل أحمد زهير أبو الروس، والطفلة فرح زهير أبو الروس، والطفل أحمد نضال أبو الروس، والطفل سيف نضال أبو الروس، والطفلة آية نضال أبو الروس.
العالم يخذل أطفال فلسطين
من جانبها اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، خلال بيان لها صادر في 6 أبريل، العالم بأنه خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي، موضحة أن تلك الفئة تواجه أخطر الانتهاكات والجرائم نتيجة الاحتلال غير القانوني المستمر وأدواته الاجرامية، الذي حرمهم أبسط حقوقهم في الحياة، والعيش بسلام وأمان.
وأوضح بيان الخارجية الفلسطينية، أن الاحتلال الاستعماري سلب الأطفال طفولتهم، ويمنعهم من ممارسة أبسط حقوقهم القانونية أسوة بأطفال العالم، مؤكدة أن 15 طفلا في غزة يصاب باليوم الواحد بإعاقات دائمة نتيجة استخدام قوات الاحتلال لأسلحة متفجرة محظورة دوليا، كما أن تلك الفئة تواجه كارثة مضاعفة بسبب الإعاقة الجسدية والنفسية، وانهيار النظام الصحي نتيجة التدمير المتعمد للمستشفيات واستهداف الكوادر الطبية، ومنع دخول الامدادات الطبية والأطراف الصناعية.
وأشارت إلى أن الحرب تسببت بالتهجير والنزوح القسري لأكثر من مليون طفل، وطال الاستهداف الإسرائيلي المناطق المدنية المحمية بموجب احكام القانون الدولي الإنساني التي تشمل المنازل والمدارس والجامعات، ما تسبب بحرمان 700 ألف طالب وطالبة من ممارسة حقهم في التعليم، حيث إن القصف المتعمد للقطاع التعليمي والكوادر شكل من أشكال الإبادة الثقافية التي تهدف إلى تفكيك البنية التعليمية والثقافية في فلسطين.
وطالبت الوزارة، المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الانسان، والأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، واتخاذ تدابير فورية لوقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وجرائم قوات الاحتلال وعصابات المستعمرين بحق الفلسطينيين، وضمان حماية الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال على وجه الخصوص، وعدم استثنائهم من الحماية الدولية، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على جرائمها غير الإنسانية.
في ذات اليوم أيضا، أكدت منظمة اليونيسف، أن ️لديها آلاف الطرود من المساعدات تنتظر الدخول إلى غزة ويجب السماح بدخولها فورا، مؤكدة نفاد الأغذية التكميلية للرضع في القطاع ولم يبق من الحليب الجاهز إلا ما يكفي لمدة شهر، كما أن ️الأطفال الذين يتلقون علاجا من سوء التغذية معرضون لخطر شديد بسبب الحصار المفروض على القطاع، وتفاقم حالة 350 طفلا كانوا يعالجون من سوء التغذية في المراكز المغلقة ما قد يهدد حياتهم.
يمان يستشهد وهو في بطن أمه
في ليلة 18 أبريل، لم يرحم الاحتلال الجنين يمان الذي استشهد وهو في بطن أمه، لم تمهله القوات الإسرائيلية لأن يخرج ويرى الدنيا لثانية واحدة، بل صواريخها وصلت إليه وهو ما زال في الرحم، الجنين يمان الذي لم يبصر، لم يُسمّ حتى بشكل رسمي، استشهد مع والده وشقيقه حرقًا في خيام نزوحهم، وما يثير الدهشة أن الأب احتضنه للمرة الأولى بعد الموت، ولم يعرف ملامحه إلا حين صار جثمانا.
استشهاد جنين في بطن أمه
جهود المنظمات الأهلية لدعم أطفال غزة
بينما تسعى المنظمات الأهلية الفلسطينية تكثيف جهودها منذ عودة الحرب لتقديم أكبر حجم من المساعدات للأطفال، لمحاولة تقليل حجم الكارثة الإنسانية عليهم، وهو ما يوضحه كمال أبو شاويش مدير دائرة التعاون لدى هيئة شئون المنظمات الأهلية – وهي مؤسسة حكومية تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية - الذي يؤكد أن الهيئة جمعية خيرية تقدم خدمات التعليم والدعم النفسي وإعادة التأهيل للأطفال والكبار من ذوي الإعاقة وبدون إعاقة، وفي ظل استمرار العدوان، ربما لا تستطيع تقديم الكثير، نظرا للإغلاق المستمر، وضعف الإمكانيات إلا أن الجهود لم تتوقف.
ويضيف كمال أبو شاويش، أن الهيئة قدمت لأطفال غزة برنامج التعليم، وإنجاز فصلا دراسيا كاملا للصفوف من الأول حتى الثالث الابتدائي، استفاد منه أكثر من 300 طفل من ذوي الإعاقة وبدون إعاقة، بجانب تقديم برنامجين تعليميين منذ عودة العدوان، الأول يستفيد منه 270 طالبا، والثاني يستفيد منه 500 طالب، في مكانين مختلفين في المحافظة الوسطى وبالتحديد مخيم النصيرات.
وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامى الحكومى في غزة ووزارة الصحة الفلسطينية، فهناك 3,500 طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والجوع.
"قدمنا برنامجا للدعم النفسي الاجتماعي خلال فصل الصيف السابق، استفاد منه أكثر من 300 طفل من النازحين من شمال غزة، ونقدم حاليا برنامجا متطورا للدعم النفسي للأطفال وأسرهم، يستفيد منه أكثر من 1000 طفل وولي أمر"، حيث يعدد كمال أبو شاويش حدم الخدمات المقدمة، قائلا إن الهيئة قدمت خدمات إعادة التأهيل لعشرات الأشخاص المصابين من ذوي الإعاقة وبدون إعاقة، من خلال مركز العلاج الطبيعي التابع لها وهي خدمات مجانية، بجانب تقديم آلاف الطرود الغذائية للأسر النازحة والمهمشة على مدى 18 شهرا، حيث إنهم شركاء مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في تقديم تلك الطرود على آلاف الأسر.
بعد أيام من استئناف الحرب، وبالتحديد في 25 مارس، استعرض الموقع الرسمي للأمم المتحدة ، عدد من حالات الأطفال الذي يعانون الألم والحسرة والخوف والفقد، وبعضهم استشهد، بينهم أصيل محمد حميد، البالغ من العمر أربعة أعوام والذي دخل في غيبوبة لمدة أسبوعين قبل أن يلقى ربه، فيوم استشهاده كان في المنزل شبه المدمر، وصعد إلى السطح مع والدته، وسقط من الطابق الثاني، مما أدى إلى إصابته بنزيف في المخ.
محمد ظاهر لا يستطيع اللعب مع أصدقائه
هناك أيضا الطفل محمد ظاهر، الذي يشتكى من عدم قدرته على اللعب مع أصدقائه مثل باقي أطفال العالم، وسط الدمار الهائل الذي طال معظم الأحياء السكنية، حيث يعبر عن حزنه قائلا: "لا يوجد مكان نلعب فيه، فكل الأماكن هنا مليئة بالركام، ونخشى أن نسقط أو تسقط علينا الحجارة ونتعرض للأذى ثم نضطر إلى الذهاب إلى المستشفى، وحتى المستشفيات لا تعمل بشكل جيد لرعاية المصابين، لا نعرف ماذا نفعل".
تقرير الأمم المتحدة عن أطفال غزة
هذا الوضع البائس للأطفال تحدثت عنه منظمة اليونيسف في بيان صادر عنها بأن الحظر الشامل لدخول الإمدادات إلى غزة يعرض المدنيين وخصوصا مليون طفل لخطر بالغ، كما أن حظر المساعدات الأطول منذ بدء الحرب سبب نقصا ينذر بارتفاع سوء التغذية والأمراض ووفيات الأطفال.
200 طفل معتقل في سجون الاحتلال
الأمر لا يتوقف فقط على الاستهداف أو النزوح المتكرر وكذلك عدم القدرة على اللعب أو الذهاب للمدرسة، بل أيضا هناك مئات المعتقلين من الأطفال في سجون الاحتلال منذ بداية الحرب، وهو ما يكشف عنه بيان دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني بمنظمة التحرير الفلسطينية، في 17 أبريل، بأن عدد الأسرى في سجون إسرائيل بلغ أكثر من 9,300 أسير، من بينهم ما يزيد عن 200 طفل، وترافقت هذه الاعتقالات مع حملات دهم ليلية، وضرب واعتداءات جسدية، وتهديدات ومصادرة ممتلكات، وإذلال متعمد أمام أفراد العائلة.
من بين الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال ضد الأطفال ما فعله في يوم 2 أبريل، بعدما ارتكب مجزرة مروعة بحق النازحين بقصف عيادة للأونروا في جباليا أدت إلى استشهاد 22 بينهم 16 طفلاً ونساء ومسنون وسقوط العديد من الجرحى بينهم حالات خطيرة، ليبلغ عدد مراكز النزوح التي استهدفتها إسرائيل 228، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي تضمن حماية المدنيين أثناء النزاعات، وحينها أوضح المكتب الإعلامي الحكومى في غزة، أن استهداف عيادة طبية تابعة لمنظمة أممية يُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان تتطلب محاسبة دولية عاجلة، في ظل التوسع المستمر للعدوان، وما يصاحبه من قتل جماعي واستهداف ممنهج للمدنيين والبنية التحتية.
660 ألف طفل خارج المدارس
ووكالة الأونروا، من ناحيتها أشارت إلى نحو 660 ألف طفل في غزة لا يزالون خارج المدارس، موضحة في بيانها بأن التعليم هو شريان الحياة للاستقرار ومستقبل جميع الأطفال في غزة، ولكن مع تضرر 88 % من المدارس، فإن التحديات هائلة، لكنها – أي الوكالة الأممية - تعمل على توفير إمكانية الوصول إلى أنشطة التعلم والترفيه ودعم الصحة العقلية.
وأوضحت مديرة التواصل والإعلام في الأونروا جولييت توما، أن موظفي الوكالة يعملون على مدار الساعة لتقديم الإغاثة الإنسانية التي لا غنى عنها للاجئي فلسطين.
ميكائيل بهار، وهو ناشط فلسطيني متطوع في جمعيات أهلية فلسطينية، يتحدث عن بعض المبادرات التي تقدمها تلك الجمعيات لدعم الأطفال، حيث يؤكد لـ"اليوم السابع"، أن معظم هذه المبادرات تكون باجتهاد شخصي من بعض الأفراد أو مجموعة مسئولة عن بعض الجمعيات تعمل على شراء مستلزمات الأطفال من حليب وبامبرز أو مبادرات تعليمية، وهناك بعض المؤسسات التي ترعى الأطفال من خلال توفير خيام تعليمية أو إقامة فعاليات ترفيهية في بعض المدن بالقطاع.