مصر والمهنة وفلسطين مصابيـح مضيئة فى بيت الصحفيين.. تاريخ من الوطنية والنضال فى بلاط صاحبة الجلالة.. وثوابت لا تتزعزع انتصارا للقيمة والضمير وقضايا العرب الكبرى

الجمعة، 02 مايو 2025 03:00 م
مصر والمهنة وفلسطين مصابيـح مضيئة فى بيت الصحفيين.. تاريخ من الوطنية والنضال فى بلاط صاحبة الجلالة.. وثوابت لا تتزعزع انتصارا للقيمة والضمير وقضايا العرب الكبرى مصابيـح مضيئة فى بيت الصحفيين
كتبت إيمان على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المهنة أولا، ودائما وأبدا؛ إنما بجانب هذا العنوان لم تخلُ مسيرة العمل النقابى من عناوين لافتة، وثوابت ترسّخت مع الزمن، وصارت من بديهيات بيت الصحفيين ورؤوس موضوعاته، الوطن وقضاياها، المجتمع وأولوياته، الاستقلال والحريات، والتنوير ومواجهة الإرهاب، وفى الأخيرة دفعت النقابة ثمنا باهظا من دماء أبنائها؛ لعل أبرز التضحيات فيه كان الزميل الحسينى أبو ضيف، الذى قتله عناصر جماعة الإخوان الإرهابية فى محيط قصر الاتحادية خلال ديسمبر 2012.

وإذ يُؤرَّخ للنقابة؛ فإن أمورا بعينها تقف بمثابة المصابيح اللامعة، أو المفاتيح التى لا يُنفَذ لجوهر بلاط صاحبة الجلالة وتجمعه المهنى بغيرها. منذ تأسيسها فى العام 1941 مثّلت نقابة الصحفيين قيمة معنوية ورمزية كُبرى، وقلعة شامخة من قلاع الوطنية والضمير والحريات، وما أخلفت موعدًا فى الانحياز لمصر، وقضايا الإقليم وأصوله الركينة.

القضية الفلسطينية.. منذ اللحظة الأولى، انحازت النقابة للقضايا الوطنية الكبرى، فدعمت الحركة الوطنية ضد الاستعمار البريطانى، واحتضنت أقلام التحرر. لم تتخلّ عن دعم انتفاضة 18 و19 يناير 1977، وفتحت أبوابها للحراك السياسى فى 2005، وكانت ساحة حرة لثوار يناير 2011 و30 يونيو، رغم ما واجهته من ضغوط.

شكلت فلسطين بوصلة للموقف النقابى، إذ تبنّت النقابة موقفًا ثابتًا رافضًا للاحتلال الإسرائيلى والتطبيع، مؤيدة للمقاومة، ورافضة لأى تعامل رسمى أو شخصى مع الاحتلال، وعلى مدار تاريخها، أصدرت بيانات مساندة للانتفاضات، ونظمت وقفات تنديدًا بالعدوان على غزة، ودعت لكسر الحصار وفتح المعابر.

حرية الصحافة.. فيما خاضت النقابة معارك شرسة دفاعًا عن حرية الكلمة، من أبرزها عمومية 1951، التى جاءت رفضًا لمشروع قانون قدمه النائب الوفدى استفان باسيلى لتغليظ عقوبات النشر وتقييد الصحافة، عقدت النقابة أول جمعية عمومية طارئة، وقررت حجب الصحف يومًا، حتى سُحب المشروع بالكامل.

وفى السبعينيات، واجهت النقابة «قانون العيب» الصادر فى عهد السادات، وفى 1978، اندلعت معركة عزل 24 صحفيًا بقرار من مجلس الشورى، فردت النقابة بجمعية عمومية حاشدة رفضت القرار، واعتبرت الأمر «مذبحة للصحافة»، حتى فشل النظام فى تنفيذه.

ثانى عمومية طارئة عُقدت عام 1980، أصدرت خلالها النقابة قرارًا بحظر التطبيع بكافة أشكاله مع إسرائيل، ثقافيًا ومهنيًا وشخصيًا، ولا يزال القرار ساريًا حتى اليوم، وفى عام 1995، خاضت النقابة واحدة من أشهر معاركها ضد القانون 93، الذى وصفته بـ«قانون تكميم الصحافة»، وظل المجلس فى حالة انعقاد دائم، حتى نجحت الجمعية العمومية فى إسقاط القانون، وصدر بدلًا منه القانون 96 لسنة 1996، مؤكدًا أن الصحافة سلطة شعبية تمارس دورها بحرية مسؤولة.

تكريم الشهداء.. ولم تنسَ النقابة أبناءها الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا للحقيقة، فأطلقت جوائز سنوية باسم شهداء الصحافة، مثل ميادة أشرف وأحمد محمود، تخليدًا لتضحياتهم، وتأكيدًا على أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تتطلب الشجاعة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة