فيسبوك
واتساب
يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، ويقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..
السيرة الذاتية لصوتٍ عجوز .. لـ محمد الجابري
صوتي
أسيرٌ بينَ أنيابِ الصدى
منْ حيثُ ما انتهَت المواويلُ ابْتدا
أطرافُهُ اشتعلَت
فراودَها الفَراشُ بصُحبةٍ
سيعودُ منْها مُفرَدا
مُتفحِّمًا بالبوحِ
منْ أثرِ الحنينِ
ومنْ صُراخِ الذكرياتِ على الندى
مُتشبِّعًا بالمِلحِ
والعطشِ الطويلِ،
مُلثَّمًا إن جاءَ ضوءٌ أو بدا
هوَ تائهٌ،
ما نالَ منْ جهةِ الوُصولِ عِناقَها
أوْ عادَ يومًا واهتدى
وتقاذفَتهُ الريحُ
والذكرى تُطارِدُهُ
ليجريَ لاهثًا خلفَ المدى
بالغيمِ مرَّ
ولمْ تُصافِحْهُ الطيورُ
ورافقَتهُ الأُغنياتُ إلى الردى
غنَّى
فما انتبهَ الفراغُ لهُ،
وأرسلَت السما وَدْقًا
ليُغرِقَ مَنْ شدا
تتساقطُ الأمطارُ فوقَ ردائِهِ
دمعًا يُبلِّلُ همسَهُ عندَ النِّدا
بردانةٌ
فيهِ «الحواديتُ» القديمةُ،
والشتاءُ عليهِ أقبلَ واعتدى
لينامَ مُرتجِفًا
على خدِّ الهزيمةِ وحدَهُ،
ويعودَ يُوقِظُهُ الصدى
في كلِّ صُبحٍ
يقطفُ الكدماتِ
منْ أوصالِ بُحَّتِهِ،
حزينًا مُجهَدا
مُتحشرِجًا
يمضي بعارِ هزيمةٍ،
مُتوتِّرًا،
مُتخربِشًا
ومُشرَّدا
ما أكثرَ الخيباتِ في مشوارِهِ،
جُرحٌ يُحاصِرُهُ
وآخرُ أُفسِدا
سيموتُ مذبوحًا
بنصلِ تجاربٍ
هدمَت على أيَّامِهِ ما شيَّدا
يا أيُّها الصوتُ المُرتَّقُ بالغمامِ
أسَلْتَني، كمْ كنتُ دومًا جامدا
والآنَ، أغرقُ
في رمالِ الصمتِ
كالعبدِ الذي أمضى دُهورًا سيِّدا
كمْ عشتُ
أبني بالغناءِ مساكنًا،
لأموتَ وحدي في العراءِ مُقيَّدا
وستكبرُ الأشواكُ في حلقي
لأُدرِكَ أنَّهُ،
ضاعَت نداءاتي سُدى
محمد الجابري
محمد الجابري
حاصل على الليسانس في اللغة الانجليزية والتربية لمرحلة التعليم الأساسي، صدر له: العابرون إلى التجلي- دار فهرس 2020، يا أيها القروي، دار فهرس 2022، كانت هنا امرأةٌ- دار فهرس 2024.
