في أجواء تفيض بالإبداع والدهشة، اجتمع الفن والحكاية في تجربة فريدة قادتها الفنانة الإيطالية كريستينا بيروبان، حيث اصطحبت الأطفال فى رحلة سحرية لتحويل القصة إلى عمل فنى ملموس، وبينما كانوا يرسمون ويقصون ويبدعون دمى مستوحاة من قصة "إنه ليس نمراً"، كانت فرقة "آيرووفوت ووركس" اليابانية تخطف الأنظار بعرض مذهل تجاوز حدود الجاذبية، مزجت فيه الحركات الأكروباتية برقصة الشارع وإيقاعات موسيقى المستقبل.
تحويل القصص إلى أعمال فنية
خاض مجموعة من أطفال مهرجان الشارقة القرائي للطفل، رحلة فنية حافلة بالخيال والإثارة بصحبة الفنانة الإيطالية كريستينا بيروبان، الفائزة بالمركز الثاني لجائزة معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025، استلهم خلالها الأطفال قصة "إنه ليس نمراً" لإبداع مجموعة من الدُّمى الكرتونية الرائعة على شكل قطط متنوعة.
بدأت ورشة "إنه ليس نمراً"، التي أقيمت في معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، المصاحب للدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بجمع الأطفال للجلوس أرضاً في صفٍّ واحد، وروت لهم كريستينا بيروبان حكاية "إنه ليس نمراً"، مع تقليد أصوات الشخصيات لدمجهم في أحداث القصة، ثم طلبت منهم العودة لمقاعدهم لتنفيذ أعمالهم الفنية.
ووفرت كريستينا لهم عدة أدوات لاستخدامها في تنفيذ الدمى الخاصة بهم وهي أوراق رسم وألوان أكريليك وفرش تلوين، ومجموعة من أقلام الألوان والدبابيس المعدنية، بالإضافة إلى المقصات وأكياس بلاستيكية لارتدائها أثناء تنفيذ أعمالهم. ثم قامت بتوزيع مجسم ورقي لـ"قطّ" على كل طفل، وشرحت لهم كيفية العمل على تحويله إلى عمل فني.
وتفاعل الأطفال معها بشكل كبير، حيث استخدموا الألوان في رسم صورة لقط كبير وتظليله بالألوان بشكل كامل، ثم تحديد هويته من خلال القص واللصق، فقاموا برسم الذيل وحده ثم قصّه ولصقه على جسم القط، وكذلك العينان والأنف والأذن.
وأكدت كريستينا بيروبان، أن هذا النوع من الفن يجذب الأطفال ويثير تفاعلهم بصورة كبيرة، بدءاً من رواية القصة لهم لإدخالهم في أجوائها، ثم قيامهم بتنفيذ أعمال فنية مستوحاة من تلك القصة، مشيرة إلى أن الفن يمكّن الأطفال من التعبير عن أنفسهم ويطلق العنان لخيالهم للوصول إلى أبعد مدى.
ورشة إنه ليس نمرا
فرقة "آيرووفوت ووركس" اليابانية تخطف الأضواء
أضفت فرقة "آيرووفوت ووركس" العالمية لمسة فريدة من نوعها على فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، حيث قدمت عرضاً مليئاً بالحيوية والإبداع، أعاد تعريف حدود الفن الأدائي، مزجت فيه بين الأكروبات الهوائية والحركات الاستعراضية البديعة، ما أدهش الأطفال وأضفى أجواءً باهرة على المهرجان.
وتُعد فرقة AirfootWorks التي أسسها الفنان الياباني تاكاشي جونيشي، من الفرق الرائدة عالمياً في دمج الحركات الربوتيك والبريكدانس مع رقص الشوارع والأكروبات، حيث تخلق عروضهم المبتكرة وهماً رائعاً بخفة الحركة وانعدام الوزن، مقدمين عروضاً بصرية تخطف الأنفاس، وتبدو وكأنها تتحدى قوانين الجاذبية.
ومنذ اللحظة الأولى في المسرح الرئيسي للمهرجان، سيطرت الفرقة -المكونة من ثلاثة أشخاص- على خشبة المسرح بقفزاتهم المتقنة، وتشكيلاتهم الدقيقة، وحركاتهم الجوية المستحيلة التنفيذ في عيون الأطفال والحضور، مصحوبة بانسجام تام مع موسيقى الرقص الإلكترونية الممزوجة بأنغام يابانية، ومن خلفهم تتغير الشاشة لخلق مشهد بصري نابض بالطاقة والإبداع والعاطفة، حيث جلس الأطفال مشدوهين وهم يشاهدون الراقصين يحلقون فوق الأرض.
ايرفوت ووركس