سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 إبريل 1966.. أم كلثوم تكشف أسرار اختيارها لغناء قصيدة «الأطلال» وتتذكر سوء إلقاء شاعرها إبراهيم ناجى لشعره أثناء لقائهما الوحيد فى نقابة الموسيقيين

الجمعة، 04 أبريل 2025 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 إبريل 1966.. أم كلثوم تكشف أسرار اختيارها لغناء قصيدة «الأطلال» وتتذكر سوء إلقاء شاعرها إبراهيم ناجى لشعره أثناء لقائهما الوحيد فى نقابة الموسيقيين أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان الملايين بطول الوطن العربى وعرضه على موعد مع سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى حفلتها بسينما «قصر النيل» يوم 7 أبريل 1966، وأغنيتها الجديدة «الأطلال»، كلمات، إبراهيم ناجى، وألحان، رياض السنباطى، وكانت أم كلثوم تكشف أسرار اختيارها لغناء هذه القصيدة، التى «ظلت طبقا لتقييم اليونسكو قصيدة القرن العشرين»، حسبما يذكر الكاتب والناقد طارق الشناوى فى مقالة «الورثة أحيانا آخر من يعلم» فى «المصرى اليوم، 12 ديسمبر 2019»، و«اختارتها صحيفة «لوموند الفرنسية» «من بين أفضل مائة عمل فنى وأدبى شكَل ذاكرة القرن العشرين، وجاءت جنبا إلى جنب مع السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، والرابعة والخامسة والسادسة لتشايكوفسكى»، حسبما تذكر جريدة «البيان الإماراتية» فى عددها يوم 17 أكتوبر 1999».

تكشفت «أم كلثوم» أسرار اختيارها لقصيدة «الأطلال»، فى حوارها مع الكاتب الصحفى كمال الملاخ، بجريدة «الأهرام» يوم، 4 أبريل، مثل هذا اليوم، 1966، سألها، أنها عودت الناس بساطة اللغة العامية بعد ما تغنت فى السنين الثلاثة الأخيرة، فهل ستكون «الأطلال» حاجة زى «ريم على القاع»، كان الملاخ يقصد قصيدة «نهج البردة «لأمير الشعراء أحمد شوقى، فأجابت أم كلثوم: «وليه ما أغنيش الاثنين؟ على كل حال «الأطلال» لون تانى «ريم على القاع» لونها دينى، والأطلال دى غزل، زى مثلا «سلوا كؤوس الطلا»، وأنا شيفاها أقرب ما يكون إلى «رباعيات الخيام»، لأن شكل الشعر فيها يكاد يكون مثل «الرباعيات».

سألها «الملاخ»، من كم سنة اختارت الأطلال لتتغنى بها، أمن أيام كان صاحبها الدكتور إبراهيم ناجى، حى يعيش؟ «توفى ناجى يوم 24 مارس 1953»، أجابت أم كلثوم: «من زمان واضعة عينى عليها، وناجى عايش، بس ما قلتلوش»، سألها: «وإمتى السنباطى عاش فيها كملحن؟»، أجابت: «ابتداء من الصيف اللى فات»، سألها الملاخ: «فين سمعت اللحن لأول مرة؟»، أجابت: «سمعته من رياض على عوده فى الإسكندرية، عند زرقة أمواج شاطئ العجمى، كنت بارتاح، وارتحت للحن».

سألها الملاخ: «والشاعر إبراهيم ناجى؟»، فكانت إجابتها مفاجأة، فهى لم تلتقه إلا مرة واحدة، ولم تذكر أنها ناقشته فى الغناء له، قالت: «أنا شفته مرة واحدة أثناء حياته، كان جاى عندنا فى نقابة الموسيقيين، انطباعاتى عنه أنه كان راجل طيب، أرتيست، فنان، يعنى مش جاف، وما كنتش قرأت له حاجة وهو حاول أن يقرأ لنا أى حاجة واحنا قاعدين، وأحسست لحظتها رغم عمق المعنى، ورفاهية إحساسه وطلاقة شعره، إن مش ضرورى الناس اللى يعرفوا يكتبوا كويس، إنهم يلقوه كويس».

كشفت أم كلثوم عن بعض التعديلات التى أجريت على القصيدة لتحويلها إلى الغناء، قائلة: «على فكرة حصل تعديل بسيط وإضافات، أولا، كان عندى فكرة أن نغير عنوانها إلى: «أين أيام الهوى؟»، ثم ماحبتش ابتديها زى ما كانت، فبدلا من «يا فؤادى رحم الله الهوى»، غيرناها إلى «يا فؤادى.. أين أيام الهوي»، واللافت أن «أم كلثوم» فى غنائها بعد ثلاثة أيام من هذا الحوار لم تقل «يا فؤادى رحم الله الهوى»، وإنما قالت: «يا فؤادى لا تسل أين الهوى؟»، بما يعنى أن تعديلا جديدا جرى خلال الأيام الثلاثة على التعديل الأول.

سألها «الملاخ» عن «نون الجمع بتاعة احنا.. غيرناها « تعود على مين؟، ترددت، وضحكت ثم قالت: «اكتب، أحمد رامى»، وأضافت: «ناجى كان عاملها رباعيات، احنا أخدناها ثلاثيات، دائما البيت الرابع غامض كده ولا إيه، فى أحاديث الهوى دائما الرابع فيه حاجة ماتصحش تبقى قافلة».

بالرغم مما قالته أم كلثوم عن أن أحمد رامى هو الذى أجرى التغييرات فى القصيدة الأصلية لتكون كما غنتها، وكذلك تأكيدها بأنها لم تقابل شاعرها «إبراهيم ناجى» إلا مرة واحدة فى نقابة الموسيقيين ولم يتناقشا فى الغناء، فإن الشاعر فاروق جويدة يذكر رواية أخرى قال إنه عرفها من الموسيقار رياض السنباطى، وفقا لمقاله «فى ذكراها.. كوكب الشرق بين السنباطى وعبدالوهاب» المنشور فى «الأهرام، 21 فبراير 2021».

يذكر «جويدة»، أن «السنباطى» قال له: «كانت لنا قصة فى تلحين الأطلال، كنت أعرف أن إبراهيم ناجى شاعر الأطلال كلما زار أم كلثوم قرأ عليها قصيدة جديدة، فتطلب منه أن يقرأ لها «الأطلال»، وللأسف الشديد رحل دون أن يسمع كلماته بصوت كوكب الشرق، ورغم هذا اجتمع رامى والشاعر صالح جودت والدكتور أحمد هيكل «أستاذ الأدب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ووزير الثقافة فى عهد مبارك» واخترنا «الكلام ما زال للسنباطى: بعض أبيات من قصائد أخرى من ديوان ناجى، ولحنت الأطلال، ولم يكن غريبا أن أجرى 24 بروفة عليها، وبعد أن غنت أم كلثوم «انت عمرى» وسمعت: هات عينيك تسرح فى دنيتهم عينيا.. قلت لنفسى: كيف تغنى «يا حبيبى كل شىء بقضاء».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة