بوابة كأس العالم للأندية

الناجى الوحيد من مجزرة المسعفين فى رفح الفلسطينية فى أول حوار له: سيارتنا تعرضت لإطلاق نار مباشر من الاحتلال رغم حملها شارة الهلال الأحمر.. منذر عابد: استخدمونا كدروع بشرية وقتلوا زملائى أمامى

الجمعة، 04 أبريل 2025 09:00 م
الناجى الوحيد من مجزرة المسعفين فى رفح الفلسطينية فى أول حوار له: سيارتنا تعرضت لإطلاق نار مباشر من الاحتلال رغم حملها شارة الهلال الأحمر.. منذر عابد: استخدمونا كدروع بشرية وقتلوا زملائى أمامى منذر عابد
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

<< تعرض للتعذيب والسباب والإهانات بشكل عنيف وحفروا حفرة لدفن سيارات الهلال الأحمر

<< طلبوا منى ترتيب المواطنين لصفين وشاهدت طفلة شهيدة أطلقوا الرصاص عليها

<< جردوا زميلا لى من ملابسه واعتقلوه بدون سبب ووضعوا شبابا في حفرة كبيرة بعد القبض عليهم

<< ما حدث لى لن يرهبنى وسأواصل مهمتي التي تطوعت لها منذ الصغر


واقعة هزت العالم أجمع وأثارت جدلا واسعا، حداثة استهداف الاحتلال لمسعفين تابعين للهلال الأحمر الفلسطيني في 21 مارس، ذهبوا لإنقاذ ضحايا في منطقة البريكسات بمدينة رفح الفلسطينية، ليستهدفهم الاحتلال ويقتل الغالبية العظمى منهم ويعتقل الباقين، في انتهاك واضح للقانون الدولي.

في اتفاقيات جنيف المؤرخة في 12 أغسطس 1949 وبروتوكوليها الإضافيين المؤرخين في 8 يونيو 1977 1، بما في ذلك الملحق الأول للبروتوكول الإضافي الأول المتعلق بقواعد تحقي هوية الوحدات الطبية ووسائل النقل الطبي، تنص مادتها الثانية على استعمال الشارة للحماية وللتمييز.

وبحسب المادة الثانية، في وقت نشوب نزاع مسلح، تمثل الشارة المستعملة للحماية المظهر المرئي للحماية الممنوحة لأفراد الخدمات الطبية، وكذلك للوحدات الطبية ووسائل النقل الطبي، بموجب اتفاقيات جنيف وبروتوكوليها الإضافيين، ويتعين بالتالي أن تكون الشارة معدة بأكبر قياس ممكن، وتبين الشارة المستعملة للتمييز أن شخصا أو عينا من الأعيان له صلة بمؤسسة للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، ويتعين عندئذ أن تكون الشارة معدة بقياس صغير.

كما تنص المادة 17 من اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12غسطس 1949، أن أطراف النزاع يعملون على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء النفاس من المناطق المحاصرة أو المطوقة، ولمرور رجال جميع الأديان، وأفراد الخدمات الطبية والمهمات الطبية إلى هذه المناطق.

6d8eaa69-33a6-4640-8b04-281d608729c9
 

 

كما تنص المادة الـ20، بأنه يجب احترام وحماية الموظفين المخصصين كلية بصورة منتظمة لتشغيل وإدارة المستشفيات المدنية، بمن فيهم الأشخاص المكلفون بالبحث عن الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء النفاس وجمعهم ونقلهم ومعالجتهم، كما يميز هؤلاء الموظفون في الأراضي المحتلة ومناطق العمليات الحربية ببطاقة لتحقيق الهوية تبين صفة حاملها، وعليه صورته الشمسية، تحمل خاتم السلطة المسئولة، كما يميزون أثناء العمل بعلامة ذراع مختومة من نوع لا يتأثر بالماء توضع على الذراع الأيسر. وتسلم علامة الذراع بواسطة الدولة وتحمل الشارة المنصوص عنها في المادة 38 من اتفاقية جنيف لتحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان، المؤرخة في 12أغسطس 1949.

وتؤكد المادة ذاتها أنه يجب احترام وحماية جميع الموظفين الآخرين المخصصين لتشغيل أو إدارة المستشفيات المدنية، ولهم حق حمل شارة الذراع كما هو مذكور أعلاه وبالشروط المبينة في هذه المادة، وذلك أثناء أدائهم هذه الوظائف، وتبين المهام المناطة بهم في بطاقة تحقيق الهوية التي تصرف لهم، وتحتفظ إدارة كل مستشفى مدني بقائمة بأسماء موظفيها مستوفاة أولاً بأول وتكون تحت تصرف السلطات الوطنية أو سلطات الاحتلال المختصة في جميع الأوقات.


على عكس كل ذلك، قتل الاحتلال 15 مسعفا بدم بارد، ولم يكتف بذلك بل أيضا دفنهم في حفر، ولم يخبر أحد باستهدافهم لمدة أسبوع كامل، ليتم اكتشاف استشهادهم جميعا في 28 مارس الماضي، وبعد تدخلا منظمات دولية سمح للدفاع المدني باستخراج الجثث ليكتشف أنه تم تصويب الرصاص بشكل مباشر عليهم، بينما الباقين تم اعتقالهم ولم ينج منهم سوى مسعف واحد استخدمته إسرائيل درعا بشريا قبل أن تخلى سبيله وهو المسعف الفلسطيني منذ عابد الموظف بجمعية الهلال الأحمر.

2986f67c-a709-4428-b382-3eedb1251e57

 

تواصلنا مع منذر عابد، لنجرى معه أول حوار له بعد نجاته من تلك الجريمة البشعة، حيف يكشف خلال السطور المقبلة بداية القصف وكيف تم الاستهداف؟ وطريقة تعامل الاحتلال معه خلال اعتقاله وأبرز الوقائع التي شاهدها بعينيه بعد قتل إسرائيل لزملائه وكيف استخدمته تل أبيب درعا بشريا لها والتعذيب الذي تعرض له فور إجباره على الخروج من سيارة الإسعاف وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي.

المسعف منذر عابد
المسعف منذر عابد

 

 

في البداية.. احك لنا كيف ذهب أنت وزملائك إلى مدينة رفح؟

جاء لنا اتصال في المركز الرئيسي للهلال الأحمر في خان يونس بأن هناك قصفا طال سيدات في حي الحشاشين بمدينة رفح الفلسطينية، وبالفعل توجهت أنا وزميل لى وسائق سيارة الهلال الأحمر نحو المكان المحدد من أجل إنقاذ الضحايا.

ماذا حدث بعد ذلك؟

قبل أن نصل إلى المكان المحدد فوجئنا باستهدافنا من قبل قوات الاحتلال بإطلاق النار بشكل مباشر على السيارة.

 

هل كانت السيارة تتضمن الإشارات الخاصة بجمعية الهلال الأحمر؟
 

نعم.. فرغم أن السيارة لديها اللوجوهات والإشارات التي تؤكد تبعيتها للهلال الأحمر الفلسطيني، بجانب وجود اللون الأحمر الخاص بالأضواء الداخلية والإنذار الخاص بالسيارة التي يؤكد أنها تابعة للمنظمة الإغاثية، فإن إطلاق الاحتلال النار علينا لم يتوقف، ورغم ذلك الأضواء الخارجية والداخلية لسيارات الإسعاف مضاءة ولم تتوقف.

ماذا فعلت فور سماع طلقات رصاص الاحتلال؟

كنت أجلس في الكرسي الخلفى وانبطحت في السيارة وكان أمامى السائق وزميلي، وسمعت شهقة موتهما بعد أن أصيبا برصاص الاحتلال.

كيف خرجت ناجيا من سيارة الإسعاف؟

بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار بشكل مكثف علينا ، فتحوا باب السيارة واعتقلونى، وأكدت لهم أنى مسعف من الهلال الأحمر لكنهم لم يستمعوا لي.

 

ماذا فعلوا بك بعد ذلك؟
 

في البداية طلبوا منى الخروج من سيارة الإسعاف ثم بدأوا في جمع كافة سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر التى جاءت من أجل إنقاذ النساء في منطقة الحشاشين، ودهسوها وحفروا حفرة كبيرة ودفنوا كافة السيارات في تلك الحفرة وردموا عليها.

 

ما أبرز ما تعرضت له خلال فترة اعتقالك من جنود الاحتلال؟

أهانونى، وعذبوني وتعرضت للضرب والعنف والسباب وإطلاق الكلاب البوليسية لتنهشني، وسب بالذات الإلهية، ولم يتوقف هذا الضرب حتى بدأوا في إخلاء عدد من سكان مدينة رفح وهنا استخدمونى درعا بشريا لهم.

 

كيف استخدمك الاحتلال درعا بشريا لهم؟

هناك ضابط إسرائيلي طلب مني أن أذهب إلى المواطنين الذين يجبرونهم على الإخلاء والنزوح وأن أرتب الناس إلى نصفين في اليمين الشباب وكبار السن، وفي اليسار النساء، وكانوا يمررون النساء 10 ثم 10 ليخرجونهم من مدخل المدينة نحو الشمال، بينما الرجال فكانوا يخرجونهم عبر دفعات 5 ثم 5.

 

هل هناك انتهاكات تعرض لها الفلسطينيين خلال عمليات الإجلاء؟

نعم.. كان جنود الاحتلال يجبرونهم على خلع النظارات الطبية التي يرتدونها، واعتقلوا بعض الرجال في الطابور الذي على اليمين، ومن يعتقلونه يجردونه من ملابسه ويجبروه على ارتداء ملابس بيضاء ثم يأخذونه إلى حفرة قاموا بحفرها ويربطونه ويغمون عينيه .

 

ما هي أبرز المشاهد التي توقفت عندها خلال استخدام الاحتلال لك درعا بشريا؟

شاهدت خلال ترتيبي لصفوف من ينزحون من رفح امرأة ومعها ابنتها الصغيرة شهيدة بعد أن أطلق الاحتلال الرصاصة على الطفلة، كما شهدت امرأة تحمل طفلا صغيرا مصابا بطلق ناري في صدره، مشاهد كلها صعبة للغاية معاناة لا توصف.

 

ما هي المدة التي ظللت فيها معتقلا بين جنود الاحتلال؟

ظللت في الاعتقال معهم لمدة 15 ساعة، ثم وجدت ضابطا منهم جاء إلى وقال لى إنهم أجروا فحصا عني في جهاز الشاباك ولم يجدوا عني شيء فقرروا إخلاء سبيلي بعدها.

 

هل كان هناك زملاء غيرك في الاعتقال؟
 

لم أشاهد سوى زميلى في الهلال الأحمر أسعد النصاصرة الذي اعتقلوا وجردوه من ملابسه بشكل كامل وجعلوه يقف أمامهم بالملابس الداخلية فقط، ولم أعرف سبب اعتقاله، ثم أخذوه نحو الحفرة تمهيدا لنقله للمعتقلات الإسرائيلية.

ماذا فعلت بعد إخلاء الاحتلال سبيلك؟

عدت بعدها إلى مقر إقامتى في الخيمة التي يوجد بها إسعاف الهلال الأحمر في الميدان البريطاني في خان يونس.

 

استهداف الاحتلال للمسعفين جاء رغم أن القانون الدولى ينص على حمايتكم خلال وقت الحروب؟

القانون الدولى من المفترض أن يضمن حمايتنا، لأن نص القانون يحمي المسعفين وأفراد الدفاع المدني والمنظمات الإغاثية خلال فترات الحروب، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يلتزم بكل تلك القوانين ويرى نفسه فوقها.

 

هل السيارة التي تواجد فيها خلال ذهابك لرفح لإنقاذ الضحايا كانت هي السيارة الوحيدة التي استهدفتها إسرائيل بشكل مباشر؟

عندما دخلنا إلى مدينة رفح الفلسطينية من أجل إنقاذ الضحايا من النساء كنا سيارة واحدة فقط وباقي سيارات الإسعاف الأخرى جاءت بعدنا، والاحتلال استهدف كافة سيارات التابعة للهلال الأحمر .

هل ستتوقف عن رسالتكم بعد ما تعرض له وزملائك من انتهاكات جسيمة؟

ما حدث لى لن يرهبنى ولن يجعلنى أترك مهمتي التي تطوعت لها منذ الصغر، بل سأواصل رسالتى في إنقاذ الضحايا ولن تجعلنا مثل تلك الانتهاكات والاستهدافات الإسرائيلية نتوقف عن عملنا.

هل تعرض قبل ذلك لاستهداف أو اعتقال من قبل جنود إسرائيل منذ بداية الحرب؟

ما حدث معى من انتهاك كان للمرة الأولى، ولكن المسعفين منذ بداية الحرب وهم يتعرضون لانتهاكات عديدة من قبل جنود الاحتلال.

 

ما هي أبرز أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها المسعفين خلال الحرب على غزة؟

أبرز أشكال الانتهاكات هو إما استهداف سيارات الإسعاف بشكل مباشر، وقتل كل من فيها أو منع سيارات الإسعاف من الوصول للضحايا مما يتسبب في وفاة الضحية، بجانب القصف المتكرر في أماكن سير سيارات الهلال الأحمر، وأصبحنا مهددين طوال الوقت.

ما هي رسالتك للمجتمع الدولي؟

أقول المجتمع الدولى ما هو ذنبنا في أن نشهد كل هذا القتل والإبادة الجماعية التي تحدث يوميا في غزة !، نحن موظفين تابعين لمنظمات إغاثية مهمتنا إنسانية بشكل مطلق، ورغم ذلك يتم استهدافنا بشكل مباشر ولا يوجد أي احترام للقانون الدولى فإلى متى ستستمر تلك الانتهاكات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة