"النباشون" يثيرون الفوضى في الشوارع.. نقيب الزبالين: سعر طن الكانز وصل إلى 100 ألف جنيه.. 60% من المخلفات مواد عضوية غير قابلة لإعادة التدوير.. واللجنة النقابية لهيئة نظافة الجيزة: أغلب النباشين مُسجلين خطر

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 08:00 م
"النباشون" يثيرون الفوضى في الشوارع.. نقيب الزبالين: سعر طن الكانز وصل إلى 100 ألف جنيه.. 60% من المخلفات مواد عضوية غير قابلة لإعادة التدوير.. واللجنة النقابية لهيئة نظافة الجيزة: أغلب النباشين مُسجلين خطر شحاتة المقدس، نقيب الزبالين
كتبت – آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط أكوام القمامة، تدور معركة صامتة لكنها محتدمة، ليس هدفها النظافة فقط، بل صراع على ما أصبح يُعرف بـ"كنوز المخلفات الصلبة"، فقد تحولت القمامة إلى مصدر دخل بديل، دخلاء على مهنة جمع المخلفات، وحتى أشخاص خارجين عن القانون، لمزاحمة الزبالين فى مهنتهم الأصلية التى توارثوها أبا عن جد، ما فجر أزمة جديدة على أرض الواقع.

ورغم أن جمع القمامة كان لفترة طويلة مقتصرا على الزبالين المعتمدين، فإن ارتفاع أسعار المواد القابلة لـ إعادة التدوير كان عامل جذب للكثيرين بدخول هذا المجال، سواء عبر "النبش" في القمامة أو التربص بمخلفات المناسبات والمحال، ما دفع العاملين الأصليين في هذا القطاع إلى دق ناقوس الخطر.

شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، قال لـ"اليوم السابع"، إن مهنتهم تشهد غزوا غير مسبوق من النباشين، وحتى من مواطنين عاديين، لاعتقادهم بأن الزبالين يحققون أرباحا طائلة من وراء المخلفات، وأوضح أن الواقع مختلف تماما، فالمهنة شاقة وتتطلب عملا متواصلا من الأسرة كلها، تبدأ من الرابعة فجرًا، ولا تحقق أرباحًا بسهولة كما يظن البعض.

وأكد أن أكثر ما يجذب الدخلاء هو جمع "الكانز" وزجاجات المياه المعدنية، بسبب ارتفاع سعرها في سوق الخردة، وقال: "وصل سعر طن الكانز إلى 100 ألف جنيه، وزجاجات المياه المعدنية حوالي 17 ألف للطن، لكن تجميع الكمية المطلوبة يتطلب مجهودا ضخما ووقتا طويلا، وأضاف: أن وجود النباشين يُربك عمل الزبالين، لأنهم يختارون المواد الصلبة ويتركون الفضلات العضوية غير القابلة للتدوير، مما يؤدي إلى تكدسها دون جدوى، ويكبّد الزبالين خسائر كبيرة في تكلفة النقل والعمالة.

وأوضح المقدس أن الزبالين يجمعون المخلفات من محافظات رئيسية: مثل القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، الغردقة، والأقصر، ثم يتم فرزها في أحياء الزبالين الستة الموجودة بالقاهرة الكبرى، حيث توجد المعدات المتخصصة للإعداد لمرحلة ما قبل التدوير، مثل الخرازات والغسالات، موضحا أن خط إنتاج الخرز الواحد يكلف اليوم نحو 10 ملايين جنيه، ويتم إعادة تدوير نحو 10 آلاف طن من الكرتون، الورق، المعادن، الملابس القديمة وغيرها، ثم تُنقل إلى مصانع كبرى في مناطق صناعية مثل 6 أكتوبر، العبور، العاشر من رمضان، وأشار إلى أن 60% من القمامة هي مواد عضوية غير قابلة للتدوير، ويتم تحويلها لمصانع السماد أو إنتاج الطاقة، مطالبًا بقانون ينظم جمع وفرز وتدوير المخلفات بشكل صارم.

من جانبه، أكد مختار محمد أبو الفتوح، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بهيئة النظافة والتجميل بالجيزة، أن النباشين أصبحوا ظاهرة ملحوظة بشكل مزعج، خاصة في بعض مناطق محافظة الجيزة، مثل: شارع فيصل، وقال إنهم يسبقون عمال النظافة في التقاط القمامة من يد المواطنين، ويفرزونها عشوائيا في الشوارع، مما يشوه المشهد العام ويصعب السيطرة على النظافة.

وحذر أبو الفتوح، فى تصريحات لليوم السابع، من أن وجود النباشين لا يمثل فقط أزمة مهنية، بل يمتد أيضا لأبعاد أمنية، حيث إن بعضهم مسجلون خطر ويتسببون في مشكلات ومشاجرات متكررة، وطالب بتكثيف الرقابة الأمنية وتفعيل القوانين ضد من يمارس هذا العمل دون تصريح.

ويرى العاملون في قطاع النظافة وتدوير المخلفات أن الحل لا يكمن فقط في مواجهة النباشين، بل في تنظيم هذا المجال بالكامل عبر تشريعات تضمن عدالة التوزيع وتقنن النشاط وتحمي البيئة والمجتمع من فوضى القمامة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة