** محللون سياسيون كويتيون: زيارة مهمة فى توقيت دقيق..مصر بوابة إدخال المساعدات لغزة وتقف بوجه المخططات الإسرائيلية للتهجير القسر لشعب فلسطين
** سفير الكويت: 20 مليار دولار حجم الاستمارات الكويتية فى السوق المصرية.. السفير المصرى بالكويت: اعتبار زيارة الرئيس السيسي"زيارة دولة"
** دعمت مصر الكويت فى مواجهة غزو الكويت كما دعمتها للحصول على مقعد فى مجلس حقوق الإنسان فى 2024
مثلت العلاقات المصرية الكويتية نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية – العربية، إذ تحمل نلك العلاقات طابعًا أخويًا وتاريخيًا، برهنت عليه مواقف الدعم المتبادل التى وثقتها ذاكرة التاريخ؛ إذ كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال الكويت عام 1961 مروراً بموقفها المؤيد والداعم للكويت إبان الغزو العراقي عام 1990.
كما كانت الكويت مساندة لمصر دائما، ولا سيما إبان العدوان الثلاثي في عام 1956 وحربي 1967 وأكتوبر 1973 .
وعملت قيادتا الدولتين على تنمية هذه العلاقات عبر محطات متتالية، كما حرصت الدولتان على التنسيق الوطيد بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
من هذا المنطلق جاءت زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الكويت، والتى سبقتها زيارة تاريخية للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت إلى مصر العام الماضى، حيث كانت أول زيارة رسمية له.
زيارة تاريخية
من جانبه، وصف سفير الكويت بالقاهرة السفير غانم صقر الغانم، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكويت بـ«التاريخية»، مشيرا إلى أنها تأتي في وقت تمر فيه المنطقة بظروف بالغة الدقة، وتؤكد حجم وعمق العلاقات الثنائية بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين.
وأوضح الغانم أن العلاقات المصرية الكويتية تعود لأكثر من قرن من الزمان، مبينا أن هذه الروابط اتسمت في بداياتها بالطابع الثقافي من خلال زيارة بعض الشخصيات الثقافية المصرية البارزة إلى الكويت فضلا عن إرسال بعثات تعليمية كويتية في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات لتلقي العلم سواء في الأزهر أو المعاهد التعليمية المصرية.
واضاف أن مصر أرسلت المعلمين والأساتذة بمختلف التخصصات إلى الكويت وكانت شريكا في التنمية والنهضة من بداية الاستقلال حتى يومنا هذا .
وأشار إلي أن العلاقة بين البلدين تأطرت بطابعها وشكلها الرسمي بعد إعلان استقلال دولة الكويت وتبادل السفراء وقيام العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الدولتين الشقيقتين والتعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات، مشيرا في هذا الصدد إلى أعمال اللجنة المشتركة التي عقدت دورتها الـ13 في القاهرة في سبتمبر الماضي برئاسة وزيري خارجية البلدين.
ولفت الى أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بإعلان استقلال دولة الكويت أكدت مصر آنذاك وقوفها إلى جانب دعم استقلال البلاد وسيادتها وانضمامها الى جامعة الدول العربية، مؤكدا أن مصر كانت لها مواقف مشرفة منذ استقلال دولة الكويت، فضلا عن وجود تنسيق سياسي وتطابق الرؤى بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد الغانم، أن مصر تمثل وجهة للاستثمارات الكويتية سواء في القطاعين العام أو الخاص، فضلا عن الشراكات العديدة بين مستثمرين كويتيين ومصريين على الأراضي المصرية، مشيراً إلى إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين شهدت طفرات خلال السنوات الماضية.
وفى هذا الصدد أوضح أن أكثر من 1000 شركة كويتية تعمل في مصر؛ فيما تجاوزت قيمة الاستثمارات الكويتية 20 مليار دولار في مجالات عدة ومنها البنى التحتية والطرق والسياحة والزراعة ما جعل الكويت ثالث أكبر شريك تجاري لمصر بين الدول العربية.
وأشار السفير الكويتي إلى أن مصر بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة وتحديث تشريعاتها أضحت وجهة جاذبة للاستثمار، مشيرا إلى وجود كبرى الشركات الأجنبية في مصر إضافة إلى زيادة في حجم مشاريع وشركات القطاع الخاص الكويتي في السوق المصرية في السنوات القليلة الماضية.
زيارة دولة.. أعلى درجات زيارات القادة
وعلى صعيد زيارة الرئيس السيسى إلى الكويت، أكد السفير المصرى بالكويت السفير أسامة شلتوت، أن اللفتة الطيبة من أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح باعتبار زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي "زيارة دولة" تعد تأكيدا على متانة العلاقات بين البلدين قيادة وحكومة وشعبا.
وقال السفير شلتوت، إن هذه الزيارة تعد في أعلى درجات الزيارات المتبادلة بين قادة الدول وتعبر عن أسمى آيات التقدير من جانب الدولة المضيفة لضيفها، موضحا دقة توقيت الزيارة سواء من ناحية تطور العلاقات الثنائية بين القاهرة والكويت أو التطورات الإقليمية والدولية الراهنة التي تتطلب الوحدة والتكاتف بين الدول العربية والإسلامية الشقيقة مما يعزز أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الكويت الشقيقة ولقائه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وذكر أن لقاء القمة بين قيادتى البلدين يمثل فرصة لتبادل الآراء والتشاور بين الرئيس السيسي والشيخ مشعل حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات خصوصا الاستثمارية والتجارية التي تمثل أولوية للبلدين، لافتاً إلى توجيهات القيادة السياسية في كل من مصر والكويت بالعمل على تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري والاقتصادي بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين ويسهم في تحقيق أهداف التنمية بكلا البلدين.
وأوضح السفير شلتوت، أن القمة شهدت تبادلا للطروحات والأفكار حول القضايا المحورية في منطقتنا العربية وأهمها القضية الفلسطينية والعدوان الغاشم على غزة والاعتداءات الإسرائيلية الإجرامية على الضفة الغربية والأشقاء في كل من سوريا ولبنان كذلك ما يتعلق بالتطورات في السودان وليبيا واليمن، ولفت السفير شلتوت إلى أن مواقف كل من مصر والكويت تكاد تكون متطابقة تجاه كل هذه القضايا وهو ما يعكس اتساق السياسة الخارجية لبلدينا مع القانون الدولي وقواعد العدالة والقيم الإنسانية المشتركة.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تعد الخامسة للرئيس السيسي إلى الكويت مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وتشير إلى أن ما يجمعهما هي علاقة أخوية استراتيجية لتشاركهما في وحدة المصير.
وأكد أنه من حسن حظ الدولتين وشعبيهما تمتعهما بقيادتيهما الحكيمتين اللتين تدركان أهمية الالتقاء والتشاور لبحث كل القضايا الإقليمية والدولية وكذلك العلاقات الثنائية بما يعود على شعبينا بالرخاء والتقدم والازدهار.
علاقات تاريخية
محلل كويتي
وأكد محللون سياسيون كويتيون لـ"اليوم السابع"، عمق العلاقات التى تجمع مصر والكويت، كما أكدوا الأهمية التى تكتسبها زيارة الرئيس السيسى.
وفى هذا الصدد، أكد الكاتب والمحلل السياسى الكويتى الدكتور عايد المناع، أن زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الكويت هى زيارة شقيق إلى شقيقة الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، وأشار إلى اهمية لقاء الرئيس السيسى والأمير مشعل الذى تناول العديد من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية، فى مقدمتها قضية غزة وسبل الضغط بالتنسيق مع الخليج على الإدارة الأمريكية لتكون متوازنة فى هذا الملف وتثبيت الموقف الرافض لتهجير الفلسطيين من أرضهم، إضافة إلى بحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر والكويت وتوسعة مجالات التعاون التجارى، خاصة تنمية الاستثمارات الكويتية فى مصر، والسياحة الكويتية إلى مصر، و أوضاع العمالة المصرية فى الكويت ، وطرح الاستعانة بأعداد إضافية من هذه العمالة.
وأشار إلى أهمية لقاء الرئيس السيسى مع رجال الأعمال والمستثمرين الكويتيين خلال زيارته الحالية للكويت.
وبالنسبة للعلاقات بين مصر والكويت، أشار المناع إلى أن العلاقات المصرية الكويتية تعود إلى ما قبل خمسينيات القرن الماضى، ولمصر مواقف أخوية لا تنسى تجاه شعب الكويت وساندتنا فى حرب تحرير الكويت، أيضا الكويت شاركت المصريين فى حربى 1967 و1973 ، وتطورت هذه العلاقات على مدى سنوات ، كما تم إنشاء "بيت الكويت" فى القاهرة عام 1954 ، واستقبلت مصر الطلاب الكويتيين كبلدهم الثانى، كما تستفيد الكويت من خبرات المصريين فى مجال الطب والتدريس وغيرهما .
وعلى المستوى السياسى أشار إلى التطابق فى وجهات النظرحيال القضايا المحورية بالمنطقة، مشيرا إلى أهمية الدور الذى تلعبه مصر فى المنطقة ، بل وعلى مستوى السياسة الدولية ، ولمصر جهود مضنية ومحورية فى غزة وتقود الموقف العربى الرافض لتهجير الفلسطينيين ، وتصر على إعمار قطاع غزة، وهى فى سبيل ذلك تتحمل الكثير من المشقة.
وأكد أن الدور المصرى تجاه الفلسطينيين ليس جديدا ، فقد تحملت مصر أعباء كبيرة منذ عام 1947 حتى يومنا هذا وخاضعت عدة حروب من أجل فلسطين، ولا تزال داعمة لحقوق الفلسطينيين.
وفى السياق نفسه، أكدت الدكتورة بيبى عاشور المحللة السياسية ورئيس المركز الدولى للتنمية بالكويت، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكويت تأتى فى توقيت بالغ الأهمية، كما تأتى من منطلق العلاقات التاريخية التى تربط البلدين، فى المجالات "الاقتصادى والعسكرى والسياسى والتعليمى"، ووحدة الرؤى إزاء القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية .
وأوضحت "عاشور" ، فى تصريحاتها لـ"اليوم السابع"، أن تلك العلاقات تعود إلى قبل اكتشاف النفط فى الكويت عندما استقبلت مصر أول دفعة من الطلاب الكويتيين فى جامعاتها، وهى العلاقات التى دعمتها رؤى قيادتى الدولتين والزيارات المتبادلة؛ مشيرة إلى زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر العام الماضى فى إطار الدفع بالعلاقات الثنائية، وشهدت اتفاقا حول العديد من القضايا.
وعلى الجانب السياسى، فإن الأزمات التى مرت بها الدولتان توثق الدعم المتبادل بين البلدين، حيث كانت مصر مساندة للكويت أثناء الغزو العراقى ففي أغسطس 1990 كانت مصر من الدول التي سارعت برفض الغزو العراقي للكويت، ولم يتوقف الرفض عند الموقف السياسي، بل سارعت بالمشاركة ضمن تحالف دولي تحت عنوان "عاصفة الصحراء"، وكان للقوات المصرية دور مهم في إخراج القوات العراقية من الكويت، وإعلان انتهاء العمليات في فبراير 1991، ومؤخرا دعمت مصر الكويت للحصول على مقعد فى مجلس حقوق الإنسان.
كما دعمت الكويت مصر لحصولها على مقعد ب"اليونسكو" ، كما شاركت الكويت فى حرب 1973 ، كما سارعت الكويت عام 1967 في تقديم الدعم لمصر، بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وشكلت "لواء اليرموك" الذي شارك في العمليات.
كما دعمت الكويت الحقوق المائية لمصر، موقع مصر الاستراتيجى ومكانتها التاريخيها تجعل لها دورا محوريا فى الأزمات التى تشهدها عدة دول بالمنطقة.
وأشارت عاشور إلى العلاقات الاقتصادية المهمة التى تجمع مصر والكويت، خاصة فى المجال الاستثمارى ؛ كما أن هناك حوالى 25 ألف طالب كويتى فى الجامعات المصرية ، كما تمثل الكويت وجهة رئيسية للعمالة المصرية ، وشارك العديد من المصريين فى بناء المنظومة التعليمية فى الكويت .
وبالنسبة للدور المصرى فى غزة ، قالت إن مصر تُعد البوابة الرئيسية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ، كما تقف بوجه دعوات التهجير القسرى للشعب الفلسطينى، ورفض الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وهناك لجنة ثنائية مصرية كويتية عقدت اجتماعها ال13 العام الماضى فى القاهرة ، وتعمل على الدفع بالعلاقات بين البلدين وإزالة أى معوقات تقف فى هذا الصدد .