أكرم القصاص

مناورات نتنياهو وجريمة تجويع سكان غزة

الإثنين، 03 مارس 2025 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل خطوة يتخذها رئيس وزراء الاحتلال تجاه حصار غزة ومنع الغذاء والدواء تشير إلى أن هناك أزمة يعانيها نتنياهو، تدفعه إلى اتخاذ مواقف متناقضة، وخرق لوعوده أو التزاماته فى اتفاق وقف إطلاق النار، وخلال الأسابيع الماضية، جرت عدة مناورات من الاحتلال ومحاولات لتعطيل تنفيذ وإنهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، تمهيدا للبدء فى تطبيق المرحلة الثانية التى تتضمن التزامات بالانسحاب والتوجه نحو وقف نهائى للحرب.

 

واضح أن نتنياهو يستقوى بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالرغم من أن الأخير كان أحد الأطراف الضاغطة لإقرار الاتفاق، لكنه أيضا كان قد أحيا أمل نتنياهو بتحريك مخطط التهجير، الذى واجه رفضا قاطعا من مصر والأردن والدول العربية.

 

ومنذ تم توقيع الاتفاق، حاول الاحتلال التلاعب فى التنفيذ، مروءة بتأخير تسليم الأسرى الفلسطينيين، وأخرى بترديد اتهامات أو ممارسة اعتراضات غير ذات صفة، لوقف تنفيذ تعهدات إسرائيل، وما إن انتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التى تضمنت زيادة المساعدات الإنسانية، وكان الهدف بدء مفاوضات المرحلة الثانية، التى تتضمن إطلاق سراح العشرات من الرهائن المتبقين مقابل الانسحاب الإسرائيلى ووقف إطلاق النار الدائم، وسعى الاحتلال إلى تأجيل المرحلة الثانية من دون وجود أى حجج، وتسربت بالفعل أنباء عن رغبة نتنياهو تمديد المرحلة الأولى، وهو ما رفضه الطرف الفلسطينى، باعتبار أن كل طرف قدم ما عليه فى المرحلة الأولى، والطبيعى أن تبدأ المرحلة الثانية.


أعلن وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، «أن إسرائيل غير مستعدة لفعل ذلك دون مقابل»، وأشار، حسب ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن إسرائيل جاهزة للمرحلة الثانية من الاتفاق، وأنها أوفت بالتزامات المرحلة الأولى، وأشار إلى رفض حماس مقترحا بتمديد المرحلة الأولى، حيث رأت أنها أوفت بالتزاماتها حتى أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أنه لن يتم السماح بوقف إطلاق النار ما لم يتم الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة، وأنه بناء على رفض حماس مقترح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، ستقوم إسرائيل اعتبارًا من صباح الأحد بوقف دخول جميع السلع والإمدادات إلى غزة، وفى الوقت نفسه، أعلنت مصادر إسرائيلية لشبكة ABC News الأمريكية أن قرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة تم بالتنسيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، ويبدو أن الهدف هو الضغط قبل المرحلة الثانية للحصول على وعود بإطلاق سراح المحتجزين جميعا، الذين عجز عن إطلاقهم بالحرب طوال 15 شهرا، وبالرغم من تدمير غزة، وأن نتنياهو واجه اتهامات وانتقادات، وبالرغم من كل شهور الحرب، فإنه عجز عن تحقيق وعده، وهنا يتضح أن نتنياهو يريد إطلاق سراح كل المحتجزين قبل أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات، ولهذا تضمن بيان مكتب نتنياهو: «لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا إذا استمرت حماس فى رفضها، فستكون هناك عواقب أخرى»، ويلوح نتنياهو باستئناف الحرب واستدعى 400 ألف من الاحتياطى، فى المقابل، اعتبرت حركة حماس قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا صارخا على الاتفاق.


وبالرغم من أن البيت الأبيض لم يصدر أى بيانات، فمن الواضح أن نتنياهو يستقوى بموقف ترامب، بالرغم من تعهده لمبعوث أمريكا بوقف الحرب خلال شهر رمضان والأعياد، لكنه يغلق المعابر ويمنع المساعدات بما يمثل جريمة حرب واستمرارا لجرائم إبادة جماعية، فى وقت تحذر فيه منظمات دولية من أن قطاع غزة يواجه أسوأ كارثة إنسانية منذ عقود، مع انتشار المجاعة وتفشى الأمراض بسبب نقص الغذاء والدواء والمياه النظيفة.


من جهتها، مصر أعلنت ضرورة البدء فى مفاوضات المرحلة الثانية، والإعمار فى وجود سكان غزة، واستمرار تدفق المساعدات، ويتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تحركات إقليمية ودولية، لمواجهة مناورات الاحتلال لحصار وتجويع غزة وسكانها.


مقال أكرم القصاص

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة