فى مشهد استثنائي يتفرد به شهر رمضان المبارك، يجتمع الصائمون على موائد عامرة بالبركة، وتتجلى روح المودة والأخوة في لحظات تتوحد فيها القلوب وتنعم الأفئدة بفرح طمأنينة النفس
تجد موائد الإفطار تمتد فى كل مكان ، ليس فقط فى الشوارع ؛ با وفى أروقة المساجد أيضًا ، في أجواء روحانية مُفعمة بالإيمان والسكينة والوقار، حيث تلهج ألسنة الصائمين بالدعاء والذكر الحكيم، سائلين القبول والتوفيق.
إفطار الحرمين
مع بدء غروب شمس ثاني أيام شهر رمضان المبارك، توافدت جموع الصائمين من المعتمرين والمصلين وضيوف الرحمن المتواجدين فى الحرم المكي ، أمام موائد الإفطار الممتدة في ساحات المسجد الحرام، لتجمع بذلك الأوعية الحضارية من كل الثقافات والتراث لمختلف الجنسيات والأمم المسلمة من المعتمرين والمصلين.
ويتسابق الجميع إلى تقديم وتوزيع وجبات الإفطار من التمور وماء زمزم ونحوها، بمشاركة فعالة من المتطوعين والمتطوعات، في مشهد بديع يملؤه حب الإنفاق ويتكرر بصورة يومية. وحين ينتهي الصائمون من إفطارهم، يتهافت العاملون على جمع موائد الإفطار على وجه السرعة، وفي مدة وجيزة ووقت قياسي، ليستوي آلاف المصلين ويستقيموا لأداء صلاة المغرب.

افطار الصائمين
وفى إطار خطة شهر رمضان لاستقبال ضيوف الرحمن وفرت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، نحو 5.6 مليون وجبة إفطار لرواد المسجد الحرام خلال الشهر الفضيل.
وتشملت استعدادات الهيئة أيضًا توفير 120.3 ألف وحدة إنارة، و33 ألف سجادة للصلاة، و20 ألف حافظة لمياه زمزم، إلى جانب أكثر من 11 ألف موظف، و10 آلاف عربة يدوية، و8 آلاف سماعة.
كما تسهل تنقل ضيوف الرحمن داخل المسجد النبوي عبر 519 سلمًا كهربائياً، و400 عربة كهربائية (جولف)، إلى جانب توفير 236 مصلى، و196 باباً، و194 مصعداً، و9.5 ألف دورة مياه.
وتتضمن جهود الهيئة المتكاملة للعناية بضيوف الرحمن خلال الموسم الرمضاني، توفير 5 مواقع لعربات التحلل من النسك، ومركزين لحفظ الأمتعة، و6 مواقع لتسلم الأمتعة عند الأبواب الرئيسة، ومركزين لضيافة الأطفال.
التوعية بنظافة الحرمين
وعلى صعيد متصل؛ شددت وزارة الحج والعمرة بالمملكة على أهمية التعاون للحفاظ على نظافة الحرمين الشريفين، و على ضرورة التخلص من نوى التمر بطريقة حضارية تضمن بقاء الساحات نظيفة وتحافظ على راحة المصلين والمعتمرين.
وأوضحت وزارة الحج والعمرة السعودية ؛ أن رمي توى التمر على الأرض داخل الحرمين يؤدي إلى صعوبة تنظيفه، فضلاً عن كونه قد يتسبب في تعثر المصلين والزائرين ، داعية الجميع إلى وضعه في سلال النفايات بدلاً من إسقاطه على الأرض.
الإفطار في المدينة
من العادات المميزة خلال شهر رمضان فى المدينة المنورة إقامة موائد الإفطار للزائرين ، حيث تتوزع موائد الرحمة في 82 موقعًا داخل أحياء المدينة، وفي ساحاتها؛ إذ يلتف الصائمون حولها وذلك ضمن مشروع الإفطار الرمضاني، الذي تشرف عليه أمانة منطقة المدينة المنورة بالتعاون مع جمعية مراكز الأحياء بالمنطقة "مجتمعي"، الذى يهدف إلى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي والتراحم بين أفراد المجتمع، من خلال توفير وجبات إفطار يومية للمقيمين والزوار، بما يعكس روح الشهر الفضيل، ويعزز من مكانة المدينة كوجهة دينية تحتضن الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويحظى المشروع بمشاركة واسعة من الفرق التطوعية والجهات الخيرية، التي تسهم في تنظيم الموائد، وتجهيز الوجبات، ساعية إلى إيصال رسالة المدينة المنورة كمنارة للخير والعطاء؛ إذ يترجم هذا الجهد قيم الإسلام السامية في الإحسان وإكرام الضيف.
ضوابط الإفطار
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فى المملكة العربية السعودية قد سبق وشددت على عدم جمع التبرعات المالية لمشروعات تفطير الصائمين وغيرها، كما وجهت الوزارة بأن يكون إفطار الصائمين تحت مسؤولية الإمام والمؤذن وأن يقام فى الأماكن المهيأة لذلك في ساحات المساجد، وأضافت الوزارة في سياق توجيهاتها الخاصة بشهر رمضان؛ أن يقوم من يتولى تفطير الصائمين بتنظيف المكان بعد الانتهاء من الإفطار فوراً، وعدم إستحداث أي غرف مؤقتة أو خيام ونحوها لإقامة الإفطار فيها، وأيضاً توجيه من يرغب بالتبرع بعبوات المياه للمساجد بالاكتفاء بالكمية التي تفي باحتياج المسجد.
وأكدت وزارة الشؤون الإسلامية على ضرورة تكثيف الجولات الميدانية لمراقبي المساجد لمتابعة تطبيق كافة التعليمات الصادرة لمنسوبيها واتخاذ كافة الإجراءات النظامية بحق من يخالفها، كما دعت المواطنين والمقيمين في حال رصد أي تقصير في مستوى الخدمات المقدمة لبيوت الله أو مخالفة التعليمات الصادرة في تنظيم المساجد ودورها في شهر رمضان المبارك إلى التواصل المباشر عبر مركز الاتصال الموحد 1933، أو زيارة فروعها بالمناطق المختلفة فى المملكة.