قصة الأم المثالية فى الأقصر.. الدكتورة مريم محمد 33 سنة من الكفاح بعد إصابة زوجها بمرض نادر عام 1992 ووفاته بعد 4 سنوات.. انتقلت بأطفالها للعيش مع والديها.. بناتها الثلاث أصبحن طبيبتين وصيدلانية.. فيديو وصور

الأربعاء، 19 مارس 2025 11:00 م

الأم المثالية بالأقصر الدكتورة مريم محمد بين بناتها

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زغاريد وفرحة انطلقت من منزل الأم المثالية بمحافظة الأقصر، الدكتورة مريم محمد على، فرحًا باختيارها من قبل وزارة التضامن الاجتماعى ضمن قائمة الأمهات المثاليات لعام 2025. فقد عاشت قصة كفاح طويلة مع بناتها الثلاث حتى أوصلتهن إلى أعلى المراتب فى المجتمع، حيث أصبحت اثنتان منهن طبيبتين والثالثة صيدلانية، جاءت هذه الفرحة بعد تتويج مسيرتها التى امتدت 33 عامًا من الكفاح، بعد إصابة زوجها بمرض نادر عام 1992 ووفاته عام 1996.

قصة كفاح الأم المثالية امتدت لثلاثة عقود

وُلدت الدكتورة مريم محمد على، استشارية أمراض النساء والتوليد بالمعاش، فى مدينة إسنا بمحافظة الأقصر. تزوجت فى يوليو 1989 من طبيب أخصائى باطنة بمدينة قوص، جنوب محافظة قنا. وفى عام 1992، أُصيب زوجها الشاب بمرض نادر أقعده عن الحركة وجعله يعتمد على كرسى متحرك، ثم تفاقم المرض وفقد القدرة على النطق. لم تستسلم الزوجة المخلصة، فلجأت إلى المسؤولين فى الدولة المصرية لطلب علاج زوجها خارج البلاد.

وبالفعل، تمت الموافقة على سفره إلى لندن لتلقى العلاج، حيث نسّقت السفارة المصرية تسهيل مهمتها هناك. وبعد عرضه على الأطباء فى كبرى مستشفيات العاصمة البريطانية، أُبلغت بأن مرضه نادر وخطير، ولم يكن هناك أمل فى شفائه، وأنه لن يتمكن من العيش أكثر من عام واحد. كانت الصدمة كبيرة، لكنها استسلمت لقضاء الله، وعادت إلى مصر بعد رحلة علاج هدفت فقط إلى تخفيف آلامه. وبعد أربع سنوات من المعاناة، توفى الزوج فى 17 نوفمبر 1996، تاركًا لها ثلاث بنات: منى، الشيماء، وزينب.

التحديات بعد وفاة الزوج

بعد وفاة زوجها، قررت الدكتورة مريم العودة إلى مسقط رأسها فى إسنا، حيث خاضت رحلة كفاح جديدة، إذ كانت مسؤولة عن والدها المسن المريض ووالدتها، إلى جانب تربية بناتها الثلاث. وبعد وفاة والدها، استمرت فى رعاية والدتها المسنة حتى وفاتها لاحقًا. رغم كل هذه الصعوبات، ظلت الأم المثالية متمسكة بهدفها فى تحقيق حلم زوجها بأن يكون أولادهما من المتفوقين دراسيًا.

نجاح الأبناء وتكريم الأم المثالية

مرت 33 عامًا منذ إصابة زوجها بالمرض، وأكرمها الله فى بناتها، حيث التحقت الابنة الكبرى، منى، بكلية الطب البشرى، وأصبحت طبيبة فى قسم الأمراض النفسية والعصبية، وحصلت على درجة الماجستير، وهى فى انتظار مناقشة رسالة الدكتوراه. أما الابنة الثانية، الشيماء، فقد التحقت بكلية الطب أيضًا، وتفوقت فى دراستها حتى أصبحت طبيبة تخدير وعناية مركزة، وحصلت على الماجستير، وهى أيضًا فى انتظار مناقشة الدكتوراه. أما الابنة الصغرى، زينب، فالتحقت بكلية الصيدلة، وتعمل حاليًا صيدلانية فى الهيئة العامة للرعاية الصحية بالأقصر.

كواليس التقديم لمسابقة الأم المثالية

عن كواليس التقديم للمسابقة، قالت الدكتورة مريم أن أحد جيرانها، إبراهيم أحمد، عضو المجلس القومى للمرأة بالأقصر، هو من سعى لإنهاء إجراءات ترشيحها وأقنعها بتجهيز الأوراق قبل غلق باب التقديم بيومين. وبالفعل، تم تجهيز الأوراق وتقديمها فى فرع التضامن الاجتماعى بمدينة إسنا.

فرحة الأسرة بالتكريم

أعربت الدكتورة شيماء حسن محمد، ابنة الأم المثالية، عن سعادتها الغامرة باختيار والدتها لهذا اللقب، مؤكدةً أنهن كنّ ينتظرن النتيجة بترقب كبير، وكانت الفرحة عارمة فى المنزل عند إعلان الفوز. وأضافت: "أمى كانت مقاتلة، لم تُشعرنا بفقدان الأب طوال السنوات الماضية، وكافحت معنا منذ طفولتنا حتى أصبحنا طبيبتين وصيدلانية".

عملية اختيار الأمهات المثاليات

أعلنت مديرية التضامن الاجتماعى بالأقصر عن انعقاد اللجنة المحلية لاختيار الأم المثالية لعام 2025، برئاسة محمد حسين بغدادى، مدير المديرية، وبحضور اللجنة المشكّلة من قِبَل محافظ الأقصر. وأوضح بغدادى أن 18 سيدة تقدمن للترشح، وانطبقت المعايير على 8 منهن، من بينهن 3 أمهات لأبناء من ذوى الإعاقة.

وأضاف أن اللجنة قيمت قصص الكفاح دون معرفة أسماء المتقدمات أو محل إقامتهن، تحقيقًا لمبدأ الشفافية. وبعد انتهاء التقييم، تم إرسال الاختيارات إلى وزارة التضامن الاجتماعى لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وانعقدت اللجنة بحضور حسن عثمان مصطفى، وكيل مديرية التضامن بالأقصر، ومدير إدارة الأسرة والطفولة منال حليم واصف، ومدير إدارة التأهيل إيناس خيرى، وممثل الإعلام شيرين طلعت، إضافةً إلى ممثلين من مجلسى النواب والشيوخ، وممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القمص أرمانيوس فريد، وممثل وزارة الثقافة، وممثل المجلس القومى للمرأة، وممثل عن الجمعيات الأهلية.