خالد دومة يكتب: البقعة المباركة

الجمعة، 14 مارس 2025 01:51 ص
خالد دومة يكتب: البقعة المباركة خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في البقعة المباركة من جسد الإنسان في تلك الجهة اليسرى من الصدر، التي تحمل عرش القلب عاليا بنبصاته الدقيقة، التي تعزف لحن الحياة، لحنا خالدا تنشر شذاها في غرفات النفس، لتهبنا معنا أزليا بقيمة الوجود، ذلك العبق الذي يملأ أنوفنا عطرا فينبعث على أطرفنا شعورا بالحب، لكل شيء وأي شيء، إنها لوحات تنطبع على صفحات النفس البائسة، فتحيي فيها ما قد مات، تنفخ فيها روح الجمال، تهيم في الفضاء، تتقلب فوق سحابات الأمل والرجاء، لتنعم بشيء من الخلود، في لحظات تبقى إلى الأبد، تظل في الروح، تختم على بقائها بخاتم المحبة، وفي طريقها تتسع لتملأ جنبات الكون، فلا تترك بقعة منه إلا ووسمته، لونته بلون العطاء ...فللقلب أحوال وللقلب أغيار أن يظل على عهده، أن يبقى يضرب على أوتار عود يعطي لنا لحنا خالدا تتراقص على أنغامه الطبيعة تتمايل كأنما أسكرت روحها نغماته.

 

سرب من طيور يدور حول قوامها المسحور، نسائم تطوف فكل شيء في القلوب، يأخذ من لون الحياة، تصطبغ به وتزرع فينا المجد والكبرياء، وأن الحياة أجل ما في الوجود، ففي كل صباح بعد أن نموت تستيقظ فينا الحياة، تشع من نورها الفضي، تملأ الكون عبير قد يتناثر حوله التراب، ضباب، شيء من عذاب تمليه علينا، لكننا سرعان ما نعود نقبل يديها، حسنها المعهود، فيرقد التراب، ويزول الضباب، وتغتسل من ماء الحياة، تنفض عن كاهلها العناء، تبتسم في نهاية المساء، وتعرف أن عنائها يجعلها تتنسم السعادة، وتدرك أن جمالها المدفون لا بد أن يعلم الإنسان كي يحس وخزة من يوميه الطويل، حريق يلامس الجلد قدماه  تؤلماه من سعيه المكدود، من صمته المفروض، كي ينال قوت جسده، لتظل دورة الحياة تدور في شراينيه وأوردته، تحمل إليه دما جديد يمده بالحياة والنبض، يغذيه بناره المتقدة، كي يظل ويطل من أعلى قصره وفي نهاية المطاف يرحل في سكون بعد أن شرب من نهرها الصافي، زادا يقوده إلى الجنان، من وراء الحياة، حياة أكبر، ولا بد من تمهيد معرفة القواعد من جذور يعلو من فوقها، بناء يلامس السماء من غيره يتوه لا يعرف، كيف تكون قيمة الحياة، معنى أن ينبض قلبه، لا يعرف كيف يستنشق العطور، حين تدخل صدره المجروح، لتهب له الدواء تكيل له العطاء، لتهب معنا وجوديا تحفر في نفسه شيئا جديدا يؤهله لأن يكون هناك تثقله وتتطهره من زيف المساحيق من الوجوه المستعارة، وتعيد ترتيب ما ضاع ما دمرته الفوضى.


توضأ بنور المحبة، ينبعث النور من قلبك، يطوف في الأرواح، يملأ بالحب أركان الوجود.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة