الزوجة الثانية ليست بالضرورة مؤذية وخرابة بيوت.. مسلسلات أثينا والنص ولام شمسية وظلم المصطبة.. أعمال درامية تكسر الصورة النمطية والقوالب الجامدة فى شيطنة الزواج الثانى

الخميس، 13 مارس 2025 01:00 ص
الزوجة الثانية ليست بالضرورة مؤذية وخرابة بيوت.. مسلسلات أثينا والنص ولام شمسية وظلم المصطبة.. أعمال درامية تكسر الصورة النمطية والقوالب الجامدة فى شيطنة الزواج الثانى صفاء الطوخي
شيماء منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من منا لم يرتبط فى ذهنه صورة نمطية للزوجة الثانية، فهى تلك المرأة التى وضعت فى القالب الشرير، تلك المرأة التى تسعى دائما لإشعال الفتن، وهدم البيوت، وخطف الرجال من زوجاتهم، وهى المرأة التى لا تنظر إلا لمصلحتها دون أن تكترث لقلبٍ تكسره أو لبيتٍ تهدمه، فهذه الصورة كان سببها إما الأعمال الدرامية العديدة التى صورت الزوجة الثانية بهذا الشكل ووضعتها فى قالب لا تستطيع الخروج منه، أو وجودها فى حياتنا الطبيعة بنماذج حقيقية كانت تُحكى لنا أو نراها بأعيننا فى بعض الأحيان، كل ذلك جعل الزوجة الثانية بالنسبة لنا جميعاً هى عدوٌ لدود للزوجة الأولى التى دائماً هى مغلوبة على أمرها أو مظلومة، ولكن يبقى السؤال هل هذه النماذج هى كل الحقيقة، هل كل السيدات اللاتى اخترن أن يكن زوجة ثانية اتفقن جميعاً على صفات الشياطين، فالإجابة فى الحقيقة لا، هناك نماذج مغايرة تماماً عن تلك التى صدرت لنا.

وفى دراما 2025 قرر صناع المسلسلات خاصة التى قدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتى دائماً تسعى لتنمية الوعى لدى جمهورها، قرروا تغير هذا النمط للزوجة الثانية، فقدمت لنا أكثر من عمل استثنائى يتناول وجود الزوجة الثانية ضمن الأحداث ولكن بشكل مغاير، فقدموا لنا الزوجة الثانية الإنسانة، التى من الممكن فى يوم من الأيام تكون هى أختك أو صديقتك أو قريبتك ونجد أنفسنا دون وعى نقف فى صفها وننحاز لها دون أن نراها رمزاً للشر أو للصراع، فمن خلال شخصيات متنوعة كتبت بعناية شديدة وجدنا نماذج لتلك المرأة التى تحمل مشاعر وقيم بل أحياناً تكون هى الضحية، ولعل هذا الطرح يفتح نقاشاً أعمق حول نظرة المجتمع لتلك الشخصية.. فدعونا خلال السطور القادمة نعرض لكم بعض النماذج التى صنعتها دراما رمضان 2025.

فى مسلسل حكيم باشا للنجم مصطفى شعبان، نجد تألق الفنانة يارا قاسم فى تقديم شخصية لومة وهى الزوجة الثانية وجاءت شخصيتها مختلفة عن الصورة التقليدية التى تصور الزوجة الثانية على أنها عنصر شرير يسعى لتدمير حياة الزوجة الأولى، بل قدمت نموذجاً إنسانياً مليئا بالمشاعر الطيبة، فكانت الشخصية ترتكز على حبها الصادق لحكيم باشا "مصطفى شعبان"، فلم يكن هدفها من زواجها منه إلا أن تكون بجانبه ولم تحمل أى ضغينة أو كراهية لزوجته الأولى، بل تطورت العلاقة بينهما، لتصبح علاقة قائمة على المودة والتفاهم، وأصبحا هما الاثنين مستودع أسرار لبعضهم البعض.

لكنها تغيرت نوعاً ما عندما حدث مفاجأة لها وهى ظهور الزوجة الثالثة، والتى أنجبت لحكيم الولد الذى حُرم منه لسنوات طويلة، مما قلب حياة الجميع رأسًا على عقب، فتحول اهتمام حكيم إلى زوجته الثانية وابنه، هنا شعرت يارا قاسم بخطر فقدان حب حياتها، وبأن الرجل الذى أحبته بصدق قد يبتعد عنها لصالح الزوجة الثالثة وطفلهما، فبدأت فى التخطيط للمكائد للتخلص من تلك الزوجة الثالث وكان دافعها هو الحب فقط وخوفها من فقدانه، ولكنها رغم ذلك كانت تعيش صراعاً داخلياً بين الخير الذى يسكن قلبها والغيرة التى أشعلت داخلها.

وهناك نموذج آخر للزوجة الثانية ظهر فى مسلسل "فهد البطل" للنجم أحمد العوضى، قدمته الفنانة صفاء الطوخى وبعد دورًا استثنائيًا لشخصية الزوجة الثانية التى لم تدخل هذه العلاقة بإرادتها، بل أجبرتها الظروف القاسية على القبول بزواج لم تكن ترغب فيه، فقدمت الزوجة الثانية بامرأة مكسورة فقدت اثنين من أبنائها وفقدت زوجها، ولم يتبق لها سوى طفل رضيع، وجاء شقيق زوجها، الذى قتل أخيه واستغل حبها لطفلها وهددها بفقدانه إذا لم توافق على الزواج منه، فهذا الشقيق الذى قدمه ببراعة النجم أحمد عبد العزيز، كان يحبها منذ الصغر ولم يستطع نسيانها ولكنها اختارت أخوه.

ورغم كل الظلم الذى تعرضت له، لم تكن شخصية الزوجة الثانية شريرة أو صدامية. بل على العكس اختارت المسالمة، وحاولت التأقلم مع وضعها الجديد، حتى مع وجود الزوجة الأولى التى لم تتقبلها على الإطلاق، وكانت هى الجانب الشرير التى حاولت التخلص منها بكل الطرق وكانت تحمل فى قلبها كرهاً وحقداً كبيراً لها.

أما فى مسلسل النص، قدمت دنيا سامى زوجة بطل المسلسل أحمد أمين، نموذجا غير تقليدى للزوجة الأولى، فبرغم عشقها لزوجها، طلبت منه الزواج للمرة الثانية من عيشة التى قدمتها الفنانة سامية الطرابلسى، لأنها لم تستطع أن تنجب له الطفل الذى يتمناه، وبرغم من غيرتها الشديدة من عزيزة عليه، لكنها قدمت أسمى معانى التضحية والحب واختارت أن تسعده على حساب مشاعرها.

فهذا القرار رغم صعوبته الشديدة على أى امرأة لكنه يظهر الوجه الآخر للعلاقات الزوجية، حيث قد تضحى الزوجة الأولى براحتها وسعادتها من أجل تحقيق أحلام زوجها.

كذلك فى مسلسل أثينا نجد الفنانة سلوى محمد على زوجة الفنان محمود قابيل والد ريهام حجاج والذى تزوج منها بعد وفاة والدتها، ورغم أن ريهام حجاج فى المسلسل تجد فى سلوى امرأة أخذت مكان والدتها، إلا أنها لا تبادرها نفس الشعور على العكس تحاول أن تتقرب منها وتعوضها عن والدتها.

وحتى نعرف أن ليس كل الأنماط واحدة فقد قدم لنا مسلسل "وتقابل حبيب"، صورة الزوجة الثانية فى أبشع صورها، من خلال تجسد النجمة نيكول سابا لهذا الدور، تلك الزوجة التى تتسم بالأنانية والشر، فتزوجت خالد سليم وهى تعلم أنه متزوج ولديه بنتان، ولم تكتفِ بذلك بل ظلت تحارب حتى تعلم ياسمين عبد العزيز زوجته الأولى بهذا الزواج ونجحت فى ذلك، وانقلبت الأحداث رأساً على عقب.

عندما علمت الزوجة الأولى بزواج زوجها من أخرى، انهارت تمامًا وطلبت الطلاق، لتجد نفسها فى حرب مع الزوجة الثانية، التى لم تترك فرصة إلا واستغلتها لكسرها وإذلالها، معتمدة فى ذلك على قوة نفوذها وسيطرتها الكاملة على زوجها وعائلته من خلال إدارتها لشركتهم.

وهذا الطرح الدرامى فى "ونقابل حبيب" للزوجة الثانية يؤكد لنا أنه ليس هناك حقيقة مطلقة فى الشخصيات، ولا يمكن الحكم على الأشخاص بناءً على الصورة النمطية التى يقدمها المجتمع أو الدراما. فالزوجة الثانية ليست دائمًا شريرة وليست دائماً طيبة.

أما فى مسلسلات النصف الثانى من دراما رمضان، نجد نماذج أخرى تكسر الصورة النمطية حول الزوجة الثانية أيضا ومنها مسلسل لام شمسية، حيث تقوم أمينة خليل بتربية ابن زوجها وتقف لجواره وتدعمه وتحميه وتحاول أن تعيد حقوقه، وليس مسلسل لام شمسية فقط وإنما أيضا مسلسل ظلم المصطبة حبث تفوم ريهام عبد الغفور بتربية بنات زوجها وسط بناتها منه.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة