في إطار جهودها لتعزيز بناء القدرات الرقمية، رفعت وزارة الاتصالات ميزانية التدريب إلى 2 مليار جنيه خلال العام المالي الحالي، مع استهداف تدريب 500 ألف متدرب، مقارنة بـ1.7 مليار جنيه و400 ألف متدرب في العام السابق.
وتأتي هذه الاستثمارات ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تمكين الشباب من تحقيق فرص عمل تنافسية محليًا وعالميًا، وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا في مختلف القطاعات، بما يتماشى مع التحولات الرقمية التي يشهدها العالم.
تركز الوزارة على إتاحة برامج تدريبية تستهدف جميع الفئات العمرية، بدءًا من الأطفال في سن 8 سنوات، وحتى خريجي الجامعات وقيادات الجهاز الإداري للدولة.
وتشمل هذه البرامج مبادرات مثل "براعم مصر الرقمية"، التي تستهدف طلاب المرحلة الابتدائية، حيث تم تدريب 100 ألف طالب، وتخريج 60 ألفًا منهم حتى الآن.
أما "أشبال مصر الرقمية"، التي تهدف إلى تطوير مهارات طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، فقد بلغ عدد المستفيدين منها 94 ألف طالب، مع تخريج 48 ألفًا، أما على مستوى التعليم الجامعي، فقد تم تدريب 25 ألف طالب وخريج ضمن "رواد مصر الرقمية"، وتمكن أكثر من 13,800 متدرب من استكمال البرنامج بنجاح.
يعد "بُناة مصر الرقمية" أحد أكثر البرامج تطورًا، حيث يستهدف المتفوقين في تخصصات الهندسة والحاسبات من خلال مسارين رئيسيين: الأول يتيح للخريجين الحصول على درجة ماجستير من جامعات دولية مرموقة، والثاني يوفر تدريبًا عمليًا مكثفًا بالتعاون مع شركات عالمية، إلى جانب برامج تنمية المهارات القيادية والإدارية، مما يمنح المشاركين ميزة تنافسية في سوق العمل.
ويواصل معهد تكنولوجيا المعلومات ITI دوره المحوري في بناء القدرات الرقمية، حيث قام بتدريب أكثر من 30 ألف طالب وخريج في مجالات تقنية متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تحليل البيانات، الروبوتات التجارية، والفنون الرقمية.
يتميز المعهد بتحقيق معدل توظيف مرتفع، بلغ 85%، مما يعكس نجاحه في تلبية احتياجات السوق. كما أطلق المعهد مبادرات نوعية، منها "أكاديمية أندرويد للسيارات" بالتعاون مع Luxoft، لتأهيل الكوادر على تطوير أنظمة تشغيل السيارات الذكية، وحقق البرنامج نسبة توظيف 100% لخريجيه.
وحرصًا على توسيع نطاق المستفيدين من فرص التعلم الرقمي، استمرت منصة "مهارة-تك" في تقديم محتوى تعليمي متطور، يستفيد منه حوالي 65 ألف متدرب سنويًا.
وبلغ إجمالي الشهادات التدريبية التي منحتها المنصة أكثر من 600,000 شهادة حتى الآن، في إطار جهود الوزارة للوصول إلى فئات جديدة، تم تصميم برنامج تدريبي للمحامين وإتاحته عبر المنصة، بما يعزز من مهاراتهم الرقمية ويدعم استخدام التكنولوجيا في مجالاتهم المهنية.
وإيمانًا بأهمية تأمين الفضاء الرقمي، تم إطلاق أكاديمية الأمن السيبراني بالتعاون بين المعهد القومي للاتصالات والمركز الوطني لطوارئ الحاسبات والشبكات.
وتستهدف الأكاديمية نشر الوعي بين النشء والشباب حول أهمية الأمن السيبراني، وتدريبهم على تقنيات الحماية من الهجمات الإلكترونية.
ويشمل البرنامج فئات عمرية متنوعة، تبدأ من 12 عامًا وحتى خريجي الجامعات، مما يعكس التزام الوزارة بتعزيز الثقافة الأمنية الرقمية في وقت مبكر.
يواصل المعهد القومي للاتصالات جهوده في تدريب الكوادر الشابة، حيث تم تدريب 20 ألف متدرب ضمن مبادرات متنوعة، مثل "شباب مصر الرقمية"، و"وظيفة تك"، و"أكاديمية الأمن السيبراني"، إلى جانب دبلومة الدراسات العليا في هندسة الاتصالات، وبرامج الأكاديميات الدولية المعتمدة.
كما وقع المعهد العديد من بروتوكولات التعاون مع شركات متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتعزيز التدريب العملي وتوفير فرص توظيف للخريجين. وقد بلغت نسبة التوظيف بين خريجي برنامج المعهد لتنمية الكوادر البشرية نحو 85%، مما يؤكد نجاح استراتيجيات التدريب في تحقيق أهدافها.
ولم تقتصر جهود الوزارة على تطوير المهارات التقنية، بل امتدت إلى دعم تعليم اللغات الأجنبية لزيادة فرص العمل في أسواق متعددة.
أطلقت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" برامج تدريبية متنوعة، منها برنامج التدريب على اللغة الألمانية في صعيد مصر بالتعاون مع معهد غوته، وبرنامج Up4Jobs بالتعاون مع GIZ، لتلبية الطلب المتزايد على الكفاءات الناطقة بالألمانية.
كما عقدت الهيئة اتفاقية مع جامعة العريش لتأهيل 600 متدرب سنويًا في شمال سيناء، وتم تقديم التدريب لحوالي 1100 طالب وخريج على مهارات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.
وضمن جهودها لدعم التعليم الفني، أنشأت الوزارة سبع مدارس جديدة من مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية، في محافظات الإسماعيلية، بورسعيد، دمياط، الشرقية، الغربية، كفر الشيخ، وسوهاج، ليصل إجمالي عدد هذه المدارس إلى 19 مدرسة على مستوى الجمهورية، في إطار خطة لإنشاء مدرسة في كل محافظة. كما شهد العام الحالي تخريج الدفعة الأولى من المبادرة الوطنية "قادة مصر الرقمية"، التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، بهدف تنمية المهارات الرقمية لقيادات الجهاز الإداري للدولة.
تؤكد هذه الجهود التزام الوزارة بالاستثمار في العنصر البشري، باعتباره الركيزة الأساسية للتحول الرقمي، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للمهارات الرقمية والتكنولوجية.
