لماذا لم نشهد أجواء شديدة البرودة وبرد قارس رغم أننا وداعنا شهر "طوبة"، والذى يتزامن كل عام مع شهر يناير ومعروف عنه أبرد شهور السنة، وما السر فى ارتفاعات درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية خلاله، كل هذه التساؤلات وأكثر أجاب عنها الدكتور محمود شاهين، مدير عام إدارة التنبؤات الجوية والانذار المبكر بمخاطر الطقس بهيئة الأرصاد الجوية.
وفى البداية قال مدير عام إدارة التنبؤات الجوية والانذار المبكر بمخاطر الطقس بهيئة الأرصاد الجوية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن شتاء هذا العام ووفق توقعات هيئة الأرصاد الجوية قريب الشبه بشتاء العام الماضى، ولكن الأمطار أقل نسبيا من المعدلات الطبيعية خاصة على المناطق الساحلية والقاهرة الكبرى.
وأضافت الدكتور محمود شاهين، أنه مر حوالى نصف فصل الشتاء وحتى الآن معدلات الأمطار أقل من المعدلات الطبيعية ولكن لا يمكن الحكم على الشتاء كله بأنه لم يشهد أمطارا أو حالات عنيفة، فلازال يتبقى شهر ونصف شهر على انتهائه، وجميعنا نتذكر الحالة العنيفة التى تعرضت لها مصر المعروفة بعاصفة التنين والتى كانت قبل نهاية الشتاء بعشرة أيام .
وأشار إلى أن شهر " طوبة " بدأ 9 يناير ومفترض أن يتم خلاله تسجيل أقل درجات حرارة على مدار العام كله ، ولكن رغم انتهاءه نجد أن أقل درجات حرارة قد تم تسجيلها كانت قبل بداية شهر طوبة ، حيث وصلت درجات الحرارة الصغرى على القاهرة إلى 9 درجات وكانت بسبب كتلة هوائية خالية من الرطوبة جافة وشعر وقتها المواطنين بأجواء شديدة البرودة.
وتابع: ولكن على مدار شهر طوبة ومنذ بدايته لم نشعر بدرجات حرارة شديدة البرودة كما هو معتاد، وذلك يرجع إلى التغيرات المناخية التى أثرت على كل الفصول وامتد تأثيرها لشهر يناير المعروف عنه أبرد شهور السنة ، فلذلك لم نشهد فيه انخفاضات ملحوظة كما هو معتاد .
وأضاف شاهين : بفعل التغيرات المناخية بدأنا نعتاد أن نرى ظواهر جوية مختلفة وتغيرات غير مألوفة للظواهر الجوية المعتادة ، والجميع يتساءل أين شتاء هذا العام، فشتاء هذا العام دافئ ولم نشهد فيه حتى الآن موجات شديدة البرودة ولم نرى أيضا موجات صقيع كما اعتدنا الأعوام الماضية .
وأكد أن التغيرات المناخية لم تجعل هناك ثبات فى مناخ الدول والظروف الجوية تختلف من فصل لآخر ومن عام لآخر ، ونحن بصدد انخفاضات فى درجات الحرارة الأربعاء والخميس ولكن هذه الانخفاضات نستشعرها فى درجات الحرارة الصغرى والتى ستتراوح ما بين 8 لـ 10 درجات فى شمال الصعيد .
وأشار إلى أنه رغم دخولنا فى شهر طوبة أبرد شهور السنة لم تقل درجات الحرارة العظمى عن 19 درجة على القاهرة حتى الآن وعلى السواحل الشمالية أيضا درجات الحرارة لم نقل عن 18 درجة وهذه تعتبر أقل درجات حرارة تم تسجيلها فى شتاء هذا العام .
ولفت إلى أنه نتيجة التغيرات المناخية نجد أن الكتل الهوائية التى تؤثر على مصر هذا العام مختلفة نسبيا عن الكتل الهوائية التى كانت تؤثر علينا فى نفس التوقيت السنوات الماضية، والتى كنا نرى فيها أجواء شديدة البرودة نتيجة امتداد لكتل هوائية شمالية شرقية قادمة من قارة آسيا فى هذا الوقت من العام .
وتابع: لكن خلال هذا العام لم نشهد كتل هوائية قادمة من هذه المناطق وهذه الاتجاهات وإلى حد كبير معظم الكتل الهوائية التى مرت على مصر خلال الشهر ونصف الماضيين معظمها من الجزيرة العربية أو من جنوب أوروبا أو من شمال غرب البحر المتوسط وكل هذه المناطق درجات الحرارة فيها فى معدلاتها الطبيعية، وهذا يعنى أن التغيرات المناخية لم تؤثر علينا فقط، ولكن أثرت على الدول المجاورة فى قارة أفريقيا والدول الأوربية .
وتابع: كنا نرى خلال هذا الشهر أجواء شديدة البرودة فى وسط سيناء حيث تتكاثر تكون الثلوج على جبال سانت كاترين ، ولكن خلال شتاء هذا العام لم يحدث ذلك، مما يؤكد أن شتاء هذا العام أقل من المعدلات الطبيعية فى سقوط الأمطار وتساقط الثلوج ودرجات الحرارة أعلى من المعدلات الطبيعية .
وعن أقل درجات حرارة تم تسجيلها خلال فصل الشتاء الأعوام الماضية ، لفت شاهين، إلى أن البلاد شهدت بفعل التقلبات الجوية والتغيرات المناخية خلال الأعوام الماضية شتاء أكثر عنفا وقوة من شتاء هذا العام وانخفاضات ملحوظة فى درجات الحرارة مصحوبة بحالات قوية فى حالات عدم الاستقرار والتى منها الحالة التى شهدتها مصر فى شتاء 2020 والتى انخفاض معها درجات الحرارة بشكل ملحوظ على القاهرة وسجلت وقتها درجة الحرارة العظمى ل 8 درجات مئوية والصغرى 4 درجات مئوية .