الولايات المتحدة تواجه تحديات غير مسبوقة بعهد ترامب.. من كندا وكولومبيا للصين وقناة بنما وغزة.. واشنطن تتخلى عن مسئوليات تاريخية.. ديون تصل لتريليونات الدولارات وسياسات داخلية متقلبة.. واستقطابات حادة داخليا

الثلاثاء، 11 فبراير 2025 11:25 م
الولايات المتحدة تواجه تحديات غير مسبوقة بعهد ترامب.. من كندا وكولومبيا للصين وقناة بنما وغزة.. واشنطن تتخلى عن مسئوليات تاريخية.. ديون تصل لتريليونات الدولارات وسياسات داخلية متقلبة.. واستقطابات حادة داخليا ترامب
كتب رامي محيى الدين – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< سياسات ترامب الخارجية تفتح صراعات في عدة جبهات

<< ديون الحكومة الأمريكية تصل لـ36 تريليون دولار وترامب يشكك فيها

<< تصاعد حدة الاحتجاجات ضد الرئيس الأمريكي بعد أقل من شهر على تنصيبه

<< اقتراحات ترامب بتجميد التمويل أثار ذعر المنظمات غير الربحية والمنظمات التعليمية والأممية

<< السياسة غير المدروسة قد تضعف نفوذ الولايات المتحدة على المدى الطويل

لطالما كانت الولايات المتحدة القوة العظمى التي تقود النظام العالمي، لكنها اليوم تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب سياساتها الخارجية المثيرة للجدل، خاصة في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أشعلت صراعات جديدة على عدة جبهات، من كندا وكولومبيا إلى الصين وقناة بنما وغزة، فهل تمضي واشنطن نحو أفول نفوذها، أم أنها قادرة على استعادة زمام الأمور؟

ترامب وصراعاته المتعددة

منذ عودته للساحة السياسية، لم يتردد دونالد ترامب في اتخاذ مواقف حادة تجاه خصومه وحلفائه على حد سواء، حيث أثارت تهديداته بالتصعيد التجاري مع الصين قلق الأسواق العالمية، بينما وُجهت انتقادات واسعة لدعواته المتكررة لإعادة النظر في اتفاقيات التجارة الحرة مع كندا وكولومبيا، أما فيما يخص قناة بنما، فإن تحذيراته بشأن التدخل العسكري لحماية "المصالح الأمريكية" أثارت ردود فعل غاضبة من دول أمريكا اللاتينية.

التحديات الاقتصادية

تواجه الولايات المتحدة ديونًا متزايدة تصل إلى تريليونات الدولارات، إضافة إلى التضخم وعدم الاستقرار المالي، كما أن الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تمثل تهديدًا جديًا للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، خاصة مع مبادرة "الحزام والطريق" التي تعزز نفوذ بكين العالمي.
تبلغ ديون الحكومة الأمريكية نحو 36 تريليون دولار، وتتزايد، ولكن الرئيس دونالد ترامب شكك في حجم هذه الديون مشيرا إلى أنها "ربما لا تكون مرتفعة إلى هذا الحد".

وفقًا لمحللين سياسيين، فإن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تراجع ثقة الحلفاء بالولايات المتحدة، مما يعزز النفوذ الصيني والروسي في مناطق كانت تقليديًا ضمن دائرة النفوذ الأمريكي، إضافة إلى ذلك، فإن سياسات ترامب السابقة والحالية أثارت قلق المؤسسات الاقتصادية الكبرى، مما أدى إلى انخفاض في قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية.

التراجع السياسي والدبلوماسي

شهدت السنوات الأخيرة انسحابًا أمريكيًا من بعض القضايا الدولية، ما أعطى الفرصة لقوى أخرى مثل روسيا والصين لملء الفراغ، كما أن التحالفات التقليدية للولايات المتحدة، مثل الناتو، واجهت بعض التصدعات نتيجة لسياسات داخلية متقلبة.


وفي محاولة من الإدارة الأمريكية الجديدة لمواجهة تصاعد النفوذ الاقتصادي الصيني، بدأت حرب اقتصادية جديدة برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة، ضمن سياسة فرض الرسوم التي يتبعها ترامب لتنفيذ شعاره الانتخابي "أمريكا أولا".


من جانبه يؤكد المحلل السياسي الصيني، نادر رونج، أن الصين قادرة على الصمود أمام سياسة ترامب الاقتصادية ضدها، خاصة أن هذه هي ليست المرة الأولى التي يشن فيها الرئيس الأمريكي حربا تجارية مع بكين، بجانب تغير نسبة الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الصادرات الصينية للخارج عن ما كانت عليه منذ 6 سنوات، بعدما انخفضت خلال الفترة الراهنة.


ويضيف المحلل السياسي الصيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن بكين تعمل الآن على تعزيز شراكاتها مع الاقتصاديات الصاعدة وتعتمد على الاستهلاك الداخلى لدفع نمو الاقتصاد، مشيرا إلى أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية سيكون لها تأثير بالفعل ولكن هذا التأثير سيكون محدود على اقتصادنا.

وجاء اتجاه الرئيس الأمريكي لإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لؤثر سلبيا على نفوذ واشنطن خارحيا، فمنذ إنشائها في عام 1961، قدمت الوكالة الأمريكية المساعدات الإنسانية، ودعمت النمو الاقتصادي، وعززت المؤسسات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وهو ما أكدت مجلة نيوزويك الأمريكية في 4 فبراير الماضي.


وبحسب المجلة الأمريكية، فإن تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من شأنه أن يضعف النفوذ الأمريكي في الخارج، وخاصة في وقت تعمل فيه الدول المنافسة العالمية مثل الصين على توسيع برامجها للمساعدات الخارجية بشكل نشط.


ونقلت المجلة حينها عن الدكتور فيليب برينر أستاذ فخري للعلاقات الدولية والتاريخ الأمريكي تأكيده أن محاولة إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية غير حكيمة لأنها ستلحق الضرر دون داعٍ بملايين الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الطبية والغذائية والفنية التي تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وسوف يكون الضرر وصمة عار كبيرة في المكانة الأخلاقية للولايات المتحدة، التي لديها بالفعل واحدة من أدنى ميزانيات المساعدات للفرد بين أغنى دول العالم.

وفي 6 فبراير الماضي، أكدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن ترامب يدعم بشكل فعال السياسيين الوطنيين الذين يعارضون الاتحاد الأوروبي بما في ذلك فيكتور أوربان، الذي يتعدى على وحدة الاتحاد الأوروبي، في ظل صراع مرتقب بين إدارة الرئيس الأمريكي وبروكسيل، إلا أن إدراك حقيقة موت النظام العالمي هو وحده الذي سيجعل زعماء الاتحاد الأوروبي يفيقون من سباتهم، والآن هناك حديث عن ضرورة تقرب أوروبا من الصين.
وتوضح المجلة، أن النظام العالمي، الذي نشأ بعد عام 1945، قد مات بالفعل، وأن العولمة التي قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية تحولت إلى فوضى عارمة، كما أن الحلفاء الذين سمحت لهم واشنطن بالتطفل على الأمن الأمريكي يدركون أن اللعبة انتهت.

من جانبه يؤكد أندريه تشوبريجن المحلل السياسي الروسي، أن القرارات التي يتخذها ترامب منذ اليوم الأول لرئاسته غالبًا ما تصدم المراقبين الخارجيين، موضحا أن هذا بالضبط ما يسعى إليه.


ويضيف المحلل السياسي الروسي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك شعور بأن ترامب بدأ هجومًا واسع النطاق على المؤسسة الأمريكية وهذا يبدو غير مألوف، متابعا :"إذا نظرنا بعناية إلى المبادرات التي يبدأها ترامب، يصبح من الواضح إلى حد ما أن هدفه الرئيسي الآن هو إرباك الخصم بحيث يكون من السهل بعد ذلك الحصول على مكاسب من خلال التسوية".


ويتابع أندريه تشوبريجن :"يتضح ذلك من تصريحاته الصاخبة حول كندا ومن المناورة المتوقعة في أوكرانيا، أما بالنسبة للشرق الأوسط، فيعتبر حالة كلاسيكية، لأن الوضع حول قطاع غزة وصل إلى طريق مسدود لدرجة أن لا أحد لديه أفكار أو رغبة في فعل شيء حيال ذلك، وجاء ترامب وأخاف الجميع بتهديداته بأن أمريكا قد تستولي على غزة وتنقل جميع سكانها، وبدأت النخب السياسية في الشرق الأوسط تشارك بنشاط في الأجندة، لا أعتقد أن الحلفاء سيتخلون عن أمريكا وبالتأكيد لن تصبح أمريكا أضعف في السنوات القادمة".
 

الانقسامات الداخلية
 


الاستقطاب السياسي الحاد داخل أمريكا، والانقسامات الاجتماعية والعرقية، تُضعف الوحدة الوطنية وتؤثر على قوة البلاد عالميًا، بجانب الاحتجاجات المتكررة، وتصاعد التطرف السياسي، تشكل تحديات داخلية يمكن أن تؤثر على النفوذ الأمريكي.
وخلال الأيام الماضية، تصاعدت حدة الاحتجاجات ضد الرئيس الأمريكي بعد أقل من شهر على تنصيبه، وسط اتهامات من جانب الجمهوريين بوقوف الحزب الديمقراطي وراء تلك الاحتجاجات.
وتعلق إيرينا تسوكرمان عضو الحزب الجمهوري الأمريكي على الاحتجاجات ضد ترامب، مشيرة إلى أن الحزب الديمقراطي هو من يدعمها ويؤججها متوقعة فشل الديمقراطيين في التأثير على شعبية الرئيس الأمريكي.
وتقول عضو الحزب الجمهوري الأمريكي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن زعيم الأقلية في مجلس النواب الأمريكي، حكيم جيفريز، دعا إلى هذه الاحتجاجات التي اندلعت منذ أيام في عدد من الولايات، لكن شعبيتها أقل بكثير، لافتة إلى أن ترامب نجح في كسر الخطوط الحزبية من خلال المبادرات الشعبوية والمشاركة الواسعة مع المجموعات المتنوعة.

وفي دراسة بعنوان " العودة إلى السلطة: كيف ستشكل سياسات ترامب الخارجية مستقبل الصراعات الدولية؟" نشرها موقع "اليابان بالعربي"، في 17 يناير الماضي، يقول  موري ساتوري، الأستاذ المتخصص في السياسة الدولية والسياسات الخارجية والدفاعية الأمريكية المعاصرة في جامعة كيئو، إن الرئيس الأمريكي يتبع نهج السياسة القائمة على القوة في التعامل مع الشؤون الدولية والذي يصر على الزعامة الأمريكية المطلقة ويستهدف الصين باعتبارها مصدر التهديد الرئيسي للتفوق الأمريكي.
ويضيف خلال الدراسة أن أفضل وصف لكل من يتبنى هذه الأيديولوجية بمحوريها السالف ذكرهم هو أنه إما "مُقيِّد" أو "مُحدِّد للأولويات"، كما يتبع سياسة "أمريكا أولاً"، من خلال النظرة العالمية القومية التي تعطي الأولوية القصوى للسيادة الوطنية وتتبنى وجهة نظر ضيقة في تعريفها للمصلحة الوطنية، على افتراض أن السلام والازدهار الأمريكيين يمكن تحقيقهما بشكل مستقل عما يحدث في بقية العالم.
وفي مقال بعنوان "هذا ليس دونالد ترامب الذي انتخبته أمريكا"، لبن رودس، نائب مستشار الأمن القومي في عهد أوباما، ونشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أكد فيه أن سياسة ترامب الخارجية تعكس تراجعاً في ثقة أمريكا بنفسها، ما يهدد بإضعاف مكانتها العالمية، متطرقا إلى تأسيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حين كانت السياسة الخارجية تركز على الدفاع عن الحرية وتعزيز المؤسسات الدولية، لكن في الوقت الحالي، السياسة الأمريكية تختلف تماماً، حيث تهدد بغزو الدول الصغيرة، والانسحاب من المؤسسات الدولية، وتقترح بشكل غير رسمي تنفيذ التطهير العرقي في غزة.

ويوضح خلال مقاله أن هذا التحول في السياسة الخارجية يعكس تراجعاً في مفاهيم مثل الحرية وتقرير المصير والأمن الجماعي، التي تعد قيماً أساسيةً في أمريكا بعد خوضها حربين عالميتين، مؤكدا أن ترامب ترشح لإعادة انتخابه مع وعد بتحويل مكانة أمريكا في العالم، ووعود بتغيير سياسات الأمن القومي والتجارة الدولية، وسعى لتعزيز سلطته عبر ملء المناصب الفيدرالية بشخصيات موالية له، إلا أن سياسته الخارجية تفقد واشنطن الثقة والاحترام الدولي، ولا تعكس القوة، كما أن الرئيس الأمريكي في سعيه لتوسيع نفوذه، يبدو أقرب إلى القادة المستبدين الذين يسعون للتوسع الإقليمي لترسيخ سلطتهم.

في 10 فبراير الجاري، أمر قاضٍ فيدرالي في رود آيلاند إدارة ترامب برفع تجميدها الواسع للتمويل الفيدرالي، وبحسب صحيفة الجارديان، جاء في الأمر، إن التجميد الشامل والقاطع للأموال الفيدرالية، كما وجدت المحكمة، غير دستوري على الأرجح، وقد تسبب ويستمر في التسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لجزء كبير من هذا البلد.
وجاء هذا القرار بعد أن قال المدعون العامون الديمقراطيون من 22 ولاية وواشنطن العاصمة إن إدارة الرئيس الأمريكي انتهكت حكمًا سابقًا أصدره قاض آخر والذي منع مؤقتًا تجميد المنح والقروض الفيدرالية وغيرها من المساعدات المالية، كما قال المدعون العامون إنه على الرغم من الحكم، فإن بعض الأموال لا تزال مجمدة.
وأدى اقتراح ترامب بتجميد التمويل إلى إثارة الذعر بين الجماعات، بما في ذلك المنظمات غير الربحية والمؤسسات التعليمية والأمم القبلية، بسبب عدم اليقين بشأن تمويلها


ملف غزة والتوترات الدولية


كانت تصريحات ترامب حول غزة الأكثر إثارة للجدل، حيث اقترح تهجير سكان القطاع إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، خاصة من الاتحاد الأوروبي وروسيا، هذا الطرح أظهر انحيازًا صارخًا لإسرائيل وأدى إلى تراجع شعبية واشنطن في العالم العربي.

تصريحات ترامب المستفزة ضد غزة وصلت إلى حد ادعائه أنه سيشترى غزة في 10 فبراير الراهن، وأن موضوع عودة الفلسطينيين إلى القطاع مرة أخرى ليس ضمن خططه، وهو التصريح الذي لاقى استهجان عربي واسع، لتخرج وزارة الخارجية الفلسطينية في ذات اليوم وتؤكد أن حقوق الشعب الفلسطيني والضفة بما فيها القدس وقطاع غزة ليست للبيع أو المساومة أو المقايضة، وأن أية أفكار من هذا القبيل هدفها إطالة أمد الصراع وبقاء نتنياهو في سدة الحكم في إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني ومعاناته والمنطقة واستقرارها.

وأضافت في بيانها، أن المجتمع الدولي بمواجهة هذه السياسة الاستعمارية العنصرية، وعدم الاكتفاء ببيانات الرفض والتحذير، والعمل على تفعيل مجلس الأمن الدولي كي يأخذ دوره الطبيعي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتصدي لمهامه في حفظ السلم والأمن الدوليين، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها نتنياهو يحاولان التغطية على جرائم الإبادة والتهجير والضم التي ارتكبتها ضد شعبنا، وفي مقدمتها جرائم التطهير العرقي، وتدمير كامل قطاع غزة، والبدء بتطبيق نسخة الدمار على الضفة الغربية المحتلة، إذ تواصل الترويج لشعارات ومواقف منفصلة عن الواقع السياسي وبعيدة عن استحقاقات الحلول السياسية للصراع، فتلقفت الحكومة الإسرائيلية فكرة التهجير وتسعى إلى تنفيذها بقوة الاحتلال، ضاربة بعرض الحائط أمن دول المنطقة والعالم واستقرارها.

من جانبها تؤكد الدكتورة تمارا برو، باحثة في الشئون الآسيوية، أن غزة موقع استراتيجي مهم على البحر المتوسط، ومياهه غنية بالغاز، وبالتالي فإن ترامب عينه على استخراج الغاز من شواطئ ومياه القطاع ، ، متابعة " على سبيل المثال في سواحل غزة هناك أكثر من حقل منهم حقل غزة مارين وحقل بي ماري الذي يقع على الحدود البحرية الشمالية بقطاع غزة وبدأت إسرائيل بالسيطرة عليه في عام 2004 وتمنع سكان غزة من الاستفادة من الغاز بالمقابل تقوم هي بسرقة الغاز الخاص بالقطاع".


وتضيف في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن ترامب يريد الاستثمار في غزة وهو صرح بذلك، نظرا للموقع الاستراتيجي للقطاع والذي من الممكن أن يكون لمواجهة طريق الحرير، خاصة أن واشنطن ضغطت على بنما من أجل الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق، وهناك طريق أخر منافس للحرير وهو طريق الهندي الشرق أوسطى الذي يصل لأوروبا ولغزة موقع استراتيجي في هذا الممر، والرئيس الأمريكي يريد إفشال طريق الحرير الصيني لأن الولايات المتحدة تعتبر أن هذا الطريق الصيني يؤدى لتوسيع نفوذ الصين في مختلف دول العالم .


وتوضح المحللة السياسية اللبنانية، أن ترامب يريد إنجاح المرر الهندي الذي أعلن عنه في قمة العشرين في 2023 وتأخر العمل به لظروف عديدة منها الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة لأن السكك الحديدية والبضائع سوف تصل للشرق الأوسط ومنها إلى إسرائيل ثم لدول أوروبا ومن الممكن أن تكون مرافق غزة بجانب المرافق الإسرائيلية نقطة رئيسية في هذا الممر  وبالتالي إرسال البضائع من ميناء غزة للدول الأوروبية .

هل أمريكا في مرحلة تراجع؟

يرى بعض الخبراء أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك قوة اقتصادية وعسكرية لا يُستهان بها، لكن السياسات غير المدروسة قد تُضعف نفوذها على المدى الطويل. فقد بدأ عدد من الدول في البحث عن بدائل للتحالفات الأمريكية التقليدية، مثل التوجه نحو الشراكات الاقتصادية مع الصين وروسيا.
في هذا السياق تؤكد الدكتورة تمارا حداد، المحللة السياسية الفلسطينية، أن مقترحات ترامب هي مقترحات غير قانونية وغير إنسانية وغير منطقية، وتصريحاته التحريضية ضد العديد من دول العالم تساهم في زيادة الغضب العالمى ضد السياسية الخارجية الأمريكية الجديدة.
وتضيف المحللة السياسية الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذه التصريحات عزلت الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ العالم يشعر بالإحباط والقلق وأننا قد نشهد فوضى خاصة أن إدارة دونالد ترامب انسحبت من منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الأمريكية التنمية وهذا كله يؤسس لفوضى .


وتوضح تمارا حداد، أن هذا الأمر ينعكس على العلاقات الدولية بين الدول والعلاقات الدبلوماسية والسياسية وسيجعل هناك خوف من التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة التصريحات التي تؤسس نوعا ما حالة من القلق والتوتر وعدم الاستقرار والأمان في العالم كله.


وتؤكد أن تصريحات ترامب لها تأثير على العالم كله سواء تصريحاته ضد بنما أو كندا أو المكسيك أو كندا، أو غزة، حيث إن كل هذه التصريحات تؤدى لتصاعد الأزمات أو على مستوى عمليات العنف الفردية وتزايد العمليات الإرهابية، ويهدد الأمن والاستقرار العالمي، وتسببت في تراجع شعبية واشنطن نتيجة دعمها غير المحدود لإسرائيل سواء المادي أو بالسلاح أو المعنوي، بجانب تصريحات التي أصبحت منفرة لكافة دول العالم من التعامل مع واشنطن.
وقالت المحللة السياسية الفلسطينية، إن ترامب يبدو وكأنه يريد أن يحقق أمورا عديدة أساسها البعد الاقتصادي وتأسيس واقع اقتصادي من خلال الاستيلاء على المواقع الاستثمارية مثل غزة كون موقعها استراتيجي واستثماري يريدون السيطرة عليها كي يحولوها لموقع عقاري واستثماري وكذلك السيطرة على الممرات البحرية الأخرى مثل قناة بنما وغيرها، بجانب السيطرة على كندا التي تحتوى على ثروات ضخمة والسيطرة على المعابر التجارية ويستخدمون القوة والتصريحات الإعلامية والاستراتيجية الإعلامية والقوة العسكرية والأمنة لتحقيق البعد الاقتصادي كي تبقى أمريكا القطب الأوحد في العالم

كما يؤكد هادي جلو مرعي رئيس رابطة المحللين العراقيين، أن الرئيس الأمريكي أصبح يعادي الجميع ليس فقط الشرق الأوسط بكل كل دول العالم وسياساته تساهم في تراجع الولايات المتحدة عالميا، خاصة أن تصريحات ترامب ليست سياسية بل عدائية وتثير الكثير من القلاقل وتلقى رفض عارم من كافة دول العالم.


ويضيف رئيس رابطة المحللين العراقيين، أن سياسات ترامب الخارجية قد يضعف دور الولايات المتحدة الأمريكية على المدى البعيد، خاصة مع تشكل قوى مناهضة لسياسات الرئيس الأمريكي .


وتوقع هادي جلو مرعي، تراجع دور الولايات المتحدة خارجيتا خلال الفترة المقبلة، موضحا أن أنصار ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية سيحاولون مجاملته ثم يستوعبون جنونه ثم ينتفضون ثم يضعف لأن مواجهة العالم كله انتحار.


وبشأن الديون التي تتراكم على الولايات المتحدة الأمريكية والتي وصلت لـ36 تريلون دولار، يقول رئيس رابطة المحللين العراقيين، إن ترامب يحاول تخفيف الديون وربما سينجح لكن المشكلة في الصراع مع الخارج.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة