دليلك للاستمتاع بأغرب وأجمل معالم محمية الصحراء البيضاء فى موسم السياحة الشتوية بالوادى الجديد.. حافظ على نقاء البيئة ولا تلوثها ولا تسافر دون رحلة معتمدة.. ولا تنسى مستلزمات السفر والتخييم.. صور

الإثنين، 17 نوفمبر 2025 06:00 م

جبل الكريستال فى الصحراء البيضاء

الوادي الجديد-ماهر أبو نور

تقع محمية الصحراء البيضاء في الجزء الشمالي بنحو 45 كيلو متر من مدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، والتى تتميز بتنوع مذهل في مظاهرها الطبيعية؛ فالكثبان الرملية، والهضاب الجيرية، والتكوينات البيضاء النقية، وتشكل لوحة فنية لا مثيل لها، تمتد فيها الصحراء على مساحة تصل إلى حوالى 3000 كيلو متر مربع وكأنها قطعة من القمر سقطت على الأرض بمساحات شاسعة من الرمال البيضاء والتكوينات الجيرية الفريدة التي نحتتها عوامل الطبيعة منذ ملايين السنين، جعلتها من أكثر الأماكن غرابة وجمالًا على وجه الأرض ، فهى بمثابة متحف طبيعي مفتوح يعرض أشكالًا نادرة من الصخور البيضاء التي تأخذ أشكال الطيور والحيوانات والفطر ، وكأن الطبيعة أبدعت فنّها الخاص في صمت الرمال، وجرى إعلانها رسميا كمحمية طبيعية عام 2002 لما تحتويه من ثروات جيولوجية وكائنات نادرة، لتصبح منذ ذلك الحين من أهم الوجهات السياحية والبيئية في مصر والعالم.

لا تسافر منفردا أو بدون دليل صحارى

وتعتبر رحلة السفارى إلى الصحراء البيضاء ليست مجرد زيارة عابرة لمحمية طبيعية، بل تجربة متكاملة تجمع بين المغامرة والمتعة والتأمل، وتحتاج لمزيد من التحضير والوعي البيئي لنعيش الرحلة بأفضل شكل ممكن، فهذه المنطقة النادرة في جمالها واهميتها البيئية تتطلب من السائح أن يكون مستعدًا بدنيًا وذهنيًا ومجهزًا بكل ما يلزم للحياة في قلب الصحراء، بعيدًا عن مظاهر المدينة المعتادة، حيث يتم تنفيذ رحلات الصحراء بشكل جماعى ولا تتم مطلقا بصورة فردية، ولكن من خلال شركة سياحة مرخصة أو دليل بدوي معتمد، لأن المنطقة شاسعة ومتداخلة المسارات وقد يضيع فيه المسافر ا بسهولة إذا لم يكن بصحبة من يعرفها جيدًا، ومن أهم الاحتياطات قبل السفر إلى محمية الصحراء البيضاء أن يكون المسافر على قدر من اللياقة البدنية التى تساعده على السفر فى البر وبذل مزيد من الجهد ولا ينصح بالسفر الفردى أو فى مجموعة صغيرة دون تنسيق مع الجهات المنوفية بها تنفيذ تلك الرحلات بصحبة دليلى الصحاري المتخصصين، ويعتبر الأدلاء المحليون من أبناء الفرافرة الأصليين هم الأفضل في هذا المجال، فهم يعرفون الطريق والطقس والمواقع الخطرة والمناطق المسموح فيها بالتخييم، كما يقدمون للزوار لمحات من ثقافتهم البدوية الأصيلة.

الصحراء البيضاء أرض بكر .. حافظ عليها

تعتبر الصحراء البيضاء أهم وجهة لسياحة التأمل والتى تستوجب الاستمتاع بكل لحظة في صمت وسكينة، لمشاهدة كل تكوين رملى وكل تشكيل صخري والذى يحمل رسالة من الطبيعة مفادها إن الجمال الحقيقي لا يحتاج إلى تزيين، بل إلى عين تعرف كيف تراه وتحترمه، لذا يجب على السائح أو المسافر قبل دخوله لمحمية الصحراء البيضاء أن يلتزم باحترام البيئة والحياة البرية داخل المحمية ويجب عدم لمس التكوينات الصخرية أو تسلقها أو الكتابة عليها، لأنها تكوينات جيولوجية هشة تكونت عبر ملايين السنين، وأي عبث بها قد يسبب ضررًا دائمًا، كما يجب الامتناع عن ترك المخلفات أو إشعال النار في مناطق حساسة، والاكتفاء بإشعالها في أماكن مخصصة باستخدام أدوات محمولة ثم إطفاؤها تمامًا قبل المغادرة، وينبغي أيضًا عدم إزعاج الكائنات الحية التي تعيش هناك مثل الثعالب الصغيرة أو الطيور، وعدم ترك الطعام مكشوفًا حتى لا ينجذب إليها الحيوان ويبتعد عن موطنه الطبيعي.

أطعمة ومشروبات وأدوات لا تستغنى عنها فى رحلتك

يجب على السائح أن يأخذ معه كمية كافية من المياه، فالصحراء البيضاء رغم جمالها الساحر إلا أنها قاسية المناخ نهارًا وباردة ليلًا، لذا يُنصح باصطحاب ما لا يقل عن 5 لترات من الماء للشخص يوميًا، بالإضافة إلى مشروبات غنية بالأملاح المعدنية لتعويض الفاقد من العرق، أما بالنسبة للطعام، فالأفضل أن يكون من الأطعمة الجافة والخفيفة مثل المعلبات والفواكه المجففة والمكسرات والخبز القاسي، بجانب أدوات للطهي البسيط كموقد غاز صغير وأوانٍ خفيفة الوزن، كما يجب تجهيز حقيبة تحتوي على ملابس قطنية طويلة وفضفاضة لحماية الجلد من الشمس والرمال، وقبعة عريضة ونظارات شمسية قوية وكريم واقٍ من الشمس بدرجة حماية عالية، كما يوصى بأخذ حذاء مخصص للمشي في الصحراء يكون مريحًا ومغلقًا لتفادي دخول الرمال أو التعرض للدغات الحشرات، وفي الليل، تنخفض درجات الحرارة بشدة، لذا من الضروري وجود جاكيت ثقيل أو بطانية صوفية، خصوصًا لمن يبيت في المخيمات المفتوحة.

أدوات مهمة للتخييم والسلامة وتوثيق الرحلة

تقوم شركات السياحة بتجهيز معدات التخييم كعنصر أساسي لتجربة الصحراء البيضاء، وهى خيام مقاومة للرياح، بجانب توفير أدوات إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية أو البطاريات، ومصباح يدوي احتياطي، وحقائب نوم خفيفة لكن دافئة، وعلى المسافر أن يجهز شنطة إسعافات أولية تحتوي على مطهرات، أدوية للإسهال والصداع ولدغات الحشرات، وضمادات وجهاز لقياس الحرارة، تحسبًا لأي طارئ طبي، ويجب على السائح أن يأخذ كاميرا جيدة وبطاريات إضافية لتصوير المشاهد النادرة خاصة وقتي الغروب والشروق، حيث يتحول لون الرمال البيضاء إلى ظلال وردية وذهبية تبهر العيون، ويمكن لعشاق النجوم اصطحاب تلسكوب صغير أو منظار فلكي لمراقبة السماء الصافية التي تُعد من أنقى بقاع الأرض من التلوث الضوئي، فيشاهدون مجرة درب التبانة بأوضح ما يمكن.

أهم المعالم التى ستراها فى المحمية

1- منطقة التخييم الرئيسي

وهي المنطقة الأكثر أمانًا للتخييم وسط الصحراء البيضاء، ويعرف باسم ذراع مجرة التبانة وتتميز المنطقة بأرضها المستوية وبعدها عن التكوينات الهشة، حيث يقيم السائحون ليالي السفاري، يشعلون النيران ويستمتعون بمشاهدة السماء المرصعة بالنجوم في واحدة من أنقى بقاع العالم من حيث البيئة والطبيعة.

2- وادي المشروم

وهو من أشهر مناطق الصحراء البيضاء، ويتميز بتكويناته الجيرية البيضاء الضخمة التي تأخذ شكل الفطر (المشروم) نتيجة نحت الرياح والرمال لها عبر ملايين السنين، ويُعد موقعًا مثاليًا للتصوير ويُجسّد روعة الفن الطبيعي الذي أبدعته الطبيعة دون تدخل بشري.

3- جبل الكريستال

ويقع على الطريق بين الصحراء السوداء والصحراء البيضاء، وهو تكوين صخري مدهش مكوَّن من بلورات الكوارتز اللامعة التي تتلألأ تحت أشعة الشمس، ويصفه السياح بأنه “جوهرة الصحراء” لما يعكسه من بريق ساحر، ويُعتبر من أندر الظواهر الجيولوجية في المنطقة.

4 - الجبل الكريمي

يُعرف بهذا الاسم بسبب لونه الأبيض الكريمي الناعم، وهو من أبرز المعالم داخل قلب المحمية، ويمتاز بسطحه الأملس وانعكاس الضوء عليه بطريقة تجعل المشهد يبدو كأنه بحر متجمد من الكريمة البيضاء، وهو من المواقع التي يفضلها السائحون للتخييم والتصوير وقت الغروب.

5 - وادي العقبات

من أكثر المناطق روعة في الطريق إلى الصحراء البيضاء، ويُعرف بتلاله البيضاء والذهبية التي تتناثر بشكل فني طبيعي بين الوديان، ويمثل خلفية مثالية لرحلات السفاري والتصوير، ويمنح الزائر إحساسًا بأنه يسير في لوحة فنية بين الرمال والجلاميد الجيرية.

6 - عين السرو

واحدة من العيون الطبيعية القليلة في المنطقة، وتُعرف باسم “العين السحرية” لأنها أحيانًا تظهر المياه فيها وأحيانًا تختفي بفعل حركة الرمال والرياح، ويستخدمها البدو كمصدر للمياه في رحلاتهم، ويقصدها السياح كاستراحة وسط الصحراء البيضاء.

7 - صخور رأس الجمل والجوهرة والدجاجة

وهي مجموعة من التكوينات الصخرية الفريدة التي نحتتها الطبيعة لتأخذ أشكال حيوانات واضحة مثل رأس الجمل والطائر أو الدجاجة وتُعد من أكثر المواقع جذبًا للزوار بسبب غرابة أشكالها ودقتها، حيث تشبه المنحوتات التي صاغتها يد فنان بارع.

8 - عين خضرا

وهى أحد أقدم العيون الرومانية بمحمية الصحراء البيضاء وكانت تستخدم كمسقى للجمال ومكان للاستراحة خلال السفر و تتوسط زراعات نخيل وأشجار قديمة وبها أيضا مدفن شهداء "حرب المقتلة" والتي استشهد فيها الكثير من أبناء واحة الفرافرة في احدي الغزوات التي كانت تتعرض لها المنطقة عام 1818.

9 - منطقة الكثبان الرملية البيضاء

تمتد هذه المنطقة في قلب المحمية، وتُعد من أنعم أنواع الرمال في الصحراء الغربية و تتميز بتكويناتها الرملية البيضاء التي تتغير أشكالها باستمرار مع الرياح، وهي مكان مثالي لمحبي المغامرات والتزحلق على الرمال أو التقاط صور بانورامية مذهلة.

10 - وادي المياه الجيرية المتجمدة

منطقة مدهشة تشبه مجرى نهر متجمد، حيث نحتت الرياح الصخور الجيرية على هيئة أمواج متجمدة من الماء و يُعد من أكثر المواقع غرابة داخل المحمية ويُثير إعجاب كل من يراه للمرة الأولى.

11 - وادي الحجارة

منطقة مليئة بصخور ضخمة متفرقة تشبه الأحجار المنثورة، ويُعتقد أنها بقايا كتل جيرية كانت جزءًا من جبال قديمة تآكلت بفعل الزمن ويمنح المكان مشهدًا مهيبًا عند الغروب حين تتحول الصخور إلى ألوان برتقالية وذهبية ساحرة.

12 - المنطقة القديمة

هي الجزء الأقدم من المحمية وتضم تكوينات أكثر صلابة وكثافة، وتعتبر من المناطق الجيولوجية النادرة التي توثق مراحل تكوّن الصحراء منذ ملايين السنين، ويزورها الباحثون والجيولوجيون لدراسة الطبقات الصخرية والتاريخ الطبيعي للمنطقة.

13 - وادي حنس

يقع وادي حنس في الشمال الشرقي من قصر الفرافرة، ويبلغ طوله نحو 8 كيلومترات وعرضه نصف كيلومتر تقريبًا، وتصل المياه إلى الوادي عن طريق عين خضرا مما يضفي عليه لمسة من الحياة وسط الامتداد الجاف للصحراء.

14 - وادى السبع قطاطى

و تتميز هذه المنطقة بتكويناتها الصخرية المذهلة، ويقصدها السياح للاستمتاع بجمالها الطبيعي و تشتهر بتكويناتها الصخرية البيضاء الفريدة وسميت بهذا الاسم نظرا لانتشار صخور تشبه القطط وعرفت بين السكان المحليين بهذا الإسم ويتم ادراجها ضمن برامج رحلات السفارى بالصحراء البيضاء.