تشهد أوروبا تصاعدا ملحوظا فى القلق الأمنى والسياسى بسبب تأثير جماعة الإخوان على المجتمعات الأوروبية، حيث يُنظر إلى أنشطتها المختلفة بأنها تشكل تهديدا واضحا للأمن الاجتماعي والسياسى في القارة، هذا التطور أدى إلى تحركات حكومية شعبية وأمنية مكثفة، تعكس مدى عمق انخراط الجماعة في المؤسسات الأوروبية ودورها فى تشجيع التطرف الدينى والسياسى.
باحثة فرنسية تحذر: الإخوان خطر على الأمن الأوروبى
وأبدت فلورنس بيرجو بلاكلي، الباحثة الفرنسية في المركز الوطني للبحث العلمي ورئيسة المركز الأوروبي للدراسات والمعلومات، تحذيرات شديدة الخطورة بشأن توسع نفوذ جماعة الإخوان في الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن هذه الجماعة تتغلغل فى العديد من القطاعات الحساسة داخل المجتمعات الغربية، خاصة فى فرنسا وألمانيا، حيث تدير جماعة الإخوان مئات المساجد والمراكز التعليمية التي أصبحت أرضا خصبة لنشر الفكر المتطرف، حسبما كشفت بلاكلي، فإن هذه الأنشطة ليس لها تأثير دينى فحسب، بل أيضا سياسى واجتماعى، مما يهدد استقرار المجتمعات الأوروبية وانسجامها، حسبما نقلت صحيفة Atalayar الإسبانية.
بعد عامين من نشر الكتاب، أكد تقرير أمني رسمي فرنسي نشر فى مايو الماضى ، أن جماعة الإخوان تهدد التماسك الفرنسي، مما دفع الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ تدابير لوقف توسع الإسلام السياسي وتأثيره في المجتمع.
وأشار التقرير الفرنسي إلى أن جماعة الإخوان تعتمد على السرية والازدواجية لتسلل إلى المؤسسات والمجتمع، موضحًا أن الحركة تشكل هيكلًا سريًا في أوروبا يحتوي على عدة مستويات من العضوية. كما أوضح أن المنظمة تدير مئات المساجد والمراكز التعليمية في فرنسا وألمانيا، والتي تستخدم لنشر إيديولوجية الإسلام السياسي وبناء نفوذ موازٍ داخل المجتمعات المسلمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى هذا السياق، يرى العديد من المحللين أن هذه الأنشطة لا تقتصر على التأثير الديني فقط، بل تمتد إلى التأثير السياسي والاجتماعي، مما يشكل تهديدًا لانسجام المجتمعات الأوروبية.
أوروبا تنتفض ضد التنظيم ومطالب بتصنيفها إرهابية
تشهد عدة مدن أوروبية ، مثل فيينا وبراج، احتجاجات حاشدة تطالب بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية ، وهذه الاحتجاجات التى تنظمها حملة إعلامية دولية تستمر حتى 24 نوفمبر ، وتمثل واحدة من أوسع الحركات الشعبية فى أوروبا فى السنوات الأخيرة.
وأشارت صحيفة الكونفدنثيال الإسبانية إلى أن هذه التحركات تأتى فى وقت حساس ، حيث تزداد التهديدات الأمنية فى القارة ، مع تقارير من الأجهزة الأمنية الأوروبية ، تشير إلى محاولات من جماعة الاخوان الإرهابية للتسلل إلى المؤسسات المدنية واستخدام الأنشطة الخيرية كغطاء لتوسيع نفوذها ، كما أكدت التقارير أن الجماعة تسعى إلى تجنيد الشباب من المجتمعات المسلمة لإقحامهم فى صراعات سياسات بعيدة عن القيم الإسلامية المعتدلة.
ووفقا لصحيفة الكونفدنثيال فإن التهديد الذي تمثله الجماعة على الأمن الأوروبى ليس حديثًا، بل له جذور عميقة تتجلى في محاولاتها التأثير على المؤسسات التعليمية، السياسية، والخيرية.
ونشر تقرير استخباراتي حكومي فرنسي يكشف تفاصيل عن توسع نفوذ جماعة الإخوان فى فرنسا وألمانيا، مؤكدًا على أنهم يعتمدون على السرية والتلاعب المؤسسى للتسلل إلى المؤسسات الحكومية. التقرير أوضح أن هذه الشبكة تشمل أكثر من 130 مسجدا و21 مدرسة و280 جمعية، جميعها تعمل على نشر أيديولوجية الإسلام السياسي وتكوين مجتمع موازٍ في الدول الأوروبية، كما أشار التقرير إلى أن هذه الجماعة تحظى بتمويل سخيف من دول عربية، ما يعزز من قدرتها على توسيع نفوذها.
وفي سياق هذه المخاوف الأمنية، تم إطلاق حملة احتجاجية ضخمة في العديد من المدن الأوروبية، مطالبة بتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، هذه الاحتجاجات تجسد القلق المتزايد حول محاولات الجماعة التسلل إلى المؤسسات المدنية، بالإضافة إلى استخدامها الأنشطة الخيرية كغطاء لتوسيع نفوذها، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار القيم الأوروبية.
من ناحية أخرى، تصاعدت الدعوات لتفعيل إجراءات قانونية صارمة ضد الجماعة، تشمل تجميد الأصول المالية، ووقف تمويل الأنشطة المشبوهة، وتعزيز الرقابة على الجمعيات والمؤسسات التي قد تشكل واجهات للتنظيمات المتطرفة، وأكد المسؤولون الأوروبيون على ضرورة تحديث التشريعات لمواجهة هذه الأنشطة المتطورة.
فرنسا تشدد الخناق علي الإخوان
وفي خطوة تهدف إلى منع توسع الجماعة داخل المجتمع الفرنسي، أقر الرئيس الفرنسى ، إيمانويل ماكرون ، بتشديد الرقابة على المساجد والمدارس، كما أعلن عن مشاريع جديدة لضبط التمويل الأجنبى للجماعات التي تشكل تهديدا للقيم الجمهورية. أما على المستوى الأوروبى، فإن البرلمان الأوروبى بدأ في دراسة سبل التحقيق في الأنشطة السياسية والاجتماعية لجماعة الإخوان.
من المؤكد أن التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان ليس مجرد مسألة دينية، بل قضية أمنية وسياسية معقدة، تتطلب تكاتف الحكومات والمجتمع المدني لوضع حد لتأثيرات هذا الفكر المتطرف على استقرار أوروبا.