ملوك التسويق يبهرون السياح غرب الأقصر.. عظمة الصعايدة فى بيع التحف والألباستر تجذب مئات الأجانب لشراء الهدايا يومياً.. بداية الفن على يد مهندس الملك خوفو الذى أهدى الملك نموذجا مصغرا للهرم الأكبر.. صور

الخميس، 13 نوفمبر 2025 09:00 م

ملوك التسويق يبهرون سياح العالم في غرب الأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

حالة من التألق غير العادى فى التسويق تتجاور مع المهارة اليدوية الفنية البديعة التى يقدمها العمال والحرفيون فى ورش صناعة التحف الفرعونية المقلدة والألباستر المضىء لتعرض أمام أفواج السائحين القادمين من حول العالم، خلال زيارتهم لتلك الورش لشراء الهدايا لمنازلهم وأصدقائهم كتذكار من أرض الحضارة المصرية القديمة، حيث تعتبر تلك المهنة من أبرز إبداعات أهل الجنوب أمام ضيوفهم من حول العالم.

مشاهد مذهلة في التسويق واستقبال الجمهور

ويقدم ابن الأقصر أشرف العمدة أحد صناع التحف المقلدة في البر الغربي، مشاهد مذهلة في التسويق واستقبال الجمهور من السائحين بمعرض الألباستر، حيث إن تلك المنحوتات اليدوية يتم العمل فيها منذ آلاف السنين وورثها الجيل الحالي عن أجدادهم ومن قبلهم الفراعنة الأمهر فى تلك الصناعة، موضحاً أن المنحوتات واللوحات التى تصنع عبارة عن نوعين، الأول بارز والثانى غائر والتي يتفنن فيها الصناع، وتوجد لوحات صلوات أخناتون ولوحات العازفات، ولوحة المحكمة التي يقدم فيها المذنب للآلهة ويطبق عليه الحكم عند المصريين القدماء.

ويضيف أشرف العمدة، لـ"اليوم السابع"، أنه بجانب اللوحات المميزة يتم عمل تماثيل صغيرة مميزة من الأوشابتى التى يتم وضعها داخل المقابر الفرعونية بأعداد أيام السنة الميلادية من 365 لـ366 تمثال حسب السنة، فهم أول من حددوا أيام السنة، وكذلك الجعران بأحجامه المختلفة ويمثل الحظ السعيد بالنسبة لهم وكانت تتواجد بصورة كبيرة فى حياتهم اليومية ومقابرهم.

تماثيل تصنع يدويا يطلق عليها "اللابس" و"الملكاى"

ويؤكد صاحب ورش الألباستر والتحف غرب الأقصر إنه توجد تماثيل يتم تصنيعها يدوياً يطلق عليها "اللابس" و"الملكاى" وهى تصنع يدوياً وكان يتم استخدامها من المصريين القدماء لعمل تاج الفرعون واستخدمت كأسوار وعقود لسيدات الفراعنة، بجانب تصنيع أوان كانوبية كالتى يتم حفظ الأحشاء بها وقت تحنيط الموتى فى عصور القدماء، وبالنسبة للألباستر فهو عبارة عن مصنوعات وتحف يدوية من 3 ألوان وهى البنى وهو اللون الطبيعى فى الحجر والتى تضىء فى الأنوار بصورة بديعة، وكذلك اللون الأبيض واللون الأخضر وجميعها تصنع يدوياً، كما يوجد ألباستر يتم تصنيعه بالماكينات الحديثة ويكون أثقل في اليد خلال حملة وتوجد منه فازات أونيكس تستورد من باكستان ويصنع فى مصر.

وتعود بداية ظهور تلك الفنون الصناعية اليدوية فى التاريخ عندما قام مهندس الملك خوفو المسئول وقتها عن تصميم وبناء الهرم الأكبر بقطع ألواح ضخمة من أحجار الرخام المصرى أو الألباستر، ونقلها عبر نهر النيل ليقوم بتغليف حجرة الملك خوفو التى بناها داخل الهرم وكانت بمثابة لوحة جمالية داخل حجرات الأهرامات، لما يتمتع به هذا الحجر الجميل من طواعية للنقش تظهر إبداعات الفنان الذى يتناولها، ولكنه لم يكتف بهذا فقد شعر المهندس "الأمير حمايونو" أن باستطاعته من خلال هذا الحجر ابتكار الكثير، فأهدى الملك خوفو نموذجاً مصغراً من تصميمه للهرم الأكبر، وبعدها قام الملك بإهداء كل أصدقائه من الملوك والأمراء ممن زاروا مصر قطعا من الألباستر كتب عليها "خوفو راعى الأرض"، ومن هنا أصبحت قطعة الألباستر أجمل هدية يمكن أن يأخذها الزائر من مصر.

وعلى مر العصور كان القدماء المصريون يسعون للدقة والإتقان فى كل عمل يقومون به، حيث إن الألوان استخدمت منذ العصور المصرية القديمة، حيث كان المصرى القديم يقوم برسم وتسجيل أعماله اليومية التى كان يقوم بها، وكانوا يقومون بعمل الألوان فى منطقة جبل الألوان بالبر الغربى بكل دقة وإتقان متناهى النظير، وهو ما ورثه حالياً بعد آلاف السنين أحفادهم ليبهروا سياح العالم بتلك التحف البديعة.