فيسبوك
واتساب
أثار الانتخاب التاريخى لـ زهران ممداني عمدة مدينة نيويورك جدلًا واسعًا حول تغيير القيادة، ليس فقط فى المدينة الأهم بالولايات المتحدة بل فى البلاد بأكملها، حيث صرح بعض الخبراء لشبكة ABC News بأن فوزه قد يكون نقطة تحول للمرشحين السياسيين من جيل الألفية وجيل Z.
وذكرت الشبكة فى تقرير لها إن ممدانى، البالغ من العمر 34 عامًا والذى تم انتخابه عضو مجلس الولاية لدورتين، خاض حملته الانتخابية برسالة تقدمية مفادها أن الناخبين يريدون تغييرًا للوضع الراهن، وأن شخصًا مثله يدرك للقضايا الأكثر إلحاحًا التى يواجهها جيل الشباب، مثل ارتفاع تكاليف السكن.
تقول جريس سموكر، نائب رئيس استراتيجية الإعلام فى شركة ستو لوزر للاستشارات الإعلامية السياسية، ومقرها نيويورك، إن عمدة نيويورك المنتخب لن يكون على الأرجح المرشح الوحيد الذى يقل عمره عن 35 عامًا والذى سيحدث تأثيرًا كبيرًا فى الانتخابات المستقبلية. ورأت أنها ستكون حركة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من المعنى.
رد فعل كبير على فوز ممدانى بين جيل الألفية وزد
وفقًا لإحدى المنظمات التى تعمل على زيادة تمثيل جيل الألفية وجيل Z فى المناصب المنتخبة، فإن رد الفعل على فوز ممدانى كان هائلا.
وشهدت منظمة « ترشح من أجل شيء ما»، التى تجند وتدعم المرشحين التقدميين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا للترشح للمناصب المحلية وعلى مستوى الولايات، تسجيل 10 آلاف شخص فى خدماتها خلال الأسبوعين التاليين لفوز ممدانى فى الانتخابات التمهيدية الديمقراطية فى يونيو الماضى. وقد سجل ألفين شخص منذ يوم الثلاثاء، يوم إجراء الانتخابات التى فاز فيها ممدان، وفقًا لأماندا ليتمان للمؤسس المشارك ورئيسة المنظمة.
وقالت ليتمان لشبكة ABC News، إنها تتوقع أن نشهد تزايدًا فى هذه الأعداد المرشحين السياسيين الأصغر سنًا مع إدراكهم لإمكانية الفوز.
ولن يقتصر هذا الأمر على الديمقراطيين فقط، وفقًا للخبراء، إذ يشهد الجمهوريون من جيل الألفية وجيل Z أيضًا صعودًا ويسعون للحصول على تأييد الرئيس.
يقول جوناثان هانسون، عالم السياسة والمحاضر فى الإحصاء بجامعة ميشيجان، لشبكة ABC News، إنهم يشهدون بالفعل دلائل على أن كبار أعضاء الكونجرس يواجهون تحديات من الأعضاء الأصغر سنًا، ويحظون بدعم الناخبين، مضيفًا أنهم يقولون إن الوقت قد حان لظهور وجه جديد.
المرشحون الشباب واستغلال وسائل التواصل الاجتماعى
قالت سموكر، التى لم تعمل فى حملة ممدانى الانتخابية، إن الأخير وغيره من المرشحين الناجحين دون سن الخامسة والثلاثين استغلوا هذه المشاعر للترويج لأنفسهم وأفكارهم بنجاح.
وأضافت سموكر، أن هؤلاء المرشحين نشأوا على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، وأنهم يستغلون المنصات الإلكترونية للترويج لحملاتهم بفعالية بطرق لا يستطيع نظراؤهم الأكبر سنًا تطبيقها.
وذكرت سموكر أحد منشورات ممدانى المبكرة على وسائل التواصل الاجتماعى، حيث صور نفسه وهو يتحدث بشكل عابر مع سكان نيويورك الذين صوتوا لترامب العام الماضى، وسألهم عن دوافعهم. لم يساعد هذا الفيديو فى الترويج لتركيز ممدانى على القدرة على تحمل التكاليف فحسب، بل عرفه أيضًا على كتلة الناخبين الشباب التى ساهمت فى تعزيز حملته.
حملات على مستوى الشارع لفهم مشاعر الناخبين
ترى سموكر أيضا أن ممدانى عزز حضوره الإلكترونى أيضا بحملات على مستوى الشارع، متنقلًا من حى إلى آخر، داعيًا سكان نيويورك للانضمام إليه أثناء عرضه لخطابه واستماعه إلى المجتمعات المحلية.
وأشارت إلى أن الأمر لا يتعلق بنشر مقاطع فيديو على تيك توك، بل يتعلق بفهم مشاعر الانزعاج. أعتقد أن هذا هو العامل الأهم الذى نراه فى هذه الحملات الناجحة. إنهم يعرفون كيف يتواصلون وينصتون.
الاستقطاب يزيد قبول المرشحين الشباب
من جانبه، أشار هانسون إلى أن الاستقطاب الشديد وعدم الرضا عن الوضع السياسى الحالى قد أديا إلى زيادة قبول الناخبين الأكبر سنًا للمرشحين الشباب.
وقال: «يشعر الناس بالإحباط مما يحدث، وسيحشدون قواهم. ومع ذلك، سيأتى مرشحون يرغبون فى ركوب الموجة».
