الفرعون والساموراى.. شراكة مصرية يابانية تتجسّد بقوة من الفن والجمال فى أوبرا الجزيرة إلى الإبداع والجلال فى المتحف الكبير.. سفير طوكيو فى القاهرة: فخورون بالتعاون ونتوقع زيادة عدد سائحينا الراغبين فى زيارة مصر

السبت، 01 نوفمبر 2025 01:53 م
الفرعون والساموراى.. شراكة مصرية يابانية تتجسّد بقوة من الفن والجمال فى أوبرا الجزيرة إلى الإبداع والجلال فى المتحف الكبير.. سفير طوكيو فى القاهرة: فخورون بالتعاون ونتوقع زيادة عدد سائحينا الراغبين فى زيارة مصر سفير طوكيو فى القاهرة

حوار - رباب فتحى

- سفير طوكيو فى القاهرة: نتعاون فى مشروع سيكون رمزا لمصر على مدى عقود مقبلة..

_نتوقع زيادة عدد سائحينا ومعظم اليابانيين يرغبون فى زيارة مصر ولو مرة واحدة فى العمر


- الدبلوماسى فوميو إيواى: الرئيس السيسى يولى أهمية كبيرة للاستثمار فى البشر ونتعاون بشكل كبير فى مجال التعليم.

تتجه أنظار العالم اليوم السبت إلى مصر، مهد الحضارة الإنسانية، حيث تستعد لافتتاح المتحف المصرى الكبير (GEM)، أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة، هذا الحدث التاريخى لا يمثل فقط خطوة جديدة فى مسيرة الحفاظ على التراث الإنساني، بل يعكس أيضًا مكانة مصر الرائدة عالميًا فى مجالات الثقافة والسياحة والتعاون الدولى، ولا سيما مع اليابان التى لعبت دورًا محوريًا فى تنفيذ هذا المشروع العملاق على مدى أكثر من عقدين.

وللتعرف أكثر على دور اليابان فى دعم المتحف المصرى الكبير منذ بداية الفكرة عند زيارة رئيس الوزراء اليابانى جونيتشيرو كويزومى الأسبق لمصر عام 2003، أجرت «اليوم السابع» حوارا مع سفير اليابان فى القاهرة، فوميو إيواى الذى أعرب عن سعادته البالغة لكونه السفير الذى سيشهد الافتتاح، قائلا إنه تلقى بالفعل العديد من رسائل التهنئة - بل وقليلًا من الحسد - من أسلافه.

وأوضح، أن البناء بدأ عام 2006، ورغم العديد من التحديات، ثابر البلدان على تحقيق هذه الرؤية الطموحة، معربا عن خالص تقديره لكل من ساهم بلا كلل فى تطوير المتحف المصرى الكبير، وإليكم نص الحوار:

تتجه أنظار العالم إلى افتتاح المتحف المصرى الكبير فى نوفمبر القادم، فما هو تقييمكم لذلك؟ وفى اعتقادكم، إلى أى مدى سيثرى هذا المتحف صناعة السياحة فى مصر؟

إنه لمن دواعى فخرنا أن يتم افتتاح متحف GEM، أكبر متحف فى العام مخصص لحضارة واحدة، من خلال التعاون مع اليابان. لقد تعاونت اليابان مع مصر وعملا معًا على تنفيذ هذا المشروع على مدى أكثر من عشرين عامًا، ويمكننا القول بأنه أحد المشاريع التى تُعد من رموز التعاون الاقتصادى الحالى بين اليابان ومصر، بالإضافة إلى دار الأوبرا المصرية، والجامعة المصرية – اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، ومستشفى أبو الريش اليابانى.

المتحف المصرى الكبير هو أحد المعالم التى ستظل رمزًا لمصر على مدى عدة عقود قادمة، وحقيقة أن اليابان تعاونت فى بنائه، ستكون بمثابة رصيد عظيم يدعم العلاقات الودية بين البلدين، والتى ستواصل نموها وتطورها على مدى سنواتٍ عديدة قادمة.

ومع الافتتاح الرسمى للمتحف، من المتوقع أن يزور مصر عدد أكبر من السائحين، بما فى ذلك اليابانيين، مقارنةً بالماضى، وبالتالى نتوقع أن يؤدى ذلك إلى تطوير صناعة السياحة فى مصر بشكلٍ كبير، وبالطبع سيثرى ذلك الاقتصاد والمجتمع المصرى كثيرًا.

هل لكم أن تطلعنا على دور اليابان فى دعم مشروع المتحف المصرى الكبير وتزويدنا بلمحة عامة على الجدول الزمنى للمشروع منذ بدايته حتى الآن؟
فى بداية الألفينات، تلقت اليابان طلبًا من الحكومة المصرية، ومنذ ذلك الحين، وعلى مدى أكثر من 20 عامًا، تدعم اليابان مشروع المتحف المصرى الكبير.
بلغت قيمة القرض الذى قدمته اليابان بالين اليابانى لدعم بناء المتحف 84.2 مليار ين (583 مليون دولار).

وبدايةً من عام 2008، تم إرسال حوالى 120 خبيرا يابانيا متخصصا فى نقل وحفظ وترميم الآثار التى ستُعرض فى المتحف. وبالإضافة إلى مشاركة هؤلاء الخبراء فى أعمال نقل وحفظ وترميم الآثار، قاموا أيضًا بتدريب أكثر من 2000 مصرى على تقنيات حفظ وترميم الآثار، وبالتحديد، عمل فريق العمل المشترك من اليابانيين والمصريين معًا يدًا بيد على ترميم 72 قطعة أثرية، مثل الزخارف والجداريات وغيرها من القطع سهلة الكسر والتى يصعب نقلها، وخاصةً القطع الخاصة بمقبرة الملك توت عنخ أمون، أبرز المعروضات التى يذخر بها المتحف.

وتُعد مركب الشمس الثانية للملك خوفو أحد أهم المعروضات بالمتحف. وتحت إشراف البروفيسور يوشيمورا ساكوجى، عالم الآثار المصرية الشهير الذى كان له نشاط كبير فى مصر على مدى حوالى 60 عامًا، كان الهدف النهائى هو إعادة بناء المركب واسترجاع الشكل الأصلى له، حيث بدأ العمل فى عام 2013 برفع وانتشال أكثر من 1700 قطعة خشبية وحفظها وترميمها، وعلى الرغم من أن عملية ترميم المركب لم تنتهِ بعد، إلا أنه مع الافتتاح الرسمى للمتحف، سيكون متاحًا للجمهور، ويسعدنا أن يزور رواد المتحف موقع ترميم المركب، ويستمتعوا بمتابعة عملية إعادة بنائه.

والافتتاح الرسمى للمتحف لن يكون النهاية بالنسبة لتعاون اليابان مع المتحف، بل ستواصل اليابان دعمها له حتى يصبح من رموز المتاحف فى هذه المنطقة والعالم أجمع.

ومن أجل ذلك، سنقوم بإرسال المتخصصين من اليابان لدعم عملية إدارة وتشغيل المتحف، وبالفعل، ومنذ بداية مرحلة التحضير للافتتاح، أرسلت اليابان مساعدًا للمدير للمساهمة فى عملية الإدارة. وفى المستقبل، سنعمل على تعزيز قدرات العاملين بالمتحف وتعزيز تعاوننا.

بالإضافة إلى ذلك، ستدعم اليابان أيضًا نقل وتبادل المعارف والخبرات التى اكتسبها المتحف مع البلدان الأخرى، حتى يصبح المتحف منارة للثقافة والبحث فى المنطقة والعالم.

ما هو جدول أعمال السفير اليابانى لتعزيز العلاقات الثنائية فى مجالات الآثار والتعليم والبحث العلمى فى الفترة المقبلة؟

شهد العام الماضى الذكرى السبعين على بداية التعاون الاقتصادى بين اليابان ومصر، ومن بين مجالات التعاون المتنوعة، يُعد التعاون فى مجال التعليم هو الأساس الذى تقوم عليه البلاد، وهو أحد المجالات التى توليها اليابان اهتمامًا خاصًا. وحيث تولى مصر، تحت قيادة الرئيس السيسى، أهمية كبيرة للاستثمار فى البشر، تعزز اليابان تعاونها معها.

تم افتتاح 69 مدرسة من المدارس المصرية – اليابانية (EJS)، التى تقوم بإدخال التعليم على الأسلوب اليابانى، ويدرس بها حوالى 16 ألف طالب، وفى خريف هذا العام، افتتحنا معهد الكوزن المصرى – اليابانى للتكنولوجيا (EJ-KOSEN)، الذى يهدف إلى تنشئة وتخريج متخصصين ومهندسين يجمعون بين القدرات الفائقة، والمهارات العملية، كما أن الجامعة المصرية – اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، التى افتُتحت فى عام 2010، وأخرجت العديد من الباحثين، وخاصةً فى مجال العلوم الطبيعية، أصبحت واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية فى مصر، وتشارك فى مجموعة واسعة من مجالات التعاون فى جميع مراحل التعليم.

كما أن التعاون فى مجال البحث العلمى مهم أيضًا، هناك تقدم فى التعاون فى عدة مجالات، بدءا من المجالات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحياة الناس، مثل الرعاية الطبية والبيئة والوقاية من الكوارث، ووصولًا إلى المجالات فائقة التقدم، مثل الفضاء والذكاء الاصطناعى، التى يمكن أن تؤدى إلى المزيد من التنمية فى البلاد.

نأمل أيضًا فى تطوير جهودنا فى مجال البحث العلمى من خلال التبادل البحثى بين اليابان والدول الأفريقية من خلال جامعة (E-JUST)، وأيضًا من خلال مكتب الجمعية اليابانية لتطوير العلوم (JSPS) بالقاهرة الذى احتُفل العام الماضى بمرور 40 عام على إنشائه.

ما هى الخبرة اليابانية فى مجال الحفاظ على التراث الأثرى التى يمكن أن تستفيد منها مصر؟

منذ البدايات، اهتمت فرق البحث اليابانية، وفى مقدمتهم البروفيسور يوشيمورا ساكوجى، بتسجيل المواقع التراثية وإجراء الأبحاث العلمية باستخدام التكنولوجيا المتطورة، وأحرزت نتائج ملحوظة، وفى المستقبل أيضًا، ستستمر فرق البحث المشتركة، والمكوّنة من المصريين واليابانيين، فى تعاونها، بما يؤدى إلى تطوير علم الآثار المصرية والحفاظ على التراث.

فى إطار الاستعداد لافتتاح المتحف، ساهمت معارف ومهارات الخبراء اليابانيين فى النقل الآمن للمعروضات وحفظها وترميمها، كما ساعدت أيضًا فى تدريب الكوادر المصرية الشابة، ونتوقع أن تعود إنجازات هؤلاء الشباب بالنفع على مصر فى المستقبل.

وفى المستقبل، ستدعم اليابان أيضًا نقل وتبادل المعارف والخبرات التى اكتسبها المتحف فيما يتعلق بنقل وحفظ وترميم القطع الأثرية مع البلدان الأخرى، حتى يصبح المتحف مركز وبؤرة الثقافة والبحث فى المنطقة والعالم كله.

أعلم أن هذه هى ليست المرة الأولى لك هنا فى القاهرة، فى رأيك، ما هى العوامل التى تجذب السائحين اليابانيين إلى مصر، بناءً على الاختلاف فى انطباعاتك بين إقامتك فى المرة الأولى والمرة الحالية؟

توليت عملى أول مرة فى القاهرة منذ حوالى 40 سنة، للوهلة الأولى شعرت بأن شكل المدينة قد تغير كثيرًا، فبالمقارنة بالماضى، زاد التعداد السكانى بشكلٍ كبير، وبالتزامن مع ذلك، حدث تقدم كبير فى التنمية الحضارية وشبكات النقل والطرق والسكك الحديدية.

ولكن على النقيض من ذلك، الأهرامات، وهى من معالم مصر الساحرة، وجدتها كما هى ولم تتغير، مما أعطانى إحساسًا بالراحة والاطمئنان، وأدركت أننى عدت مجددًا إلى مصر.

مصر من الدول التى يرغب معظم اليابانيين فى زيارتها، حتى ولو مرة واحدة فى العمر، حاليًا، معرض طوكيو للملك رمسيس الثانى وكنوز الفراعنة، يحظى برواج ونجاح كبير، وتم تمديد فترة إقامته ليستمر حتى شهر يناير المقبل، ومعظم اليابانيين أيضًا لديهم فضول وحب قوى للمعرفة، لذلك فإن تاريخ مصر الطويل والآثار التى لا تزال باقية حتى يومنا هذا، تجذب اهتمام وفضول الكثير من السائحين اليابانيين.

ومن بين ذلك كله، يُعد المتحف المصرى الكبير، الذى يعرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية المصرية، من الأماكن الشيقة والجذابة للغاية بالنسبة للسائحين اليابانيين، نأمل أن يتم استغلال مناسبة افتتاح المتحف المصرى الكبير كفرصة سانحة لزيادة أعداد السائحين اليابانيين.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب