عصام عبد القادر يكتب عن حكمة القيادة السياسية في تناول قضايا الأمة: التمسك بثواب القيم المصرية النبيلة.. جهود الدبلوماسية الرئاسية.. أمانة المسئولية.. شرف الكلمة.. ثمرة اتفاق شرم الشيخ أنموذجًا

السبت، 11 أكتوبر 2025 09:00 ص
عصام عبد القادر يكتب عن حكمة القيادة السياسية في تناول قضايا الأمة: التمسك بثواب القيم المصرية النبيلة.. جهود الدبلوماسية الرئاسية.. أمانة المسئولية.. شرف الكلمة.. ثمرة اتفاق شرم الشيخ أنموذجًا احتفالات فى غزة بوقف الحرب على القطاع

في خضم القمم التي عقدت من أجل حل الأزمة الراهنة المتمثلة في حرب الإبادة الإسرائيلية لسكان غزة، لم يتغير نص خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ بأنه لا مناص من حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، كما أكد من خلال الدبلوماسية الرئاسية المتواصلة على أن المجتمع الدولي عليه أن يتحمل مسئوليته تجاه وقف الصراع والعمل الجاد من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، وفي الحقيقة شهد العالم بأسره بحكمة القيادة السياسية المصرية في تناول القضية التي كادت أن تعصف بعملية السلام بالشرق الأوسط قاطبةً.


تحلى الموقف الرئاسي المصري بالصبر الجميل وبالعمل الدؤوب من أجل تحقيق الغاية الكبرى المتمثلة في وقف نزيف الدم وإدخال المساعدات والاعتراف بعدالة القضية الفلسطينية والسعي في مسار الإعمار وإعادة صياغة الوضع المتهالك كي يستعيد الشعب الفلسطيني عافيته ويستطيع أن يتجاوز أزمته ويحلّ السلامُ الشاملُ العادلُ بالمنطقةِ بأسرِها، وتستمر جهود التنمية المستدامة قائمة لتُغيّر إلى الأفضل أحوالَ الشعوب، التي عانت ويلات الحروب، وهذا ما رأينا ثماره في التحول الإيجابي لمسار القضية؛ حيث اتفاق شرم الشيخ الذي مثّل نموذجًا حيًّا للرؤية المصرية الحكيمة.


دول العالم والمنطقة بذلت جهودًا لا تنكر في حل الأزمة؛ لكن الموقف المصري راهنت عليه الأمة بأسرها فكانت المحاولات مستميتة من خلال الثبات والرسوخ تجاه القضية الفلسطينية؛ فرغم التحديات المتعددة والضغوط التي لا حصر لها، لم تتراجع القيادة السياسية المصرية عن موقفها قيد أنملة، ولم تنحرف عن ثوابت وطنية خالصة شكلتها ذاكرة التاريخ؛ فكانت المواجهة حازمة إزاء عدم السماح بالتهجير، عبر بوابة رفح البرية؛ فهذا دون مواربة يقوض القضية ويذهب بغاياتها أدراج الرياح، بل، ويعضد الظلم والعدوان ليصبح أمرًا مريرًا وواقعًا يصعب تغييره.


الجهود الدبلوماسية الرئاسية لم تتوقف للحظة؛ فقد طاف الرئيس معظم دول العالم كي يثبت للجميع أن مصر لا بديل لديها إلا الاعتراف بالقضية الفلسطينية، وأن السلام مرهونٌ بقيام دولة فلسطينية كاملة الحقوق، وأن الشعوب سوف تناضل من أجل القضية الأم طال الزمان أم قصر، وأن ما تقوم به إسرائيل يزيد من لهيب النزاع ويكرس الكراهية التي تتوارثها الأجيال، وهنا نوقن بأن الحكمة سلاح فاعل يحقق ما لم تحققه الأسلحة الفتاكة.


أعلن الرئيس منذ اللحظة الأولى أن سفينة نجاة الأوطان في تماسك شعوبها ولحمتها، وأن حالة الاصطفاف الوطني خلف راية الوطن تحقق المستحل، وتذهب بمآرب المغرضين لغير رجعة؛ لذا أكد سيادته على أن سيعمل تحت مساندة شعبية تعبر عن حالة الضمير الجمعي الذي يؤمن بالقيم والثوابت الوطنية، وأعلن فخامته أن قوته من قوة هذا الشعب الأبي؛ فكانت رسالته للعالم كله واضحة المغزى والمعنى، وأن تحمله للمسئولية يقتضي العمل المتواصل والإخلاص والعطاء المستدام كي تستقر المنطقة بأسرها عبر نزع فتيل الأزمة التي اشتعلت منذ عامين.


شرف الكلمة وثبات الموقف وتحمل المسؤولية وأمانة الحفاظ على تراب الوطن وتآزر الضمير الجمعي زاد من صلابة الرئيس؛ فلم يلتفت للمهاترات، بل، سعى بكل جد واجتهاد من أجل أن يخلق المناخ الداعم لفرض حالة السلام في المنطقة، وما رأيناه في دقائق معدودة عبر الشاشات بمدينة شرم الشيخ أكدَ معاني يصعب حصرها؛ حيث الشموخ المصري، وبعد الرؤى، وقوة الإرادة، ونتاج الحكمة المثمر، والحفاظ على ماهية الكرامة الوطنية، والثبات على قيم الحق والعدل والمساواة ناهيك عن الإخلاص الذي كلل بالنجاح.


العالم العادل يشهد بأن نجاح اتفاق شرم الشيخ وحلّ الأزمة قام على كاهل الرئيس المصري من خلال رؤيةٍ سياسيةٍ رشيدة وضبطِ نفسٍ وقوة حكمة وإرادة وعزيمة لم تلين بما برهن على أن القيادة المصرية صاحبة رشد في أدقّ اللحظات وأصعبها، وهذا يعد أنموذجًا لتناول القضايا يدرس في السياسة العالمية التي تؤمن بفلسفة قوة القيم النبيلة؛ ومن ثم نعي أن الموقف المصري في كليته لم يكن رد فعل، بل، إيجابية تقوم على إيمان راسخ بالقضية الأم؛ لذا لم يلتفت القائد للمشككين ولا المحبطين ولا المغرضين؛ لكنه سار في طريق السلام حتى وصل لغاياته القويمة.


ندرك أن صناعة السلام تقوم على فلسفة ضبط النفس والاتزان في المواقف والصبر القائم على الحكمة والحنكةِ السياسيةِ، التي تقوم على منهجية المعرفة من مصادر موثوق فيها؛ ومن ثم نقدر ونشكر جهود المؤسسات المعنية التي ساهمت في صناعة واتخاذ القرارات في القضية الأم وفي مقدمتها المخابرات العامة المصرية التي حيرت العقول وأبهرت الوجدان وحافظت على الوطن من الانجرار لهاوية النزاع المسلح وعززت من العلاقات الدولية بصورة ممنهجة، وراعت طبيعة الأطراف المتنازعة؛ حيث حققت المعادلة الصعبة بين الجميع بكل هدوء وحكمة؛ فكانت الرسائل موجهة للعالم كله.


مصر أرض السلام ومهد الحضارات أنعم الله – تعالى – عليها برئيس يمتلك الرشد والفقه وعمق الحكمة في صناعة واتخاذ القرار الصائب؛ فاستطاع بفضل الله – تعالى – أن يخلق من شدة التوتر موقفًا مضادًا لصالح القضية الأم؛ لذا أكد مشهد السلام بشرم الشيخ على البصيرة السياسية المصرية؛ فتم جمع الفرقاء على مائدةٍ واحدة وحوار جامع أنهي حالة الصراع الذي طال وأثر على الحجر والبشر؛ لتتحول المنطقة من حالة الغليان إلى واحة للاستقرار وتبدأ مرحلة جديدة نحو مستقبل مشرق للشعوب المتجاورة تسعى من خلالها إلى تحقيق طموحاتها وأحلامها المشروعة.


اتفاق شرم الشيخ يؤكد على أن مسار السلام عبر المفاوضات حقق ما لم تحققه ألسنة النيران، وهنا نقف على حقيقة دامغة تتمثل في أن ضبط النفس والحزم من الجانب المصري، كان العامل الرئيس الذي ساعد في حلحلة الأزمة وأجبر الكيان على نقاط التوافق والالتقاء، وهذا يعزز لدى أصحاب العقول الناضجة فكرة قوة الحكمة لقيادتنا السياسية الرشيدة، ويؤكد على أن مصر هي قلب العروبة النابض وعلى تراب أرضها يكمن السلام والاستقرار دومًا بمشيئة الله عز وجل.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب