"نورت يا قطن النيل.. يا حلاوة عليك يا جميل".. فرحة وزغاريد فى مزارع الذهب الأبيض بالقليوبية.. العمال: بنشتغل من الفجر حتى العصر والرزق على الله.. ومزارع: جيزة 97 أفضل الأنواع.. وإنتاجية الفدان تصل 11 قنطارا

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 07:00 م

حصاد القطن بالقليوبية

القليوبية إبراهيم سالم

"نورت يا قطن النيل.. يا حلاوة عليك يا جميل.. أجمعوا يا بنات النيل يلا.. دا مالوهش مثيل قطن ما شاء الله".. أغنية تراثية قديمة عبرت عن مدي حب المزارعين لموسم حصاد القطن، وخاصة القطن المصري صاحب اللقب العالمي "الذهب الأبيض.. طويل التيلة"، حيث انتشرت الزغاريد والبهجة والسعادة في مزارع القليوبية، التي بدأت في إعادة انتشار زراعة المحصول من جديد، ليعود القطن المصري لعرشه من جديد عالميا، حيث امتلأت المزارع بالسيدات خلال أعمال الحصاد، ومن ثم النقل لمكان لفرده تحت أشعة الشمس ثم تعبئته في أجولة كبيرة تمهيدا لنقله للشون الحكومية.

حصاد القطن

"اليوم السابع".. أجرى معايشة لأعمال الحصاد للذهب الأبيض بمزارع القليوبية، حيث يبدأ العمل للسيدات بتلك المزارع من الساعة السابعة صباحا، حيث يخرجن من بيوتهن فجرا طلبا للرزق وسعيا في دروب الحياة، كلا منهن تحمل آمال مختلطة بالهموم الصعبة، فبعد أن يصل المقاول بسيارته يمقن بالركوب جنبا إلى جنب على السيارة، ثم يتوجهن إلى المزرعة، لتبدأ المساعي ويبدأ العمل مع أول ضوء للنهار، حتي يستطعن جمع اللوز الأبيض المتفتح من الذهب الأبيض.

وتابعت إحدي السيدات، أن العمل يبدأ بقيام كل واحدة منهن بتجهيز الأداة التي ستجمع فيها القطن "سيكارة بلاستيكية"، ثم تبدأ بوضع غطارء الرأس "طاقية" للحماية من الشمس، وتبدأ بالنزول للأرض، وتتسلم كل واحدة منهن خطا بالقطن وتبدأ الحصاد، وتقوم أخريات بجمع ما تم حصاده ووصعه في "جوال أكبر"، ليقوم شخص معهم برفعه إلى السيارة التي تقوم بنقله لمنطقة "التفريد" تحت أشعة الشمس، خاصة في الفترة الصباحية، حتي يزول "الندى" من على المحصول حتي لا تظهر له رائحة أو يحدث به تلف.

عملية التعبئة النهائية

وتابعت، أنه ثم بعد ذلك تبدأ عملية التعبئة النهائية في أجولة حث يقوم شخص بالوقوف داخل الجوال، ويقوم بـ"صلبه" أثناء التعبئة و"دكه" بطريقة صحيحة، حتي يستوعب الجوال الواحد أكبر كمية من القطن، ليتراوح وزنه ما بين 150 – 180 كيلو جرام للجوال الواحد، ثم تجميعه لحين فتح الشون الحكومية لاستقبال القطن، فيتم نقله إليها وبيعه لمصانع الغزل والنسيج أو بيعه للدول الخارجية.
وأما عن ألية وطريقة الزراعة، كشف حمدي عثمان، ابن محافظة الشرقية، أنه يقوم بزراعة القطن على مدار ما يزيد عن 20 عاما، مشيرا إلى أنه يتم تجمهيز الأرض للزراعة من خلال حرث الأرض وتخطيطها، بدء عملية زراعة المحصول ويكون أفضا موعد للزراعة لمحصول القطن بداية من 20 مارس حتي بداية شهر أبريل من كل عام، ويتم المتابعة بشكل دوري للمحصول، قائلا: "المحصول دا عامل زي الابن، وقفت له صح وتابعت واهتميت هتلاقي انتاج وربنا هيكرمك، أهملت مش هتلاقي نتيجة".

الري كل 25 يوما

وأشار "حمدي"، إلى أنه يتم على مدار موسم الزراعة يتم الري كل 25 يوما، وأيضا المتابعة بالأسمدة المخصصة من الدولة والجمعيات الزراعية، وأيضا المبيدات الخاصة بالمحصول للحصول على أعلى انتاجية منه، حيث بداية عملية الحصاد للمحصول في منتصف شهر سبتمبر من كل عام، حيث أن المحصول يمكث في الأرض حوالي 6 أشهر كاملة.

ومن ناحيته أكد المهندس محمد عبد الرحمن، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، أن محصول القطن من صنف "جيزة 97" طويل التيلة، يشهد موسمًا استثنائيًا بالمحافظة، خاصة بفضل ملاءمة الظروف البيئية والجهود البحثية المبذولة، مشددًا على الأهمية الاستراتيجية للقطن المصري باعتباره منتجًا عالميًا فريدًا، كما أن هذا الموسم يعكس ثمرة جهد المزارعين من خلال جودة وارتفاع إنتاجية الفدان، والمتوقع أن تتراوح بين 9 و11 قنطارًا، وهو ما يدعم مكانة القطن المصري في الأسواق العالمية، مضيفا أن القطن لا يقتصر دوره على كونه خامة أساسية للصناعات النسيجية والتصدير، بل يساهم أيضًا في تحسين خواص التربة الزراعية.

منظومة البيع بالمزاد العلني

وأشار، إلى أن الدولة حرصت على ضمان أعلى عائد للمزارع عبر منظومة البيع بالمزاد العلني، مؤكداً أن السعر الذي وصل إليه القنطار 12 ألف جنيه، يعد مؤشراً قوياً على التزام الدولة بدعم المزارعين وتحقيق ربحية عادلة تغطي تكاليف الإنتاج وتزيد عنها، مما يطمئن الفلاح بأن تسويق محصوله مضمون وبأفضل الأسعار.

واستطرد، أن المديرية كثفت جهودها الإرشادية لتطبيق أفضل الممارسات الزراعية والالتزام بمواعيد الحصاد، بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية لتطبيق أحدث التقنيات وتحسين الأصناف، مضيفا أن صنف "جيزة 97" أثبت كفاءته الإنتاجية على مساحة 42.6 فدان هذا العام، مشددًا على أهمية الحفاظ على نظافة القطن وطول تيلته لضمان أعلى درجات التقييم في مراكز التجميع وتسهيل عملية نقله إلى المزاد.