غزة تفتح ذراعيها لأهلها.. اتفاق شرم الشيخ يعيد الفرحة لوجوه الفلسطينيين ويوقف نزيف الحرب.. الآلاف يعودون إلى مدنهم المدمرة فى القطاع بعد عامين من القصف.. والجهود المصرية نجحت فى وقف العدوان ومنع التهجير (صور)

وسط فرحة عارمة، عاد الآلاف من أهالى قطاع غزة إلى مناطق سكنهم اليوم، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسميًا، فى مشهد عمته الفرحة والارتياح بعد أسابيع من التوتر والمعارك.

وأفاد شهود عيان بأن العائلات بدأت بالعودة تدريجيًا إلى الأحياء التى نزحت منها، بينما تعمل طواقم الدفاع المدنى والإغاثة على تقييم الأضرار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.

وتأتى هذه التطورات بالتزامن مع بدء تطبيق بنود اتفاق شرم الشيخ الذى تم التوصل إليه بوساطة مصرية – قطرية – تركية، وبرعاية من الأمم المتحدة وعدد من القوى الدولية، فى خطوة وُصفت بأنها بداية جديدة نحو التهدئة والاستقرار فى القطاع.

أهالى غزة

وبدأت صباح الجمعة موجات واسعة من عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، منهيًا حربًا دامت قرابة عامين وأدت إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني.

جانب من عودة الفلسطينيين إلى ديارهم

وتدفقت الحشود العائدة سيرًا على الأقدام نحو مدينة غزة عبر شارعى الرشيد وصلاح الدين، حاملين أطفالهم وما تبقّى من متاعهم الشخصى، فى مشهد يختلط فيه الفرح بالحنين والحزن على البيوت المهدمة، وقال أحد العائدين من مخيم النصيرات: "ما فى بيت، بس راجعين.. الأرض إلنا حتى لو فوق الركام".

فرحة الفلسطينيين

وأعلنت وزارة الداخلية فى غزة بدء انتشار قوات الأمن والشرطة فى المناطق التى انسحب منها الجيش الإسرائيلى، بهدف إعادة النظام وتأمين الطرق لعودة المدنيين.

يأتى هذا التطور فى إطار اتفاق سياسى شامل رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، يشكل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وتشمل المرحلة الحالية وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية، وتبادلًا للأسرى، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.

فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى بدء إعادة تموضع قواته داخل القطاع، مؤكدًا أن "القوات انسحبت من مراكز المدن إلى المواقع الحدودية الشرقية"، استعدادًا لتطبيق بنود الاتفاق وعودة الرهائن.

وحذر الجيش عبر بيانات رسمية السكان من الاقتراب من مناطق بيت حانون وبيت لاهيا والشجاعية وخان يونس ومعبر رفح، باعتبارها ما تزال مناطق خطرة.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن حكومته ستراقب تنفيذ حماس لبنود نزع السلاح، مشيرًا إلى أن أى خرق سيُقابل برد حازم.

من جانبه، أوضح المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف أن الجيش الإسرائيلى أنجز المرحلة الأولى من انسحابه، لتبدأ معها فترة اثنتين وسبعين ساعة قبل بدء تنفيذ تبادل الأسرى، بحسب ما نقلته وزارة الدفاع الأمريكية.

وفى السياق، أشاد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى بدخول الاتفاق حيز التنفيذ، واصفًا إياه بأنه "خطوة أولى نحو إنهاء مأساة إنسانية غير مسبوقة"، مؤكدًا التزام قطر بواجبها الإنسانى والدبلوماسى تجاه الشعب الفلسطيني.

كما دعت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إلى إعادة فتح المعابر بشكل كامل لضمان تدفق المساعدات إلى السكان. وقالت المتحدثة باسم أونروا، جولييت توما، أن جهود الإغاثة ما كانت لتستمر لولا عمل نحو 12 ألف موظف فلسطينى فى الوكالة رغم المقاطعة الإسرائيلية.

من جانبها، شددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ضرورة تنفيذ عمليات الإفراج عن الأسرى "بسلامة وكرامة"، وحثت جميع الأطراف على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق دون تأخير.

وعلى الرغم من أجواء الارتياح، ما تزال الأسئلة مطروحة حول مستقبل إدارة القطاع والمراحل القادمة من الاتفاق، لكنّ كثيرين من سكان غزة يرون أن الأهم اليوم هو أن أصوات المدافع صمتت، وأنهم يسيرون نحو بيوتهم – حتى لو كانت تحت الركام.