أكد الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية، أن الدور الذي لعبته مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو "يوم تاريخي"، واصفًا إياه بأنه يتجاوز مفهوم الوساطة التقليدية.
وخلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، قال الدكتور أنور: "أرى أن الموضوع أكبر من وساطة، الموضوع رعاية وإجبار للطرف المعتدي على لجم العدوان"، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية نجحت في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، ودفع الإدارة الأمريكية لمراجعة مواقفها، وإعادة إحياء مبادئ الحلول السياسية للقضية.
وأوضح أن التحرك المصري أدى إلى تبني الولايات المتحدة لورقة عمل تتماشى مع "الرؤية المصرية"، والتي ترتكز على مبادئ "لا تهجير، الإعمار، وحق تقرير المصير". وأضاف: "لأول مرة منذ عقود، نعود لحل الدولتين بشكل واضح وجلي، ونرجع لقاعدة الأرض مقابل السلام".
وحول القنوات التي مكنت مصر من لعب هذا الدور المحوري، أكد أنور أن "الجميع يحتاج إلى مصر وإلى النموذج المصري في السلام الذي صمد لعقود". وأرجع نجاح الوساطة المصرية إلى عدة عوامل، منها قدرة مصر على ضبط الحدود، والتواصل المباشر مع المقاومة، وتنسيق المواقف، بالإضافة إلى "البعد التاريخي والثقل وحجم الدور المصري" الذي لا يمكن تجاوزه.
وعلى الصعيد الإنساني، شدد أنور على أن "مصر تزرع الأمل في نفوس الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أنها نجحت "بالضغط المصري" في إدخال المساعدات والوقود والأطعمة، متحدية بذلك تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يواف غالانت الذي توعد بمنع دخول أي شيء للقطاع. وأضاف أن مصر استطاعت فضح "الصلف والجمود الإسرائيلي والرغبة في التجويع" عبر جلب الأمين العام للأمم المتحدة إلى معبر رفح ليكون شاهدًا على الأحداث، إلى جانب الدور الإعلامي المصري في مواجهة الحرب النفسية.
واختتم الدكتور أنور مداخلته بالتأكيد على الرؤية الاستباقية للقيادة المصرية، قائلًا: "الرؤية المصرية منذ ديسمبر 2022 وهي تحذر من هذه السيناريوهات الدموية الكارثية"، مؤكدًا أن ما تبين في النهاية هو أن "السلام العادل هو الضمان للأمن والاستقرار في المنطقة".