بعد نجاح تجربتها على القرود المسنة.. هل تشكل الخلايا الجذعية أملا فى شباب دائم

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 06:00 م
بعد نجاح تجربتها على القرود المسنة.. هل تشكل الخلايا الجذعية أملا فى شباب دائم الشيخوخة والشباب

كتبت مروة محمود الياس

لم يعد البحث عن الشباب الدائم ضربًا من الخيال، بل تحول إلى مسعى علمي حقيقي مدعوم بأدق تقنيات الطب الحيوي، فوفقًا لتقرير نُشر في موقع cazinofourm وموقع Cryobank، تمكن علماء صينيون من تحقيق إنجاز غير مسبوق في مجال الطب التجديدي، إذ استطاعوا استخدام الخلايا الجذعية المعدّلة وراثيًا لإيقاف علامات الشيخوخة وعكسها لدى القردة.

نتائج هذا البحث قد تفتح صفحة جديدة في مسيرة الإنسان نحو السيطرة على الزمن، ليس فقط بإبطاء الشيخوخة، بل بتجديد الشباب فعليًا.

الخلايا الجذعية… مفتاح تجديد الجسد 

 

منذ عقود طويلة، حلم العلماء بإيجاد وسيلة تمكن الخلايا البشرية من العودة إلى حالتها الأولى — مرحلة النقاء والقدرة اللامحدودة على الانقسام والإصلاح.
الخلايا الجذعية تمثل تلك الذاكرة البيولوجية التي يحتفظ بها الجسم منذ لحظة ولادته، إذ يمكنها التحول إلى أي نوع من الخلايا حسب حاجة الأنسجة.

ووفقًا لما ورد في موقع Cryobank، فإن هذه الخلايا، خاصة المستخلصة من دم الحبل السري والمشيمة، تتمتع بنشاط مرتفع لإنزيم “التيلوميراز” الذي يحافظ على أطراف الكروموسومات، وهو الإنزيم الذي يتراجع نشاطه مع تقدم العمر مؤديًا إلى ضعف الخلايا وتلفها التدريجي.

ومن هنا بدأت فكرة استخدام الخلايا الجذعية كمفتاح لإعادة ضبط الساعة البيولوجية.

من التجارب إلى النجاح… القردة تشهد أولى خطوات التغيير
 

في تجربة فريدة استمرت قرابة العام، قام فريق من الأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة العاصمة الطبية بحقن قرود سينومولجوس المسنّة بنوع جديد من الخلايا يُعرف باسم الخلايا السلفية المتوسطة المقاومة للشيخوخة (SRCs).
هذه الخلايا طُورت بعناية فائقة من خلال إعادة برمجة جينية لجين FOXO3، أحد أهم الجينات المرتبطة بطول العمر.
وما أدهش الباحثين أن القردة لم تُظهر أي أعراض جانبية، بل بدأت تدريجيًا في استعادة نشاطها، مع تحسّنٍ في قدراتها الذهنية والجسدية، بل وحتى عودتها إلى سلوكياتها الحيوية التي تراجعت مع العمر.

أجسام تتجدد وخلايا تستعيد شبابها

 

عند فحص عينات الأنسجة، لاحظ العلماء تغيرات جوهرية على أكثر من 60 نوعًا من الأنسجة الحيوية، شملت الدماغ والعظام والجهاز التناسلي.
تراجعت علامات التليف وضمور الدماغ، وتحسّنت بنية العظام، بينما ازدادت الخلايا العصبية نشاطًا وقدرةً على الاتصال.
والمذهل أن “الساعات البيولوجية” — وهي أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لقياس العمر الخلوي — أكدت أن الخلايا العصبية استعادت ما يعادل سبع سنوات من الشباب، في حين جُدّدت البويضات الأنثوية بما يقارب خمس سنوات كاملة.
بهذا الإنجاز، لم تعد مكافحة الشيخوخة مجرد فكرة طبية بل أصبحت تجربة مثبتة لدى الرئيسيات، وهي أقرب الكائنات إلى الإنسان.

الجسيمات الخفية التي تحمي الخلايا من الشيخوخة
 

التحليل الدقيق للنتائج كشف عن شىءغير متوقّع: الجسيمات الخارجية (Exosomes).
هذه الجسيمات المجهرية، التي تطلقها خلايا SRCs، تحمل إشارات بيولوجية تنقل أوامر التجديد من خلية إلى أخرى، فتعمل على حماية الجينوم وتقليل الالتهاب وتحفيز إنتاج خلايا جديدة.
وعند اختبار هذه الجسيمات وحدها على فئران مسنة، لاحظ الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في تدهور الأعضاء وتجديدًا واضحًا للخلايا العصبية والكبدية، ما يشير إلى أنها قد تصبح الأساس لعلاجات مستقبلية ضد أمراض الشيخوخة المزمنة.

التطبيق الطبي

في الوقت الذي يعمل فيه الباحثون على تطوير علاجات معقدة في المختبرات، يُجري الأطباء حول العالم خطوات عملية لتطبيق هذه التقنيات في العيادات.
ففي أوكرانيا، كما يوضح Cryobank.ua، أصبح بالإمكان تخزين دم الحبل السري والمشيمة عند الولادة لاستخدامها لاحقًا في برامج تجديد الشباب والعلاج الوقائي.
هذا الخيار بات متاحًا للأسر الراغبة في منح أطفالها وذويهم فرصة مستقبلية للاستفادة من الخلايا الجذعية الخاصة بهم دون الحاجة إلى متبرعين أو أدوية مكلفة.
ويتميّز استخدام الخلايا الذاتية — أي خلايا الشخص نفسه — بكونه آمنًا تمامًا، إذ لا يسبب رفضًا مناعيًا أو آثارًا جانبية.

الشباب البيولوجي

العلاج بالخلايا الجذعية لا يهدف فقط إلى تحسين المظهر الخارجي أو شدّ البشرة، بل يتجاوز ذلك إلى تجديد عمل أجهزة الجسم الداخلية.
فقد أثبتت النتائج تحسن القدرة على التحمل، وتوازن الهرمونات، واستقرار المزاج، وتعزيز المناعة.
كما لاحظ الأطباء زيادة ملحوظة في النشاط الذهني، وسرعة ردّ الفعل، وتحسّن الذاكرة.
يصف بعض من خضعوا لهذه التجارب الشعور بأنه “عودة تدريجية للحيوية المفقودة”، وكأن الجسد يُعيد اكتشاف نفسه من جديد.

أشخاص يمكنهم الاعتماد على الخلايا الجذعية
 

لا توجد سنّ مثالية للعلاج، فالشباب يمكنهم الخضوع لجلسات الخلايا الجذعية كوقاية، في حين يستفيد كبار السن منها لعلاج آثار العمر والتعب.
 يمكن للنساء والرجال على حد سواء استخدام مستخلص المشيمة والخلايا الجذعية المخزنة سواء عبر الحقن الوريدي أو العلاجات الموضعية، إذ تساهم هذه المستحضرات في تحسين البشرة، وتنشيط الدورة الدموية، واستعادة مرونة الأنسجة.

الطب  والابحاث الجديدة

تتلاقى الأبحاث في الصين وأوروبا في فكرة واحدة،  أن العمر لم يعد عائقًا أمام التجدد.العلم اليوم يقدّم للإنسان أدوات لإعادة بناء خلاياه من الداخل، ويمنحه فرصة ليعيش بشباب أطول وصحة أفضل.إنها ليست معجزة، بل ثمرة عقود من البحث والعمل، تختصرها عبارة قالها أحد العلماء المشاركين في الدراسة" نحن  نحاول أن نجعل الخلايا تتذكر كيف كانت في شبابها.”



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب