أكد محمد فوزى، الباحث فى شؤون الأمن الإقليمى، أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة لا يطوى صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل للشعوب فى غد تسوده العدالة والاستقرار.
ووصف فوزى، فى مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، الاتفاق بأنه ينهى "حرب الإبادة الجماعية" التى شنتها إسرائيل لمدة عامين، ويفشل مخططاتها الرامية إلى "تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها" وتغيير وجه الشرق الأوسط.
وهنأ فوزى الشعب الفلسطينى على هذا المنجز الذى اعتبره "سيُكتب بكلمات من ذهب" فى إطار الجهود المصرية لدعم القضية، موضحًا أن أهميته تكمن فى كونه سيكون "نواة لبدء استعادة الاستقرار الإقليمى نسبيًا" والانتقال إلى أولويات ما بعد الحرب، وعلى رأسها إعادة الإعمار.
وأشار فوزى إلى أن نجاح المفاوضات يعود إلى تحرك الدولة المصرية على مستويات مترابطة؛ سياسيًا عبر قيادة جهود الوساطة مع قطر والولايات المتحدة، وإنسانيًا عبر الدعم المتواصل الذى أحبط "خيار التجويع" الذى راهنت عليه إسرائيل لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة الطوعية.
وأوضح الباحث أن الموقف الأمريكى "تغير بشكل كبير" فى الآونة الأخيرة، مرجعًا هذا التحول إلى الجهود المصرية الدبلوماسية المكثفة منذ 8 أكتوبر 2023. وأضاف: "أعتقد أن الإدارة الأمريكية وصلت إلى قناعة بأن الاستمرار فى التماهى مع أطماع اليمين المتطرف فى إسرائيل سوف يؤدى إلى خسارة العديد من الحلفاء الاستراتيجيين فى المنطقة، وعلى رأسهم مصر والأردن وقطر". واعتبر فوزى أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه هو تقريبًا "الخطة المصرية التى كانت مطروحة منذ أشهر"، بعد أن نجح المفاوض المصرى فى تعديل بنود خطة الرئيس ترامب السابقة.