يعد المتحف المصرى الكبير من أعظم المشروعات الثقافية والحضارية التى أنجزتها مصر فى تاريخها الحديث، وهو تجسيد لرؤية طموحة ودعم غير محدود من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي آمن منذ البداية بأهمية هذا الصرح ودوره في إعادة تقديم الحضارة المصرية للعالم بصورة تليق بعظمتها وخلودها، فالمتحف لم يكن مجرد حلم أثري أو مشروع معماري، بل رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى وضع مصر في مقدمة المشهد الثقافي العالمي.
ويعد المتحف المصري الكبير بيت الملك توت عنخ آمون الجديد، إذ سيضم كامل كنوزه الفريدة التي تُعرض للمرة الأولى مجتمعة في مكان واحد، وسيتيح العرض المتحفي الجديد رؤية علمية حديثة تجمع بين التكنولوجيا والتاريخ، لتمنح الزائر تجربة استثنائية تربط الماضي بالحاضر، وتُبرز جمال الفن المصري القديم في أبهى صوره.
وأكد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية أن المتحف المصري الكبير هو هدية مصر إلى العالم، وهدية السيد الرئيس السيسي إلى الإنسانية، فهو ليس مجرد متحف بل رسالة حضارية وإنسانية تؤكد استمرار دور مصر الرائد في حماية التراث الإنساني وصون الذاكرة التاريخية للبشرية. ومن المنتظر أن يكون المتحف منارة علمية وثقافية وسياحية تضاهي كبريات المتاحف العالمية.
ويكتمل المشهد الحضاري المصري من خلال مثلث السياحة الثقافية في القرن الحادي والعشرين، الذي يجمع بين المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، ومنطقة آثار الأهرام، هذا التكامل سيُعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في مصر، ويجعل من القاهرة وجهة عالمية لا مثيل لها في رواية قصة الإنسان المصري عبر آلاف السنين.
أما المتحف المصري بالتحرير، فأكد عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، أنه سيواصل رسالته الخالدة بوصفه مركز علم المصريات الأول في العالم، ومصدرًا للبحث والدراسة والتوثيق الأثري، ليكمل منظومة المتاحف المصرية الكبرى التي تحفظ ذاكرة الأمة وتُجسد عبقها الحضاري.
إن المتحف المصري الكبير ليس مشروعًا وطنيًا فحسب، بل هو مشروع إنساني عالمي يحمل رسالة مصر القديمة والحديثة إلى البشرية جمعاء، ومن خلال هذا الصرح الفريد، تُجدد مصر التزامها بدورها الحضاري التاريخي، وتؤكد للعالم أن أرضها ستظل منارة للثقافة والجمال والإبداع الإنساني عبر العصور.