السفير محمد حجازى: بيان مصر وأمريكا وقطر جاء فى توقيت شديد الخطورة

الجمعة، 09 أغسطس 2024 08:58 م
السفير محمد حجازى: بيان مصر وأمريكا وقطر جاء فى توقيت شديد الخطورة السفير الدكتور محمد حجازى
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير الدكتور محمد حجازى، أن البيان المشترك لزعماء مصر وأمريكا وقطر، الداعى إلى عقد جولة مفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن؛ جاء فى توقيت شديد الخطورة والحساسية فى محاولة لتقديم أفق ونافذة لاحتواء الأزمة مع تصاعد حدة التوترات بالشرق الأوسط؛ مما يهدد باندلاع حرب شاملة، نتيجة التصرفات الإسرائيلية "غير المسئولة".


وأضاف السفير حجازى - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الجمعة/ - أن الأوضاع الإقليمية تستدعى من كل الأطراف بذل مساعيها والتدخل للحيلولة دون السماح للتوجهات اليمينية المتطرفة فى إسرائيل لممارسة عبثها وعدم اكتراثها بمستقبل الأمن والاستقرار فى المنطقة بعد أن أهدرت قيمة الإنسان فى قطاع غزة، غير عابئة بالقانون الدولى الإنسانى وقواعد القانون الدولي، ووسط تواطؤ وتغافل دولي؛ كبل المؤسسات الدولية وقيد الحلول والمبادرات الإقليمية والدولية ، وتجاهل الدعوات الدولية والتظاهرات الشعبية والطلابية العارمة.


وحذر من أن الأفعال الانتقامية تهدد بفتح عدة جبهات والانزلاق لحرب إقليمية واستدراج الولايات المتحدة وإيران، قائلاً: "هو مخطط حكومة تل أبيب لكى تحارب من أجلها واشنطن والتى باتت جزءاً من معادلة المواجهة، بعد أن وضعتها إسرائيل بتصرفاتها غير المسئولة واستدرجتها لصدارة مشهد العنف المدبر ضد إيران، بأبعاده ومخاطره الإقليمية والدولية ليس فقط أمنياً وعسكرياً بل والتهديد الجسيم لحركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر ولأمن الخليج ومصادر الطاقة فى الوقت الذى يعانى فيه سوق الطاقة العالمى من آثار نقص النفط والغاز الروسى نتيجة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة مع بدء موسم الشتاء الحالي".


وأوضح أن الموقف المصرى المسئول جاء - وسط هذه الأنواء - عبر بيان مشترك مع الولايات المتحدة وقطر؛ ليعيد تموضع دور واشنطن بين الوسطاء أصحاب المسئولية، وجره بعيداً عن صدارة المواجهة مع إيران والوقوع فى فخ أحكم اليمين الإسرائيلى إعداده لها.


وتابع: إن مصر وشركاءها سعت - من خلال البيان - إلى إضفاء مساحة من التعقل والتفاهم على مسار الأحداث، ومحاولة كبح جماح التطرف الاسرائيلي.. والمأمول مع هذا الوعى والتعقل أن تسفر جهود الولايات المتحدة ومصر وقطر والأردن والمملكة السعودية وباقى العقلاء عن تجنيب المنطقة ويلات الحروب والمواجهات المحتملة، وإعادة مسار التهدئة ومفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة لمسارها التى كانت قد قاربت على مشارف نهايتها أمام محاولات نتنياهو المضنية توجية الدفة للحرب وللمزيد من العنف والدمار".


ولفت السفير حجازى إلى أن ذلك كان جوهر التحركات المصرية المكثفة مع الأطراف الدولية، ومحادثات الرئيس عبد الفتاح السيسى هاتفياً مع الرئيس بايدن وقادة دول العالم؛ ما يؤكد تحمل مصر دوماً مسئوليتها الإقليميّة وسعيها الدائم لحفظ السلم والأمن فى المنطقة فى مواجهة دعاة الحرب والعنف والدمار.


ونوه بأن القيادة المصرية ودبلوماسيتها الحكيمة تتصرف بالحكمة والوعى المطلوب؛ لمواجهة مشهد غاية فى التعقيد والخطورة قضت إليه أفعال إسرائيل الإجرامية فى قطاع غزة وممارساتها المنافية لمبادئ وقيم القانون الدولى واستمرارها فى تبنى الحلول الخاطئة التى تعكس التعنت ومعاكسة الإرادة الدولية، منبهاً إلى محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل الاستمرار فى الحكم مهما كانت التكلفة التى تتحملها دول وشعوب المنطقة وكذلك الشعب اليهودي.


وشدد على أن الوضع الحالى فى المنطقة؛ يستدعى تضافر الجهود الدولية من أجل إحتواء المشهد قدر الإمكان رغم حق الدول فى الدفاع عن سيادتها وعن نفسها، مع ضرورة عدم إعفاء إسرائيل من تحمل المسئولية؛ التى تدفع المنطقة نحو الهاوية".


ورأى أنه كان بالأحرى أن ينصف مجلس الأمن الدولي، المعتدى عليه بدلاً من ترك الأمور رهناً لأصحابها؛ فينزلقون فى أتون الانتقام وردة الفعل والفعل المضاد؛ بما بات يحمل أخطر تهديد لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.


ودعا مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى ضرورة سرعة انتهاء محكمة العدل الدولية من بحث قضية ارتكاب إسرائيل، جريمة الإبادة الجماعية، موضحا أن صدور الحكم فى هذا الشأن - بجانب ما يمكن أن يصدر من قرارات توقيف من المحكمة الدولية ضد نتنياهو ووزير دفاعه وقادة جيشه والوزراء والمسؤلين الحزبيين المتطرفين - من شأنه أن يسهم فى وقف جماح جماعة التطرف الاستيطانى المتهمة بالإبادة و بالفصل العنصرى وبانتهاك القوانين الدولية والإنسانية .


واختتم السفير حجازى بأن ما تقدمه مصر والولايات المتحدة وقطر؛ يعد محاولة من الأسرة الدولية والإقليمية للخروج من المشهد بأقل خسائر ممكنة، عبر محادثات الهدنة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإعادة أجندة الحوار والتفاهم ضد اجندة المتطرفين والقتلة، مؤكدين ببيانهم الثلاثى أن لب النزاع يبقى فى غزة وليس فى جنوب لبنان أو فى طهران ، وأنه لاسبيل لقبول الاستمرار فى إبادة المدنيين و التصعيد وسياسة الاغتيالات التى تنتهجها "حكومة تل أبيب".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة