تمر اليوم ذكرى رحيل الفنانة هند رستم التي توفيت في 8 أغسطس من سنة 2011، وهي صاحبة تجربة فنية كبيرة، وعلى المستوى الإنساني كانت حكايات وقصص وذكريات.
وقد نقل الكاتب الصحفي أيمن الحكيم قصة حياة هند رستم من خلال كتابه "ذكرياتي" الذي تحدثت في الفنانة عن حياتها منذ البداية، فما الذب قالته عن والدها:
يقول الكتاب على لسان هند رستم:
مرحلة الطفولة والصبا هي أجمل سنوات العمر، وما زالت ذاكرتي تحمل منها الكثير. أذكر مولدي في محرم بك بالإسكندرية، أذكر أيامي في مدرسة سان فنسان دي بول، أذكر أيام الشقاوة والبراءة والمرح. والدي هو اللواء حسين مراد رستم، كان ضابطا بالشرطة المصرية، ما زلت أذكر ملامحه الجميلة، وسامته، قامته الفارعة في صباي تمنيت أن أتزوج من رجل في مثل جماله وأناقته، فعندما كان يرتدي البدلة الميري فإنه يشبه نجوم السينما، وأعتقد أن الأستاذ سعد الدين وهبة يعرفه، فقد عمل تحت قيادته في فترة من الفترات عندما كان ضابطا في البوليس .
كان أبي حاد المزاج، عصبياً، آراؤه صريحة وحاسمة، وبسبب هذه الصراحة نقلوه من القاهرة إلى الأقاليم والبلدان النائية كنوع من العقاب، وقد طفت معه بلدانا كثيرة، أذكر منها السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وديرب نجم بمحافظة الشرقية، وبنها بمحافظة القليوبية، وقد ورثت عن أبي سمات وطبائع كثيرة، ورثت عنه عشق الخيل ورياضة الفروسية، فعندما ذهب إلى هذه الأقاليم كان يجد وقتا للرياضة، وكانت متعته الكبيرة في ركوب الخيل، وبدأ يدربني منذ صغري على هذه الرياضة، فأحببتها وما زلت أمارسها حتى الآن. الطريف أنني كنت ألبس بدلته الميري عندما كان طالبا في كلية الشرطة، وكنت أقفز بها على ظهر الخيل. ورثت عن أبي أيضا محبته لتربية الكلاب، وقد فتحت عيني على الكلاب التي كان يقتنيها في بيتنا، وكنت أضع لها الطعام وألعب معها وأشعر بوفائها وإخلاصها. وقد ظللت أحبها طول عمري، وفي و وقت ما كان لدي واحد وعشرون كلبا من فصائل مختلفة، يعيشون معي أنا وزوجي وابنتي في البيت، وكنت أرعاهم وأخاف عليهم كأنهم أولادي.
ورثت عن أبي كذلك وفديته، فقد كان متعصبا لحزب الوفد، وكثيرا ما دخل في مناقشات ساخنة وخصومات بسبب هذا التعصب، ومن خلاله أحببت الوفد وعشقت زعماءه، خاصة مصطفى النحاس باشا، وفؤاد باشا سراج الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة