عصام محمد عبد القادر

دار الإفتاء المصرية

الخميس، 08 أغسطس 2024 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن حياتنا دومًا فى احتياجٍ لتبيان وإيضاح مستدامٍ يكشف لنا ما يتعلق بصحة ما نعتقده وصورة العبادة فى مضمارها الصحيح وما نمارسه من معاملات وما نؤكد عليه من آدابٍ عامةٍ وخاصةٍ قد تزين حُسن الممارسة، وما نتطلع إليه فى مناشط الحيوات من أمورٍ لا ندرى أهى واجبةٌ أم مستحبةٌ أو مكروه أم محرمة، وكل ما ذكرناه ينبرى تحت مظلةٍ كبرى تقوم بها هيئة مستقلة تسمى بدار الإفتاء.

ولدار الإفتاء المصرية وظائفٌ، تكمن فى الإجابة عن أسئلة السائلين على اختلاف أجناسهم وصفاتهم وأوطانهم فيما يتعلق بالحكم الشرعى عما يسألون عنه، وبيان الحكم الشرعى فيما يرد إليها من قضايا محكمة الجنايات الخاصة بعقوبة الإعدام، وتدريب المبعوثين بدار الإفتاء، وإصدار البيانات الخاصة بتحديد أول وآخر كل شهرٍ عربى، وطبع الفتاوى الإسلامية التى تصدر عنها، وقد صدر حتى الآن اثنان وعشرون مجلدًا عن دار الإفتاء المصرية اشتملت على آلاف الفتاوى، وهذه المجلدات توزع مجانًا على دور المحاكم على اختلاف درجاتها، حتى يطلع عليها السادة القضاة والمستشارون وغيرهم.

وفى ضوء ذلك يتصدى مفتى الديار المصرية بعلمٍ مبينٍ وعقيدةٍ راسخةٍ وفقهٍ عميقٍ لكافة ما يحتاجه المجتمع من فتاوى وتساؤلات تخص أمورهم العقدية والحياتية بتلوناتها، وما يستعصى عليهم من تساؤلات ومسائلٍ تبدو شائكةً فى مكنونها؛ فيزيل التشابك ويوضح الأمر فى جلاء يجعل النفوس مطمأنة والوجدان صافيًا، لا تعكره الأفكار الشاردة والواردة ولا الأقاويل الباطلة من منابر غير المتخصصين والمنتشرين عبر الفضاء المنفلت.

وحرى بالذكر أن مفتى الديار المصرية تقوم فتواه وفق دليل شرعى ومسوغ عقلى وتعقل وتدبر وتفكر فى الأمور ومجرياتها الحالية؛ فما تقتضيه المصلحة وما يتفق مع صحيح المقاصد الشرعية تؤسس عليه الفتاوى، ومكانة فضيلة المفتى محفوظة مرموقة محميةٌ بسياج ومنعة وقوة الدولة، وما نص عليه دستور البلاد؛ لخطورة الرسالة وأهميتها وضرورتها فى مجتمع نأمل منه التقدم والترقى والازدهار.

وفضيلة الأستاذ الدكتور شوقى إبراهيم عبد الكريم علام، مفتى الديار المصرية، ورئيس المجلس الأعلى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، له سيرة عطرة مملؤة وممزوجة بالعلم والخبرة فى العديد من المجالات، وله باع فى البحث العلمى الذى يعد لبنة الفكر الرشيد وعماد التجديد فى عالم يموج بمتغيراتٍ ليست بالحميدة فى جملتها.

فالحق أن الرجل لديه من مؤلفات لبنة فكره فيما يخص الافتاء الكثير، وهذا يجعله موفقًا ومسددًا ومعانًا بفضل الله ومنته وكرمه وفيض عطاءه فيما يقدم من فتاوى ترسخ للاستقرار النفسى والمجتمعى، وتحافظ على النسق القيمى، وتجعل الود والمحبة بين الناس أصلًا فى ماهية التعاملات والعبادات، ولا تفتح مجالًا للتخبط والاجتهاد المبنى على خرافات الذى يدعون العلم والمعرفة وهم عنها ببعيد.

كما أن الدور الجامعى الذى ينبرى على عطاء فى تقديم تدريس متميزٍ بلون الشروح الفياضة لطلاب العلم ومريديه، والإشراف الأكاديمى لبحوث ودراسات فى مجال درجات التخصص والعالمية، وما يقدم من خدمات مجتمعية تترجمها المؤتمرات والمشاركات فى ضروب وصور التوعية الممنهجة منها والمنضبطة والعفوية، كل ذلك وغيره من أنماط وأشكال المدد والعطاء يؤكد تمكن مفتى الديار المصرية من نجاحات فى إصدار العديد من الفتاوى الإسلامية والمجتمعية التى يصعب حصرها.

وندرك أن فضيلة المفتى من الراسخين فى العلم، ومن الذين لديهم المقدرة على خدمة الوطن الحبيب؛ فمن خلال الفتوى ببعض المسائل الشرعية تتأثر قطعًا سياسة الدولة؛ فتنظم أمورها وتعاملاتها وفق ما يصدر من فتاوى؛ فهناك حقوقٌ وواجباتٌ وهناك معتقدات ومعاملات وتعاملات تقتضى ممارسات وإجراءات تنظيمية ينال منها الفرد والمجتمع ما يصبوا إليه بصورة مشروعة.

نشهد للرجل بسلامة العقيدة، ونقاء وصفاء النية والسريرة، والسيرة المحمودة، وطهارة القلب، وعفة اللسان، وصفاء الوجدان، وشجاعة القول، والنطق بالحق، ونثمن دوره فى تعضيد ماهية الوطن، ودعمه، واستقراره عبر فتاوى صريحة لا تحمل التأويل ولا تحتاج لتفسير؛ فبيانها واضحٌ ولغتها مفهومةٌ للقاصى والدانى، ونتمنى له التوفيق والسداد.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة