داخل منزل صغير بقرية كفر المقدام التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، تعيش سماء سمير أحمد على محمد الأولى على الثانوية العامة بمدرسة النور للمكفوفين بالزقازيق، بإدارة غرب الزقازيق بمجموع 392 درجة، التى تعد صاحبة قصة من قصص الكفاح الموجودة والتى عاشتها تلك الأسرة، فهي الفتاة الأصغر فى الأسرة يسبقها شقيقتها سعاد الكبري الحاصلة على الماجستير وتستعد للدكتورة والتى كانت من المتفوقين بمدرسة النور للمكفوفين بالمنصورة، وشقيقتهم سهر و سارة.
حيث نقشت تلك الأسرة مجموعة من قصص النجاح والتضحية وإنكار الذات، والتى كانت نتيجتها حصول الام فى هذا الأسرة على لقب الأم المثالية ثلاث مرات بسبب ما قامت به من أجل بناتها، حيث كانت تقوم من الصباح الباكر وتصطحب نجلتها الكبيرة سعاد وتتوجه إلى مدينة المنصورة لتتلقي دروسها داخل مدرسة الأمل للمكفوفين وتعود لتصطحبها وتعود بها إلى القرية مرة أخري على الرغم من بعد المسافة بين القرية ومدينة المنصورة، واستمرت فى ذلك حتى حصلت سعاد على ليسانس الاداب قسم انجليزي، وعادت الان لتكرر نفس السيناريو مع الفتاة الصغيرة فى الأسرة لتقوم الام صباح كل يوم وتتوجه إلى مدرسة الأمل للمكفوفين بمدينة الزقازيق يوميا، وتنتظر سما لحين الانتهاء من دروسها وتصطحبها وتعود بها مرة أخري يوميا فى أيام الشتاء القارص ولهيب الصيف، حتى انتهي المطاف بحصولها على المركز الأول على مستوي الجمهورية.
وتقول سما : اجتهدت كثيرا وكنت أشعر بأني سوف اكون من الاوائل، وقالت الفضل يعود لامي وشقيقاتي، علي التفوق لأنهم كانوا يساعدوني فى كل شئ وتجهيز الاوراق والشرح وأشياء كثيرة وأدين لهم بالفضل.
وتابعت، أنا طالبة فى مدرسة النور للمكفوفين بالزقازيق وأحفظ القرآن، وأذاكر بطريقة برايل وبدأت دراستي وكان من المفترض تطبع الكتب بطريقة برايل ووجدت صعوبة فى ذلك وقامت جمعية النور والبيئة قامت بطباعة الكتب لى وكنت أذاكر 8 ساعات، وأنا رقم 4 فى أخواتى وأصغرهم سنا، ووالدى متوفى منذ 11 عاما وكان يعمل موظف بالوحدة المحلية، وتعولنا والدتى بمعاش ابى وشقيقتى حاصلة على كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية وتحضر ماجستير فى كلية التربية جامعة المنصورة".
وأضافت، الجميع كان متوقعا الحصول على المركز الأول جمهورية، وعندما علمت والدتي سجدت لله شكرا، وبإذن الله سألتحق بكلية الألسن وطموحى أن أعمل فى مجال الترجمة واسافر خارج مصر.
وقالت الأم فتحية عبد العظيم: ربنا عوضنى بتفوق بنتى وتصدرها المركز الأول على مستوى الجمهورية، وكنت أذهب بها يوميا من مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، إلى مدرستها بمدينة الزقازيق التابعة بمحافظة الشرقية، على مر السنوات منذ المرحلة الابتدائية إلى الثانوية.
فيما قالت شقيقتها سعاد بأنها كانت تشعر بمسئولية كبيرة اتجاه سما لأن والدي الله يرحمه كان دائم يوصني عليها، وكان يتوقع لها مستقبل باهر، وكان دائما يقول انها سوف تصبح ذات شأن كبير فى الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة