تحت عنوان "أعمال الشغب في المملكة المتحدة تكشف عن معايير مزدوجة فيما يتعلق بالعنف اليميني المتطرف والإسلامي"، قالت صحيفة الجارديان البريطانية فى تحليل لها كتبه باحثو المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، إنه كان ينبغي التعامل مع الحالات الشديدة من العنف اليميني المتطرف على أنها إرهاب وليس "بلطجة".
وقال المحللون إن أعمال الشغب في المملكة المتحدة، والتي أشعلها حادث طعن فى ساوثبورت، راح ضحيته 3 صغيرات - واشتبه فى بادئ الأمر أن منفذ الهجوم كان طالب لجوء مسلم وهو ما تم نفيه- عن معايير مزدوجة مقلقة في كيفية إدراك المجتمع للعنف اليميني المتطرف والاستجابة له مقارنة بالتطرف الإسلامي. واعتبروا أن هذا التفاوت يتطلب إعادة تعريف جدية لكيفية تعاملنا مع التطرف اليميني المتطرف، والاعتراف به باعتباره التهديد الخطير الذي يمثله حقًا.
وغالبًا ما يتم تصنيف العنف بدافع من اليمين المتطرف على أنه مجرد "بلطجة" أو شغب، في حين من المرجح أن يتم تصنيف الأفعال المماثلة بدافع التطرف الإسلامي بسرعة على أنها إرهاب. هذا التناقض يقوض شدة التهديدات اليمينية المتطرفة ويعيق الإرادة السياسية لاتخاذ إجراءات مماثلة.
وأضاف المحللون، أن التقليل من أهمية التداعيات الإيديولوجية يساهم أيضاً في خلق تصور عام منحرف للتطرف، والذي يتجاهل تأثير التحيزات المجتمعية الشائعة في كثير من الأحيان، مثل العنصرية والتمييز الديني والمشاعر المناهضة للهجرة.
واعتبروا أن اللغة المستخدمة في الخطاب العام والسياسي والإعلامي مهمة: فهي تشكل كيفية فهم المجتمعات وردود أفعالها تجاه أشكال مختلفة من العنف، مما يؤثر على فعالية تدابير مكافحة التطرف.
ووجدت الأبحاث التي أجراها معهد الخدمات المتحدة الملكي المتخصص في الدفاع والأمن في عامي 2015 و2016 في المناطق المتضررة من التطرف اليميني أن المجتمعات غالباً ما تربط مثل هذا العنف بالبلطجية أو المجرمين وليس بالإرهاب أو التطرف العنيف. وعلى النقيض من ذلك، كان التطرف مرتبطاً عادة بالإسلاموية والجهاد العنيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة