قولا واحدا.. هذه المساحة وكاتبها لا يؤمنان إلا بالقضية الفلسطينية وروايتها ولا يريان إلا دماء أهل غزة والضفة، وهى _ للأسف_ بالآلاف، كما أن هذه المساحة لا تؤمن بالرواية الإسرائيلية مطلقا، ولا تقف عند كذبها وخداعهم، وبالتالي فهذه المساحة ليست لأصحاب الهوية الإسرائيلية، فبضاعتهم ليست لدينا، وفي السطور القادمة ما لا يعجبك قوله، ولنبدأ هذه المساحة ونحن "ندندن" على لحن الأغنية الشهيرة "خساير خساير.. من عند إسرائيل.. يا مقاوم يا مجاهد كمل على الطريق"، وطريق المقاومة لا يعنى فقط السلاح، بل كل طرق المقاومة مفتوحة وفق القراءات التاريخية التقليدية في مواجهة الاحتلال أيا كان اسمه، وعلى المقاومة قصد السبيل، وكما يقول القائل الشهير "وإنه لجهاد، نصر أو استشهاد".
أكثر من 350 قتيلا منذ الغزو البرى للقطاع
وسريعا نذهب لأهم خسائر الاحتلال الإسرائيلى في الشهور الماضية، حيث تتضمن الخسائر الإسرائيلية المباشرة ما لا يقل عن 350 قتيلا في صفوف جيش الاحتلال منذ الغزو البرى للقطاع، وهذا رقم رسمي، والحقيقة ميدانيا أضعاف، كما تضم خسائرهم أكثر من 25 ألف معاق في مراكز التأهيل، وآلاف الجرحى والمصابين، ومئات الميركافات والنمر والمدرعات، ومئات المعدات التي تدمرت في القطاع، كما تتضمن الخسائر المباشرة تدمير عقيدة الأمان في إسرائيل بأكملها، وآخرها التضرر الذى حدث من مسيرة صماد، وقبلها هدهد، بالإضافة للخسائر الاستخباراتية الميدانية، وهم عناصر الاستخبارات الذين يتوفون دون ذكر تفاصيلهم، كما أكدت الحرب فشل إسرائيل الاستخباراتى قبل 7 أكتوبر و بعد 7 أكتوبر ، بدليل استمرار احتجاز أكثر من 120 رهينة داخل القطاع الذى تبلغ مساحته 360 كم تقريبا، دون أن تصل أجهزتهم الاستخباراتية لأى منهم، أو أي من قادة حماس والجهاد، و ينتظر الجميع التحقيق والمحاكمه حال توقف الحرب.
3500 مظاهرة حول العالم تفضح الوجه السافر للاحتلال
تتضمن الخسائر الإسرائيلية أيضا كسر هيبة أن إسرائيل دولة آمنة، ودولة قوية استخباراتية، وهي هيبة جعلتهم يبيعون الأسلحة وأجهزة التنصت والتجسس، فقد قال القائل "الأولى لهم أنهم كانوا يستخدموها"، كما سقط ادعاء أن إسرائيل تسيطر على وسائل الإعلام العالمية، فقد ظهرت فلسطين وروايتها في كل وسائل العالم، بالإضافة لانتشار أكثر من 3500 مظاهرة حول العالم تدعم فلسطين وأهلها، كما تم تجريس وفضح إسرائيل في محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، وفى كافة اللقاءات الأممية، ورفض حضورهم العديد من المحافل الدولية، وتقليص التعامل معهم من قبل مؤسسات تعليمية وحقوقية، بل وخرجت شخصيات دولية معروفة تتحدث ضد إسرائيل وما تفعله، ومعظم منسقين المكونات الأممية حول العالم تحدثوا ضد إسرائيل وما تفعله، وتكشف أيضا للعالم ما تقوم به إسرائيل من ضغوط ضد منظمات ومؤسسات دولية لتمرير مصالح إسرائيل فقط.
10 شهور تؤكد تفكك إسرائيل سياسيا فور توقف الحرب
تتضمن الخسائر الإسرائيلية أيضا كونها جعلت كافة حدودها ملتهبة، وتوحيد صفوف المقاومة وعقيدتها في 10 شهور فقط، وهدم صورة إسرائيل المزعومة الداعية للسلام واحترام حقوق الجيرة، فقد قدمت إسرائيل بيدها لهدم صورتها اكثر مما قدمته حماس وإخواتها مجتمعين، كما أغرقت إسرائيل كافة حلفائها معها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، والتي هدمت قيمها بالكامل في دعمها السافر لإسرائيل، كما تتضمن خسائر إسرائيل تفككها سياسيا واجتماعيا، فهناك شخص يدعى النتنياهو هو المسيطر على مقاليد الأمور، ويرفض أصوات معارضته والاستجابة للشارع، وكلها مؤشرات تثبت تفكك الداخل الإسرائيلي، بالاضافه لعدم ديموقراطيته المزعومة، بل وظهر الانشقاق في موضوع الحريديم وغيرها من القضايا لدرجة أن نتيناهو أعلن حاجته لأجهزة كشف للكذب على أعضاء الحكومة، وكلها أمور تذهب لضرورة أن تبحث إسرائيل وشعبها عن اليوم التالى للحرب، بدلا من انشغالهم باليوم التالى لغزة.
10 شهور تدريب عملى لكافة مكونات حزب الله ضد إسرائيل
من الخسائر المباشرة لكيان الاحتلال، هو جعل أرضه مستباحة ومكشوفة و منتهكة من كل محور المقاومة وعناصره، وفى 10 شهور أدار وخطط وجرب حزب الله معظم الصواريخ التي يرغب في تجربتها في ميدان إسرائيل، وأخرج مسيراته وصواريخه، بل وقامت عناصره بكل أشكال التدريب العملى داخل إسرائيل، وأظهرت هدهد حزب الله أن إسرائيل كيان هش، بل وساعدت الحرب في أن يحسب حزب الله حسبته الحقيقية بناء على تجارب الميدان، حينما تشتعل المعركة في مستويات أعلى، كما ساهمت إسرائيل بغبائها المعتاد في تقوية صف إيران، وسمحت الحرب لإيران لأول مرة في تاريخها أن تجرب مسيراتها وقدرتها الإدارية والدفاعية، ووجهتها لإسرائيل لأول مرة، بعيدا عن النتيجة وأماكن السقوط، لكن استطاعت إيران أن تقف ضد إسرائيل بشكل مباشر أو عبر الوكلاء.
نزيف اقتصادى لإسرائيل وحلفائها
من الخسائر المباشرة أيضا لكيان الاحتلال هو النزيف الاقتصادى المتزايد يوميا، فلا يعقل لأى دولة أن تستمر في الحرب لشهور دون خسائر اقتصادية مباشرة، وهذه الخسائر تعود بالضرر على متطلبات أخرى في الدولة، ولولا وقوف الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل لسقطت إسرائيل عمليا واقتصاديا، وتلك الخسائر الاقتصادية المتزايدة ستظهر آثارها حينما تتوقف الحرب، ولا ننسى أن المستدعى في جيش الاحتلال هم من العاملين في كثير من قطاعات الدولة، وبالتالي فهؤلاء يتعطل بسببهم الإنتاج، كما أنهم يتقاضون الرواتب، والتي اشتكى الكثير منهم من تأخرها.
وأخيرا.. فخسائر إسرائيل لا يمكن حصرها في مقال، وما ذكرناه جزء بسيط للغاية عن أسوء مراحل كيان الاحتلال، والتي ستؤثر على مستقبله بالكامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة