رفضت مجلة أكاديمية في الولايات المتحدة قبول مقال لباحثة إسرائيلية بسبب "مبادئ حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات"، بحسب ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.
وكتب محررو مجلة النقد الثقافي من جامعة مينيسوتا الأسبوع الماضي أنهم لن يراجعوا المقال الذي أرسلته الباحثة كجزء من التزامهم "بسحب الدعم عن المؤسسات الثقافية والأكاديمية الإسرائيلية".
وتعاني حكومة الاحتلال الإسرائيلي من حالة رفض في عدد من الدول الأجنبية خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، وذلك بالتزامن مع حركة نشطة لحركات المقاطعة في هذه الدول التي ترفض الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة ضد المدنيين.
وفى خطاب ألقاه مساء الجمعة، وبعد أقل من 24 ساعة من الأحكام الصادرة بحق غريمه، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن عما أسماه "مقترح إسرائيلي" لوقف إطلاق النار، وطالب قادة الاحتلال فى الوقت نفسه بدعم هذا المقترح، ما يعكس حجم الانقسامات التى تعانيها حكومة بنيامين نتنياهو ودوائره المقربة، وتزايد الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة من قبل تحالف يقوده السياسى اليمينى افجادور ليبرمان.
وقال بايدن فى الخطاب، إن إدارته ركزت جهودها للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار فى غزة، وأن إسرائيل عرضت مقترحاً شاملاً فى هذا الشأن من ثلاث مراحل تبدأ بـ عودة الفلسطينيين فى غزة إلى منازلهم، ثم يتم تبادل كل الأسرى الأحياء بما فى ذلك الجنود الإسرائيليون، أما المرحلة الثالثة فهى مخصصة لإعادة إعمار القطاع.
بايدن الذى يعانى العديد من الأزمات ضمن التحالف الأمريكى ـ الأوروبى فى مواجهة روسيا، وارتفاع فاتورة الدعم الغربى لأوكرانيا، كشف فى خطابه أمس الجمعة، عن تحرك أمريكى أكثر جدية لإنهاء الحرب فى غزة، وتبريد دوائر الأزمات فى الشرق الأوسط، حيث تعهد فى خطاب ـ فى حال إتمام مقترح التهدئة ـ بمرور دائم لشاحنات المساعدات وضمان عمل كل الملاجئ، فى غزة، مؤكداً أن ذلك سيتم فورا وعلى مدار ست أسابيع، وكذلك سيكون هناك تفاوض على وقف إطلاق نار دائم فى المرحلة الثانية بوساطة من مصر وقطر وأمريكا تضمن كل الاتفاقات بين الطرفين الإسرائيليين وحماس".
وفى ظل تشابك المشهد سواء المحيط بحرب غزة أو الانتخابات الأمريكية وحساباتها المعقدة، عكس خطاب الرئيس الأمريكى حقائق راسخة، من بينها محورية الجهود المصرية القطرية فى تحريك المياه الراكدة على صعيد التفاوض بين إسرائيل وحماس، وثبات وصلابة الموقف المصرى على وجه التحديد فيما يخص ضرورة الانسحاب الإسرائيلى من رفح، وهو ما سيتم بموجب ما أعلنه بايدن، لتتولى إدارة الجانب الآخر من معبر رفح إدارة فلسطينية.
وأضاف الرئيس الأمريكى فى كلمته، أن إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ هجوم مماثل لـ هجوم 7 أكتوبر، مشيراً إلى أنه حث فى المقابل قادة إسرائيل على الوقوف وراء المقترح رغم أى ضغوط، قائلاً: "آن الأوان لبدء مرحلة جديدة يعود فيها الرهائن إلى بيوتهم ولهذه الحرب أن تنتهى ولليوم التالى أن يبدأ".
وحذر بايدن فى كلمته قادة الاحتلال من "المزيد من العزلة"، قائلاً: "هناك مخاطر من أن تزيد عزلة إسرائيل على مستوى العالم.. الالتزام بالصفقة الحالية هو ما سيعيد الرهائن والسلام للإسرائيليين".
وتابع الرئيس الأمريكى: "المقترح الإسرائيلى يتضمن وقفاً للأعمال القتالية لست أسابيع فى مرحلته الأولي"، لافتاً إلى أن إسرائيل ستواصل حربها فى غزة إذا رفضت حماس هذا المقترح الذى تم نقله إليها بواسطة المفاوضين القطريين.
الرسائل التى وجهها بايدن فى خطابه عكست ـ بحسب تقرير للمركز المصرى للفكر والدراسات ـ إدراكاً أمريكياً بأن نتنياهو وائتلافه الحاكم يتعمدون عرقله التوصل لاتفاق، كما ألقت تلك الرسائل بـ"قنبلة سياسية" داخل إسرائيل وهى الرسائل التى ستتلقفها أسر الأسرى والمحتجزين فى إسرائيل وبالتأكيد التحالف السياسى الذى بدأ يتشكل من أفيجادور ليبرمان وجدعون ساعر ويائير لابيد ومتوقع أن ينضم لهم بينى جانتس فى حال إعلان انسحابه من مجلس الحرب إذا نفذ تهديده، وهو التحالف الذى أعلن صراحة بسعيهم للإطاحة بنتنياهو، ويطالبون بانتخابات مبكرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة