-
الخصاونة يؤكد ضرورة طرح مبادرات تتعلق بإعادة الإعمار وهذا لن يحدث إلا بعد إيقاف الحرب وإنهاء العدوان على قطاع غزة
ترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور بشر الخصاونة، رئيس مجلس الوزراء بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أعمال الدورة الثانية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة.
وحضر المباحثات التى أجريت على هامش أعمال اللجنة العليا المشتركة من الجانب المصرى كل من: الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، والفريق محمد عباس حلمى، وزير الطيران المدنى، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، وحسن شحاتة، وزير العمل، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، والسفير محمد البدرى، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، والسفير محمد سمير، سفير مصر لدى الأردن.
فيما حضر مباحثات اللجنة العليا المشتركة من الجانب الأردنى كل من يوسف الشمالى، وزير الصناعة والتجارة والتموين، وإبراهيم الجازى، وزير دولة لشئون مجلس الوزراء، وصالح الخرابشة، وزير الطاقة والثروة المعدنية، ومكرم القيسى، وزير السياحة والآثار، وأحمد الهناندة، وزير الاقتصاد الرقمى والريادة، وزينة طوقان، وزيرة التخطيط والتعاون الدولى، ووسام التهتمونى، وزيرة النقل، والدكتور مهند المبيضين، وزير الاتصال الحكومى، والسفير أمجد العضايلة، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى مصر، وعددا من المسئولين بالحكومة الأردنية.
وفى مستهل كلمته خلال المباحثات، رحّب رئيس الوزراء بالدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردنى، والوفد المرافق له من الوزراء وكبار المسئولين الحكوميين.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى عمق الروابط التى تجمع بين مصر والأردن، بدءًا من العلاقة الأخوية التى تربط فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بأخيه جلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية.
وأشار إلى عمق ومتانة العلاقات بين القاهرة وعمّان؛ ليس فقط على المستوى الثنائى بل أيضا على صعيد التنسيق التام فى المواقف على المستويين الإقليمى والدولي. كما امتد أفق علاقات البلدين لمستوى التعاون الاستراتيجى الشامل مع دول الجوار، وهو ما بدأ أولا فى التعاون الثلاثى مع العراق، ليمتد بعد ذلك إلى تعاون رباعى فى مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة مع الإمارات والبحرين والتى انضمت له المغرب مؤخرًا ليصبح تعاونًا خماسيًا.
وأشار إلى أنه شرُف بصحبة أخيه الدكتور بشر الخصاونة بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث نقل "الخصاونة" رسالة من جلالة الملك عبدالله الثانى ابن الحسين إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى أكدت على عمق العلاقات بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء: "تناول الاجتماع مع السيد رئيس الجمهورية اليوم تطورات الأوضاع الجارية فى قطاع غزة منذ اندلاعها فى 7 أكتوبر 2023 وصولًا إلى التطورات الأخيرة أمس فى مدينة رفح، كما تم التأكيد على أن مصر والأردن تتشاركان رؤية واحدة، وتم التطرق إلى أن جلالة ملك الأردن يُثمن جهود الوساطة التى تقوم بها الدولة المصرية من أجل إنهاء الحرب فى قطاع غزة".
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولى بدورية انعقاد اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، ودورها الفعّال فى تنفيذ القرارت الخاصة بما يتم التوافق عليه بين الجانبين، مشيدًا فى هذا الصدد بالتعاون القائم فى مجالات النقل خاصة مشروع الجسر العربى الخاص بتيسير حركة نقل البضائع عبر المدن الأردنية والموانئ المصرية، فضلًا عن التعاون فى المجالات الصناعية والأدوية والغاز الطبيعى والربط الكهربائي.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لزيادة مستويات التبادل التجارى بين مصر والأردن بما يسمح بالاستفادة من الإمكانات الكبيرة التى تتمتع بها الدولتان.
وأشار إلى أن مصر استطاعت تجاوز أزمة اقتصادية خانقة ونجحت فى جذب حزمة من الاستثمارات الجديدة خلال الفترة الماضية، مشيرًا فى السياق نفسه إلى نجاح الاتفاق مع صندوق النقد الدولى بعد موافقة الصندوق على زيادة قيمة برنامج التمويل المقدم لمصر، وفى سياق متصل تمت الإشارة إلى نجاح التوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن أحد شواهد الإنجازات التى حققتها الحكومة المصرية هو تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التى يرتادها اليوم ما يزيد على 50 ألف موظف، ومن المنتظر فى غضون مدة قصيرة أن يزيد عدد السكان فى العاصمة بوجه عام.
وأضاف: "نجحت الحكومة فى إنجاز عدد من المشروعات القومية الأخرى بدعم من القيادة السياسية"، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات هى أحد ملامح الجمهورية الجديدة.
كما تطرق إلى المشروعات التى يتم تنفيذها فى قطاعات الزراعة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة ضمن رؤية مصر التنموية لعام 2030، مشيرًا فى هذا الصدد إلى التنوع الذى يميز الاقتصاد المصرى بما يسمح بتعظيم عوائده من قطاعات مختلفة.
وأكد أن مصر تسعى لتجاوز التحديات الاقتصادية الراهنة على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية التى خلفتها الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، والتى تسببت فى تراجع إيرادات قناة السويس والسياحة، فضلًا عن الأثر السلبى الشديد لهذه الأحداث على حركة التجارة العالمية إذ ارتفعت تكلفة التجارة البينية ومصروفات الشحن ورسوم التأمين.
وفيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء أنه يجب أن ننظر من الآن لمرحلة ما بعد الحرب وجهود إعمار قطاع غزة، من أجل استعادة الخدمات الأساسية لسكان القطاع وهو ما يسهم فى إفشال أى مخططات لتهجير سكان غزة.
وأشاد رئيس الوزراء بجهود اللجنة العليا المشتركة فيما يتعلق بملفات التعاون المشتركة، مشيدًا بجهود الجانبين لحل عدد كبير من المشكلات المتعلقة بالعاملين المصريين فى الأردن، وفى هذا الصدد، أثنى رئيس الوزراء على الدعم الدائم من قِبل الحكومة الأردنية للعمال المصريين خاصة فيما يتعلق بتقنين الأوضاع.
وفى غضون ذلك، أعرب الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردنى، عن شكره وتقديره لكرم الضيافة التى لاقاها الوفد الأردنى فى مصر، مؤكدًا العلاقات الوثيقة التى تربط مصر والأردن، والدور القوى الذى تلعبه مصر، ليس فقط فى محيطها العربى والأفريقى بل تأثيرها وحضورها القوى فى القضايا والملفات الدولية.
وأكد "الخصاونة" أن العلاقات بين القاهرة وعمّان علاقات استثنائية، وأنها نموذج يحتذى به، مشيرًا إلى الروابط المتميزة التى تجمع بين فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وجلالة الملك عبدالله الثانى ابن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية التى تتسم بالود والاحترام المتبادل.
وأضاف أن رسالة جلالة الملك للرئيس السيسى عبرت عن دعم المملكة الكامل وتضامنها مع مصر ومساعيها الحثيثة للوصول إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، فضلًا عن جهودها لإيصال المساعدات كمًا ونوعًا عبر معبر رفح البرى، مشيرًا فى هذا السياق إلى الدمار الذى أصاب البنية التحتية للقطاعين الصحى والتعليمى فى قطاع غزة، ومؤكدًا ضرورة طرح مبادرات تتعلق بإعادة الإعمار التى تشير بعض التقديرات إلى أنها قد تبلغ 90 مليار دولار.
وأكد الخصاونة أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بعد إيقاف الحرب وانهاء العدوان على قطاع غزة.
وشدد على أن حل القضية الفلسطينية لن يتأتى إلا من خلال حل الدولتين والاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، مشيرًا إلى توافق الرؤى بين مصر والأردن حول هذا الأمر.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية الحالية بين مصر والأردن، أشار رئيس الوزراء الأردنى إلى أن البلدين باستطاعتهما الوصول بالتبادل التجارى إلى مستويات أكبر، لكن الأمر سيحتاج مزيدًا من التعاون من قبل القطاع الخاص، داعيًا فى هذا الصدد إلى ضرورة أن تتضمن أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين اصطحاب وفود من رجال الأعمال مستقبلًا لتعزيز التعاون التجارى والاستثماري.
وأشاد بالتعاون الجارى بين مصر والأردن فى مجال الغاز الطبيعى والربط الكهربائى، وطلب زيادة قدرات الربط الكهربائى بين البلدين إلى ألفى ميجاوات بدلًا من 500 ميجاوات حاليًا.
كما تطرق إلى أهمية إطار التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن، داعيًا إلى بذل المزيد من الجهود لدفع هذا التعاون الثلاثي.
وأثنى فى الوقت نفسه على مبادرة التكامل الصناعى بين مصر والأردن والإمارات التى انضمت إليها البحرين والمغرب أيضًا، مشيرًا إلى أنها نواة لتعاون اقتصادى إقليمى يحقق مصلحة مشتركة لجميع الدول المشاركة فيها.
وتقدم بالشكر للدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، والسيد/ يوسف الشمالى، وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردنى، على جهودهما الكبيرة خلال الفترة الماضية لترؤس الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة.
وأشاد بجهود الدولة المصرية فى مجال الإصلاح الاقتصادى ونجاحها فى التوصل إلى الاتفاق التمويلى مع صندوق النقد الدولى، وعقد اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الاتحاد الأوروبى، مؤكدًا أن هذا التعاون سينعكس بدوره على مؤشرات مؤسسات التصنيف الدولية تجاه الاقتصاد المصرى، مشيرًا كذلك إلى أن مديرة صندوق النقد الدولى أثنت على جهود الفريق الاقتصادى المصرى خلال كلمتها بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادى العالمى الذى استضافته الرياض الأسبوع الماضي.
وخلال الاجتماع، استعرض الوزراء من الجانبين ما تم التوافق عليه خلال الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا المشتركة، حيث تمت الإشارة إلى أن اللجان الفنية المصغرة ناقشت سبل تعزيز التعاون فى مجالات البنية التحتية للغاز الطبيعى فى الأردن عبر الاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا الشأن بما يسمح بإيصال الوقود إلى المناطق الصناعية المختلفة.
وخلال هذه الاجتماعات تم التوافق على عقد اجتماع على المستوى الفنى بشأن العمالة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتمت الإشارة إلى أنه سيتم عقد منتدى اقتصادى لرجال الأعمال من الجانبين بعد شهر يوليو المقبل، كما تم التوافق على تعزيز الجهود من أجل تيسير تدفق السلع بين مصر والأردن، حيث شملت المحادثات التحضيرية إقامة مناطق لوجيستية مشتركة ينفذها القطاع الخاص، ونقل تجربة البورصة السلعية المصرية، وتبادل الخبرات فى مجال الدمغة والموازين سواء من الناحية الفنية أو الرقابية.
وتضمنت الاجتماعات التحضيرية التوافق على زياد معدلات الوفود السياحية وتطوير برامج ومنتجات سياحية مشتركة مثل مسار العائلة المقدسة.
كما تم التوافق على تعزيز التعاون فى مجال الاقتصاد الرقمى وتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، حيث سيتم تشكيل فريق من الجانبين لهذا الغرض، مع دفع جهود التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق فى مجال نقل البيانات، ومد الكابلات البحرية، فضلًا عن التعاون فى مجال نقل الحوالات البريدية والذكاء الاصطناعى والتوقيع الإلكتروني.
كما تضمنت الاجتماعات التحضيرية تعزيز التعاون فى مجال رسم السياسات الاقتصادية وسبل الاستفادة من الاستثمارات العامة، وتجربة مصر الخاصة بإقامة صندوق مصر السيادى الذى يسهم فى تعزيز مشاركة القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادي.
وفى مجال النقل، تم التأكيد على نجاح منظومة الجسر العربى لنقل البضائع من المدن الأردنية إلى الموانئ المصرية باعتباره نموذجًا مهما يعد كنواة لربط الشرق بالغرب، كما تم التطرق إلى إمكانية التعاون بين مصر والأردن فى مجال النهوض بالسكك الحديدية.
وفيما يتعلق بمجال الكهرباء، تمت مناقشة رغبة الجانب الأردنى فى رفع قدرات الربط الكهربائى إلى ألفى ميجاوات كما تم عرض إمكانات مصر فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، وما تحظى به من موارد هائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المستخدمة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر.
كما تضمنت الاجتماعات التحضيرية سبل دفع التعاون الإعلامى بين الجانبين لاسيما فيما يتعلق بصناعة المحتوى ومحاربة الشائعات، والتحول الرقمى فى الإعلام، وهو ما أسفر عن توقيع اتفاقية فى هذا الشأن اليوم.
وفى ختام المباحثات، تقدم رئيسا وزراء مصر والأردن بالشكر للدكتورة رانيا المشاط ويوسف الشمالى على إدارتهما للاجتماعات التحضيرية للدورة الحالية للجنة العليا المشتركة بين البلدين، كما أعربا عن تقديرهما للجان الفنية التى بذلت على مدار الفترة الماضية مجهودات مميزة من أجل خروج اللجنة العليا المشتركة بهذا المستوى الناجح، داعين إلى استمرار هذه الجهود من أجل انجاز وتفعيل ما تم التوافق عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة